pinterest-site-verification=9c2615a3f2f18801311435c2913e7baa كلام الجثة!..للقاص سالم الهنداوي
📁 آخر الأخبار

كلام الجثة!..للقاص سالم الهنداوي

كلام الجثة!..للقاص سالم الهنداوي

كلام الجثة!..للقاص سالم الهنداوي

مَنْ يَجْرُؤْ؟

    مَنْ يَجْرُؤْ أَنْ يَبْصُقَ فِي الْجَثَّةْ؟
بدءاً من هلالين ارجوانيين وحبلٍ يتدلّى مِنْ قمة فيِ تلْهْ ، يناغِي الجسد المطوي فيِ الدفترْ / فصلانِ من مهزلهْ / .... ويُحاكِي الأريافَ الترابيةَ بلغةٍ قاسية / لغة أن تَذْبَحْ أو تذبح/ ... وبحرُ اغتربنا - حاصَرنا اليباسْ - بحر في مد - جنون الطقسِ - حمى زمان .
فَتَحَتْ ذراعيِها الأُمهَ
لا.. بلْ فَتَحَتْ ساقيها الأُمهَ.
اضاعتنا نغماً محزوناً .. فؤاداً مرتعبْ.
في مطلع الأخبارِ ، قيلَ الجثهْ (بيان) .
في مطلعِ القتالِ ، كانتْ الجثة ( إذان ) .
.. لكنهم نصبوا الأرزةَ مقلوبة بذات الألوان.
من منكم حدق في التكوين ..
أن يعبر الجسر الجنون ، وأن تسكت . صهِ ... لا تتكلم . ثم انتهينا..
ثم مرت ملالات العدو تخترق في خطوطاً جنوبيةً مفقؤة" بالبيان الساكت .. جثمت فوق جسد السيد الجنوبِ وهو يعيد رتيب الأرزه.

صيدا

صاح زياد:
-صيدا
كنا نهزك..لكن ما الثمر تبدد.. وما وجدناه ، وما انقطع الحبل الحاكي الذي يتدلى.
ثملنا ثمود والصخرة ، ونزع البساط ، والجمر اللاهب وسط الأكليل. 
صيدا
صرخة زياد تتردد صدى تصاعدياً مولولاً تارةً في الريح ، وتارة في ضرم الجحيم الذى لا يطاق/ ... استيقظنا إلى السبات / في كل صبح جثة متخمة بالريح.
صيدا
كنا نهزك / أجنة ياصيدا .. أولاد ... مقاومة .
اشعلت في الطريقِ المتعرجة سيجارتين، واحدة لعدنان ، وواحدة لفاطمة ... ولوحة من دخان كثيف تجسيم ل(بيريز).. الزبير يزر أفقأ- عينيه ، فصحيت على صوتِ أهل الجنوب يوقظون الصمت، يوقظون الزلزال.

 فاطمة

خطوة ، وخطوات ، كنا نتقدم ، تحترق ، موانع اللحم البليد .
في ساحة - جسر الأولى - فاطمة تحوك قطعة الرداء الأسود لولد لم يبلغ  الثمانيه اسمه "زياد"" ، مشاغب/ مارد/ حاد - استنتطق الريح - مراکب دفلى و ارز ، فقالت:
- اختبيء ضدي ..
داوود .
که ما غنى وما نطق/ مد ذراعين صغيرين کجدعى طائر البصباص وانسهم ولجاً يفرك صداً جدائل خراف الريح الآتية .. وما أفلت وما انضجعت، غير أنها بکت فضها تنوح رصاصاً قاسياً في خياله الصغير وما ارتعب.
- هيا نلعب
لأن الموت مكعبات ملقاة في القارعة السياسية الداعر، لبس داوود رداءه الأسود وعاد متخفياً في الظلام ، وحين أوشى القمر الصغير همسه و هجسه للشمس .. فأجاته باندلاعِ الضوءِ خلف الأرزة يمشط شعره بهياكل المخيمات .
صحيح .. بصقت فيه الشمس لعنتها الإلهية وما رحل/ سامراً ما رحل/…
صنعت ظلالاً مقاتلة وتأوهت مضروعة للشموس صغيرة واهية كبرت في مهدها بفعل التجويق ، لأن الطواف الآتي ليس حول الكعبة.

عدنان

من يملك جمره ؟
من يطفيء لهب الجثة ؟
من يمسك ابليس العاري في كل العواصم ؟ ناحت "فاطمة" ، نحب "عدنان"... مشنوقاً بحبل التله .
من يقطع حبل التله ؟
متعرجة طرقات الجنوبِ من - صيدا - إلى - راشيا- ، و داوود يلاحق جماعات المقاومة الناحبة في البدء قبل الرصاصة المزدانةِ بشرابِ عدنان / شرابه تراب غال أجس / مكبرات الصوت المكفتة بالخديعة تعلن (المارينز) والف حذاء نجس/ …
خسارة ...
من فقطع عنق عدنان ؟
الشهادة…؟
من شاهد نعيق الغربان ، في صبرا وشاتيلا ؟
هل صیدا نهد لذ ؟
لم تكن مِسك الطواف للمتعري الجوال .
كانت هي الزلزال الشاهد .
لم تنم في الجنوب الأرزه ، ولا ميزون ولا مريم .

التلهَ

- أفق يا زياد .
.. قالت بعض الوجوه النافرة في ساحة "الأولى".
لم يقرع باب به فاطمة / ... ولا مريم / بعضهم شهداء ، وبعضهم شهود عيان.
- أفِق يا عدنان .
التلة بها رجال" يهترون ، وأمشاط الرشاش تلفظ كبتات القتل المباح. کم الساعة الآن ؟
قالت فاطمة وأزالت قطعة القماشِ عن شقفة البدر:
- هل أعجبكم موتهِ ؟!!
جميل هذا الجسد النابض المكفن بقطعة من عباءة داوود..عيناه لوزتانِ غابيتان، وجنتان من لهج جنوني/.. يشير حيله إلى الساحة:
-هل صلت لنا الشمس ؟؟!
قالت فاطمة غاضبة:
أسكت ..أسكت، كن میتاً
لا تتحرك .. أضعت الشقاعة.
دقات القلوب الأرجوانية / دقات موسيقي الطواف المشبوه لكل الفصول .. لم يسكت صرخات النار في قلب القتيل .
تدلى الحبل حتى انقطع / تمزق ، في صيدا رداء داوود ، وأتت تعوی الریح تحمل في رحمِها الكثيف نجمة مهشمة / کم سهم في التشكيل المتلاشی / انفلت زیاد من كفنهِ يراقص عنو الزلزال، ويغنی مطلعة جنونية:
- ( بدي أرزه بكل البلده
بدی زناد لكل عناد
……..؟)
لبِست فاطمة حلى الوصلِ ترش الأرز في طريقِ المقاومة !!
صحيفة المنظار الليبية
صحيفة المنظار الليبية
تعليقات