التجليات النفسية في شعر رامز النويصري
كتب :سالم أبوظهير
قراءة مؤجلة
وربما من المفيد الإشارة، إلى أنني سبق وشرعت في كتابة هذه القراءة النفسية المتواضعة، لبعض أو لنموذج من أشعار الشاعر رامز النويصري منذ عام 2014م، ولظروف ما توقفت عن مواصلة الكتابة، ثم وبسبب قاهر اختفى من حاسوبي بشكل كامل كل ما أنجزته من هذه القراءة، فيما بقيت فكرة استكمال هذه القراءة وإعادة كتابتها تلوح من حين لآخر، فالقراءة مكتملة في ذهني، لكنها خضعت للتأجيل لأسباب مختلفة أيضا، لذا ألتمس العذر لأي خلل أو قصور..
ويهمني أن يعرف القارئ أن هذه المقالة ليست نقدية، لكنها انطباعات عن نصوص وقصائد للشاعر، أعجبت بها وأحببتها وتفاعلت معها فكتبت عنها. وعلى اعتبار أن النص الشعري بشكل عام- يصبح بعد نشره تركة مشروعة وملكاً للقارئ يحق له أن يفسره كيفما يريد، ويستلهم منه ويكتب عنه كيفما يشاء ..
الشعر وعلم النفس
بلاد تغار من ألواني الزاهية
- الكرسي(2)
- وجه الصوت
- وجه الفراغ
- تغلغل
- بلاد تغار من ألواني الزاهية
- وجه الحكاية
- حلم بالخروج
- حساب
- صوت
- مباهج وتضمنت النصوص التالية:( لون..يوم..إجابة..ريح..ربما..عين..محطة..تحذير)
- أملي
- وحدة
- قال العصفور
- مدينة
- لاشيء هنا
- حركتان لأجل الحلم
- الكرسي (1)
- كما هي
- سبع خطوات للعودة وتضمنت النصوص التالية:(اللحظة..خطوة للوراء..حكاية..مسافة..مسافة أخرى..واقعة..ضياع)
قراءة قصائد ونصوص المجموعة
البيئة
وقد أنتجت هذه البيئة الجديدة المختلفة عن بيئة الشاعر الأصلية ، قصائد أخاذة تعج بالدلالات النفسية المعبرة عن هذا التاثير، وهذه الدلالات أيضا أنشأت صوراً حسية، فحقق الشاعر بذلك في قصائد هذه المجموعة الشعرية في المجمل ، وظيفة سامية من وظائف الشعر المتعددة، وهي إيقاظ الحواس الخامدة وتحريك المشاعر الراكدة ، فيفصح عنها وينقلها للمتلقي، بأسلوب أحسب أنه يميز الشاعر النويصري عن غيره. في المقطع الأول ، من قصيدة بلاد تغار من ألواني الزاهية نقرأ:
البلادُ ليستْ لي
ولا البردُ الذاهبُ في العظامِ صديقي
يصفعُني كلَّ صباح،
ويسرقُ من صدري أغنية.
ليست الريحُ التي أعرف، وليست اللغةُ التي أغازل"
البلادُ ليستْ لي
ولا تلك .
حين يختم قصائد المجموعة بنص ضياع في حلم بالخروج ، وهي آخر قصائد المجموعة ينهيها صارخاً:
أصرخُ
البلادُ ليستْ لي
ولا تلك .
البوح والتأويل
ومن جانب اخر ،فقد حققت هذه المجموعة الشعرية، تفرداً واختلافاً ضمن به الشاعر رامز النويصري على نحو ما، وبصور مختلفة تجاوب القاري مع نصوص وقصائد مجموعته الشعرية.وبشكل سردي حاذق نقل إلينا الشاعر في مواضع متعددة ، وشاركنا حالاته اليومية ، ومايعتمر في نفسه من تحولات وهو في الغربة، وسواء تم هذا النقل عبر البوح المباشر ، أو عبر التأويل الذي يتركه لكل قاري أن يستنتجه بشكل يختلف ربما عن قاري أخر أو يتفق معه مصادفة ، أو بشكل مقصود ، لكنه حدث وبشكل متكرر ، فيخبرنا الشاعرعن غربته وعن بعض مما يخاف، فيقول لنا مثلاً في قصيدته لاشيْ هنا :
"لكني غريبُ هنا ، وأخافُ الأشياء التي لا تتحدثُ لغتي"
وفي قصيدة حلم بالخروج يصور لنا الشاعر بشكل متوثر ، بعض من حالاته فيقول:
"أصرخ
أريدُ الهروب
درباً أخر / لا يعود
سقفاً لاينحني"
وماذا كان يعمل خلال ساعات اليوم المختلفة صباحاً ومساءً وليلاً ، فينقل لنا بعض عاداته اليومية، فيقول مثلاً في مواضع متعددة من قصيدة حلم بالخروج: "أرفعُ النهار مبكراً" .."أهربُ الى المطر" "أذهبُ أسفلُ الرصيف" ، أدوس صحيفة الميترو"
وفي قصيدة مدينة يقول :"أتسللُ نحت الأسفلت ، أغور في أقدام العابرين "
" وتظل تعوي، الريحُ
لا تحتفل بالمكان، ولاتسأل التاريخ متى؟ تظل تعوي" فيما يصور لنا الريح بشكل مختلف في قصيدة مباهج، نص ريح فيقول:
" الليلة، لم تجد الريح مكاناً
سكنت عند نافذتي، وغنت
الصوت مختلف ،والكلمات ضاجة"
الهوية والذات
" هذا أنا
ماتعلمتُ بعد كيف أرفعُ يدي لأطوق الصباح
وأرسمُ حوله وردة "
نرحب بتعليقاتكم