(6) نصوص من متمهلاً كعادتي ..للشاعر محي الدين محجوب |
كل يوم
في كل مستهل
للانكسار
تفجرني صبواتي
لمواعيد تضيق
فضاءاتها
وتلك وردتي أشهرتني
سيف غصة
تلك وردة أحزاني
من آية الاغتراب
أجيء شهياً
من باب طمأنينة النفس
كل يوم لم أطل أشواقي
وأسئلتي كثيرة
كل يوم يلزمني خريف
كي أجتاح ظنوني
وأن أكابد مرارة
خجلي
أنا الذي شيدتني الأرصفة
عاجز عنك
أقود إليك سواقي وهمي
وما أملته رغبتي
ما كنت في رونق
التمني
لأفقد عباءة وقاري
وألهث خلف طيف أو سراب
ما كنت لأراوغ
أحلامي
كأني في بوحي قابل
للذبول
كأني وهذا الصمت
المتحمس
على علاقة مدهشة
خذي دفئي
النساء الباهرات
دعوني أتذكر
جلساتهن
نساء قريتي
اللاتي...
يجتمعن حول بئر تتقن الشح
لا يهمها العطش المغروز فينا
يغسلن التياب
الرثة
وهمهماتهن العابقة
بألوان زاهية
على إيقاع الحرير
أوقات تنشرح النفوس
ويخبئن عن صرير البكرة
المواعيد النضرة
ونحن الصغار
شبيهون بهدوء
الماء
النساء الباهرات
هناك يتكئن
في الركن البارد من ذاكرتي
لم يعد ذلك المكان
سوى قفر
ينتحب فيه البوم
وتتحاشاه الزرازير
فقد غارت عميقا
أهازيجهن
وغارت المياه
الأوجاع
من أين تبدأ
بهجتنا؟
للمكان وقع الصدى
انجلاء الفوضى عن
اتساع النهار
وكتل الصفيح التي تلتفت
على ظلالنا
المكسورة
من أين تنتشي
الوردة؟
لا قطرة تجمعنا
كان خبزنا طيباً
مرصعاً بالرماد
کنا في الردهة
المتواضعة
لمرحنا الطفولي
بألفة.. ننصب
الفخاخ
للزرازير
والقنابر
من أين تتحسس الطيور
هدوء ولون
الصباحات الوضيئة؟
وقد كبرت قريتنا
وغضت بالمباني
الوقت قاس
الكلمات حادة
الفراغ يبيض أفكاراً
ونحن ندور......
حفاوة
منتصف الليل
إلا برهة
الشارع مظلم تماما
والناس في البيوت
وفي الفنادق
وفي الحانات
تستفتي أحلامها
طفل يبكي
يتلمس عطشه
خلف أصوات
تستقطع أجورها بعيداً
حوار خافت ينبعث من
((الراديو))
وعشاء فاخر لاثنين
هطول
أنت تشبهين الوردة
كلما يلامسها الندى
تنتعش
كلما تلمح البستاني
وحيدا دون مقص
تقطر في يديه
ضوء معطراً
كلما تلاعبها الريح
ترمینا بغبار
الطلع
وتشبهين كذلك
أمي …..
عندما أتذكرها
يهطل المطر
صوماليا
في
الصومال..
الأطفال
يموتون على
أبواب
الجوع
والأرض
تدور
تحصد
محصولها الدموي
وفي طريق العطش السرية
تثير
قوافل الرعب
صوماليا المطرزة
بالليالي
الطويلة
على
مواعيد مع
خطايا الجلادین
سيبقي الصباح أسواداً وكئيباً
ستبقي صوماليا-
جنرالات مناجم العذاب،
ومناجم الذهب-
في الفاصلة..
بين الموت والحياة
في الكلمات التي
لا ترتدي اللباس العسكري
ليس غير الموت هنا
له تقاسيم جانكيز خان
له
أجواء صوماليا التي..
كانت قبالة اليمن
نہار - مساء
هذه النهارات
تنثر على وجوهنا
عبق قسوتها
تقطف وردة السر
وتتلهى بأجسادنا الضامرة
النهارات التي تنطفىء في أيدينا
محشوة بالتراب
حتي ذلك الساذج المكابر
حين أتبعه بحفنة من
توهج القلوب
يناوشني باللحظات الفجة الرتيبة
***
المساء مليء بالعويل
يحصي علينا مواعيدنا
لم
تعد تخبئنا النشوة
لغد مفرح
لاشيء يدهشنا
يفرد وجوهنا الكتيبة
أويغرينا بالهدوء
نرحب بتعليقاتكم