أخر الاخبار

حرب وأموال مهدورة

 

حرب وأموال مهدورة

 

صحيفة المنظارالليبية: صحيفة فسانيا 

سالم أبوظهير


    برحمة من الله بعباده الليبيين ، وضعت أوزارها،وأنتهت مؤخراً فصول الحرب الأهلية الليبية القذرة ، التي أستمرت سنوات، بعد أن ألتهمت الأخضر واليابس في كل ليبيا بدون تفريق ، وإن أختلفت أضرارها وتوابعها المقيتة من مكان لأخر في الوطن الليبي المنكوب .
وقبل أيام قادني حظي العاثر، لمشاهدة شريط وثائقي قصير، منشورعلى موقع اليوتيوب عنوانه ، (فاتورة الحرب الباهظة والأموال المنهوبة) . تناول هذا الشريط في التقرير المزعج حجم المليارات من الدينارات والدولارات ،  التي  تم أهدارها في هذه الحرب اللعينة ، ورغم أن ماورد في هذا الشريط ، مستفز ومقلق ، لكن أرتايت أن اعيد  بعض ماورد فيه في ملخص قصير غير مخل .ربما يفيد راسمي السياسات في البلاد لتدارك مايمكن تداركه  لحد بعيد ، 
    في بداية التقرير المرئي قال طارق علمي، وهو مدير مجموعة الحوكمة ودرء النزاعات، في منظومة أسكوا التابعة للأمم المتحدة:" أن تكلفة الحرب الليبية منذ بدايتها في 2011 م ، إلى الان بلغت ( 783) مليار دينار ليبي ، أي مايعادل (576) مليار دولار أمريكي.
بعدها تحولت مادة الشريط لمادة مقارنة ،  حول ما كان يمكن أن يحدث لو تم تسخير هذه المليارات في بناء الدولة الليبية ، ودعم البنية التحتية في مختلف مرافقها ، بدلاً من تسخيرها للحرب والدمار ، وهنا  جزء يسير من محصلة المقارنة. 
(50) مليار دولار من الأموال التي تم هدرها في الحرب الطويلة ، كفيلة بإنشاء مطارين ، مثل مطار إسطنبول الجديد، الذي يعد أكبر مطار في العالم. ورغم أن تكلفتة بلغت (23) مليار دولار فقط، 
أقل من (25) مليار دولار ، من الأموال المهدورة في الحرب ،كانت كفيلة ببناء أكبر ميناء في أفريقيا ،يشبه ميناء طنجة المتوسط ، الذي كلف المغرب (23.5) مليار دولار ، ويحقق الأن مردوداً استثماريا وأقتصاديا ضخما يقدر ب(2) مليار دولار سنويا ،وتوفير أكثر من (200) ألف فرصة عمل جديدة. 
(64) مليار دولار فقط، من قيمة الاموال التي تم تسخيرها في الحرب ، كان يمكن تسخيرها لتدشين قطار سريع ، يغطي كل انحاء ليبيا بمسافة (1800) كيلو متر ، فقطار الحرمين (بحسب التقرير)، تصل سرعته الى (300) كيلو متر في الساعة، كلف حكومة السعودية (16) مليار دولار فقط ، وحقق عائدات بنحو (267) مليون  دولار سنوياً ، وأيضا وفر (4000) فرص عمل جديدة للشباب السعودي.
    ويستمر الوثائقي في استعراض مقارنات الخيبة والتحسرعن الأموال التي ضاعت في الحرب ، رغم أن خسارتنا لهذه الاموال لاتعني الكثير ، أمام مصابنا الأكبر ، المتمثل في ضياع أرواح أزهقت رحمها الله ، وفي وطن بكاملة ضاع، وهذان أمران يصعب تعويضهما مهما حاولنا  المكابرة والنسيان.


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -