أخر الاخبار

لا للقوة الناعمة

لا للقوة الناعمة

لا للقوة الناعمةعنوان مقالي المنشور في الصفحة الأخيرة للعدد 398 من صحيفة فسانيا الليبية التي تصدر من مدينة سبها في الجنوب الليبي الحبيب .
المقال سينشر يوم الأثنين السابع عشر من شهر محرم الحرام 1444هجري ، الموافق الخامس عشر من شهر أغسطس 2022 ميلادي.. وشكراً لمتابعتكم .
لا للقوة الناعمة
لا للقوة الناعمة

سالم أبوظهير 


    في منتصف عام 2013 م ، قامت منظمة امريكية أظنها المعهد الجمهوري الدولي ، وهو مركز مهم من مراكز الفكر والأبحاث في الولايات المتحدة الامريكية ، بدعوة مايقارب من 121 شاب وشابة تم اختيارهم بدقة وعناية ، من نحو 22 دولة حول العالم، من بين هذه الدول الكيان الصهيوني وليبيا ومصر وتونس والعراق وأفغانستان وأوكرانيا والمغرب وكينيا ، والقائمة تطول .
    هذه الدورة التي تحملت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية مصاريفها المالية بالكامل ، كانت تضمنت تقديم برامج سياحية وثقافية وترفيهية ،طيلة فترة هذه الدورة والتي كان عنوانها العريض تثقيف الشباب الضيوف وتوعيتهم بالأفكار المتحررة والقيم الاجتماعية السائدة في المجتمع الأمريكي، واعادة صياغة شخصيات هؤلاء الشباب وفقا للنموذج القيمي والثقافي الأمريكي. وكان المطلوب (بطبيعة الحال) من هؤلاء الشباب ان يقوموا بنشر هذه الأفكار بين نظرائهم من الشباب في مجتمعاتهم الأصلية عند العودة إليها.
    هذا توجه أمريكي جديد برز مع بداية استلام الرئيس أوباما للسلطة في بلاده ، ويندرج هذا التوجه تحت مسمى استخدام القوة الناعمة الأمريكية. وهذه القوة الناعمة لمن لايعرفها، وسيلة جديدة او مصطلح جديد تعتمد عليه الدول العظمى، وفي مقدمتها امريكا وهدفها الرئيسي السري والمعلن، أن تؤثر في الدول الراغبة في السيطرة على ترواثها ومواردها المادية أو المعنوية، دون إستخدام السلاح وجلب الجيوش.
    والقوة الناعمة تمارس عملها بكل نعومة، وبلا اكراه ، بل بالعكس يتم ذلك عبر الإقناع وغسل الأدمغة، (على رأي بورقيبة ) . ونتاج هذه القوة الناعمة الوصول لمرحلة جعل الاخرين يتبنون ماتريده القوة العظمى وتحديدا امريكا ان يتحقق.
    والقوة الناعمة ياسادة عندها وسائل لابد لها من أن تستخدمها وهي كثيرة ومتعددة لكن الظاهر منها والمعروف والمهم هو برامج المساعدات الانسانية والتنموية ، فالقوى العظمى لا تعطي بلا مقابل ، وإذغ ما أرسلت امريكا او غيرها من الدول الاخرى مساعدات مهما كانت عينية وبسيطة ،كسيارة قمامة او شاحنة فيها حفاضات اطفال، فتاكد ان هذا ليس صدقة ومحبة للشعب الذي سيستخدم الحفاضات وسيارات القمامة (اجلكم الله).
    ومن وسائل القوة الناعمة، أن يتم استخدام وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية ، واستقدام المستهدفين للسياحة، وعبر تقديم المنح الدراسية المجانية ، واقامة الدورات التدريبية والمؤتمرات ، وعبر سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدولة المنكوبة بالصراعات ، وعبر وسائل مختلفة اخرى، المهم ان يتم التدخل بنعومة وبدون ان يشعر المسكين الذي تدخلوا في شؤونه أنه ضحية مرغوب فيها. وبدلا من تحريك البوارج وحاملات الطائرات يتولى العمل مراكز أبحاث استراتيجية ومخابراتية، تعمل كقوة ناعمة وفي غاية النعومة لتحقيق أهدافها ، و نحن من زمان (للأسف) ضحية مسكينة من ضحايا القوة الناعمة للدول العظمى الاستعمارية وفي مقدمتها بلاد العم سام..!!!




تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -