أخر الاخبار

ظاهرة تأخر سن زواج الشباب في بنغازي

 

 ظاهرة تأخر سن زواج الشباب في بنغازي

عرض وتقديم : سالم أبوظهير

المقدمة

    ظاهرة تأخر سن الزواج وانعكاساتها الاجتماعية هوعنوان لدراسة ميدانية لعينة من موظفي كلية الآداب في جامعة بنغازي نشرتها مجلة أكاديمية الدراسات العليا للبحوث والدراسات العلمية ، وهي دورية علمية محكمة تهتم على وجه الخصوص بالنشر الإلكتروني ، لأعمال ودراسات وبحوث المتخصصين في مختلف صنوف المعرفة ، وتحرص أيضا على أن تكون البحوث والدراسات التي تنشرها على صفحاتها ، على قدر كبير من التخصص والتميز التي تعتمد المعايير العلمية والعالمية .
    في العدد الأول الصادر في شهر يونيو 2020م ، نشرت الدورية دراسة علمية مميزة من أعداد الأستاذة أيمان على الزردومي، والأستاذة أسماء على الأطيوش ، الباحثتان بقسم علم الاجتماع كلية الآداب بجامعة بنغازي.

مشكلة الدراسة

    حددت المشكلة في هذه الدراسة على اعتبار أن تأخر سن الزواج بين البنات والشباب ظاهرة من أكثر الظواهر التي تحتاج للدراسة بسبب ما تنتجه هذه الظاهرة من أثار نفسية واجتماعية وصحية لدى الجنسين في المجتمع الليبي بشكل عام وفي مدينة بنغازي بشكل خاص (كما ورد في الدراسة).
     كما افترضت الدراسة حدوث تبدل وتعير في النظرة لشريك الحياة زوج او زوجة ، وذلك حين يصل احد الطرفين او كليهما الى مستوى علمي معين، ونتج عن هذا المستوى العلمي تطور في الحياة المهنية والعملية ، الامر التي تجعل الشريك الراغب في الزواج يبحث عن الشريك المناسب له من حيث النضج العقلي.الى جانب عدد من الافتراضات التي بحثتها هذه الدراسة وسنستعرضها هنا بمزيد من التفصيل .


أهداف وأهمية الدراسة

    هدفت هذه الدراسة الى التعرف على الآثار النفسية والآثار الصحية والآثار الاجتماعية لظاهرة تأخر سن الزواج للجنسين في المجتمع الليبي ومدينة بنغازي كعينة للدراسة ، كما هدفت الدراسة الى محاولة التطرق الى الظروف التي يمر بها الشباب والفتيات ممن تأخر سن زواجهما.
    الدراسة ايضا هدفت الى محاولة ارشاد وتوعية الشباب والفتيات المتأخر سن زواجهما ، وذلك عن طريق تعريفهم بالنتائج والتوصيات التي توصلت لها الدراسة.
    هذه الدراسة مهمة جداً وتكتسب أهميتها على اعتبار أن تأخر سن الزواج بين البنات والشباب في ليبيا بشكل عام وفي مدينةبنغازي بشكل أخص ، ظاهرة فرضت نفسها خاصة مع وجود فقر أو غياب او انعدام منظومة عد في ليبيا تقدم إحصاءات دالة على درجة ومدى انتشار هذه الظاهرة بشكل عام.
    كما درست هذه الدراسة الآثار الناتجة عن ظاهرة تأخر سن الزواج لدى الشباب والبنات، كما درست الدراسة وسعت للكشف عن أفضل السبل التي من خلالها يمكن التغلب على تأخر سن الزواج لدى الشباب في المجتمع الليبي .
    من جانب اخرهذه الدراسة مهمة جداً، لأنها قدمت تحليلا موفقا قامت من خلاله بالتعرف على بعض أوضاع الشباب ممن شملتهم الدراسة وتأخر سن الزواج لديهم ، وتعرفت أيضا على انعكاس وتأثير هذه الظاهرة على عينة الدراسة ومن الشباب من الناحية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية.

الفروض الخمسة في الدراسة

    افترضت الدراسة خمس فروض ، وسعت للتأكد من صحتها ، أو عدم صحتها باتباع الوسائل العلمية التي سوف نستعرضها لاحقاً، وهذه الفروض الخمسة هي :
  1. افترضت الدراسة أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين تفضيل التعلم وبين تأخر سن الزواج
  2. الدراسة افترضت وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين تكاليف الزواج وتأخر سن الزواج
  3. افترضت الدراسة وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين المواصفات المثالية لشريك الحياة وتأخر سن الزواج
  4. الدراسة افترضت أيضا وجود علاقة بين خروج المرأة للعمل وبين تأخر سن الزواج
  5. واخيرا الدراسة افترضت وجود دلالة إحصائية بين الخوف من تحمل المسؤولية وبين تأخر سن الزواج .

عينة الدراسة 

لإختبار الفروض الخمس السابقة ، والتأكد من صحتها أو من عدم صحتها، اختارت الدراسة عينة عددها 65 موظف وموظفة بمكتب الشؤون الادارية بكلية الآداب في جامعة بنغازي ، حيث بلغت نسبة الموظفين الذكور المشاركين في الدراسة 49% ، ونسبة الموظفات المشاركات كانت 51%. ووزعت عليهم استبيان وطلبت منهم الاجابة على تساؤلاته. وبحسب الدراسة فأن هذه العينة تتمتع بالخصائص التالية:

  1. الذين تراوحت أعمارهم ما بين 31 سنة و40 سنة ،بلغت نسبة المشاركين في الدراسة
  2. المشاركين في الدراسة واعمارهم تراوحت ما بين 24 سنة إلى 30 سنة بلغت نسبتهم 27%.
  3. فيما بلغت ما نسبته 35% تراوحت أعمارهم ما بين 41 سنة إلى 70 سنة
  4. نسبة الذين شاركوا في الدراسة وكانوا من المتزوجين 55% ، وما نسبته 39% من العزاب ، و5% من المطلقين ، و1% من الارامل.
  5. المستوى التعليمي للمشاركين في الدراسة كانت 81% مستواهم جامعي ومافوق ، و12% منهم مستواهم تعليم ثانوي أو مايعادله ، ونسبة 3% شهادة اعدادية ، و2% دون الشهادة الإعدادية .

منهج الدراسة

    الدراسة للتحقق من فروضها ، استخدمت المنهج الوصفي التحليلي ، و باستخدامها لهذا المنهج تمكنت الدراسة من وصف واقع ظاهرة تأخر سن الزواج ومعرفة انعكاساتها الاجتماعية ، كما أن الدراسة باستخدامها لهذا المنهج فلم تتوقف عند الوصف ، لكنها قامت بالتفسير والتحليل للظاهرة بدراسة العينة المستخدمة.
    كما استعانت الدراسة بعدد من الدراسات والبحوث العلمية والأدبيات السابقة التي تناولت مشكلة تأخر سن الزواج لدى الشباب وانعكاسات هذه المشكلة وآثارها الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية ، حيث خلصت الدراسة إلى أن معظم الأدبيات بينت وجود عدة عوامل استعرضتها وكانت لها علاقة بتأخر سن الزواج لدى الشباب.

نتائج الدراسة

الدراسة توصلت إلى النتائج التالية :

  1. هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين مواصلة التعليم وبين تأخر سن الزواج لدى الجنسين ، وان هناك اختلاف في وجهات النظر بين المتأخرين في الزواج عن غيرهم ممن لم تتأخر بهم سن الزواج فيعتقد ما نسبته 48% ممن لم تتاخر عندهم سن الزواج بهذا الاعتقاد ، بينما يعتقد 63% ممن تأخر لديهم سن الزواج بهذا الاعتقاد.
  2. الدراسة توصلت الى نتيجة مفادها ان هناك دلالة احصائية بين صعوبة اختيار الشريك الأمثل وبين تأخر سن الزواج لدى الذكور والإناث
  3. الدراسة خلصت أيضا لوجود دلالة إحصائية بين أرتفاع تكاليف الزواج وبين تأخره .
  4. الدراسة خلصت أيضا لوجود دلالة إحصائية بين خروج المرأة للعمل وبين وبين تأخر سن الزواج لدى الذكور والإناث
  5. الدراسة خلصت أيضا لوجود دلالة إحصائية بين الخوف من تحمل المسؤوليات وبين تأخر سن الزواج لدى الذكور والإناث


توصيات الدراسة

الدراسة قدمت التوصيات التالية :

  1. ضرورة توفير الوعي اللازم والكافي بأهمية الزواج عبر مختلف المنابر الإعلامية الرسمية وغير الرسمية
  2. توفير مايلزم الشباب من الجنسين ودعمهم وتشجيعهم عبر إنشاء صناديق لدعم الزواج ، بكافة السبل والطرق المختلفة الأخرى.
  3. التوسع في اقامة الندوات العلمية والمؤتمرات وتشجيع الباحثين لعمل الدراسات وبحث المشكلة واقتراح الحلول
  4. التركيز على الدعم النفسي والأجتماعي للراغبين والعازفين عن الزواج من الجنسين .


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -