د. بشير شليبك يكتب عن سوق العمل الليبي
يعتبر سوق العمل كائن حي، ينمو ويستحدث فيه مهن جديدة فرضت نفسها، في المجتمعات الدولية والإقليمية والمحلية، وايضا مهن تمرض وتندثر اي تموت .
وإن مانشاهده اليوم في سوق العمل الليبي، الذي الزم عليه التكيف العالمي بطبيعة العولمة، وبالتالي أوجب ظهور واستحداث مهن ووظائف فرضت وجودها في المجتمع خلال الثلاثين سنة الماضية، وغالبا مايتمتع أصحاب هذه المهن بدخل مرتفع وبالتالي الحصول على مكانة اجتماعية مرموقة في المجتمع.
واليوم تتسارع وتتكاثر طلبات المهن والوظائف في سوق العمل، فأصحاب المهن في تخصصات البرمجة والمنظومات الإلكترونية، أصبحت اليوم (على سبيل المثال) من المهن التي تتمتع بدخل عالي، وبالتالي إلى تمتع أصحاب هذه المهنة بمكانة اجتماعية مميزة،وأصبحت تخصصات هذه المهن تتطور وتنمو من داخلها وتتشعب إلى عدة مهن تفرعت من هذا التخصص .
وتختلف المهن والوظائف والتخصصات من مجتمع لآخر، حسب ثقافة المجتمع .فمهنة الممثل تعتبر من افضل المهن في السوق المصري، وتتمتع بدخل عالي ومكانة اجتماعية في المجتمع المصري، إلا أنها في المجتمع الليبي تعتبر من المهن الأقل طلب ولاتتمتع بطلب عليها في السوق الليبي، وذلك لثقافة المجتمع السلبية التي تنظر للممثل نظرة سلبية .
إن مانشاهده من تكدس للخريجين في السوق الليبي، في نفس التخصصات، سبب في ظهور مشاكل كنا في غنى عنها لو استدركنا الأمر ببعض الدراسات عن المهن والوظائف المطلوبة للسنوات العشر القادمة، والتي يجب أن تربط سوق العمل بالمؤسسات العلمية، لإيجاد خريجين مطلوبين للعمل في تخصصات يطلبها سوق العمل..
يجب أن تقفل معاهد الإدارة والمحاسبة، والاقتصاد والقانون، وكليات علم النفس والاجتماع، والفلسفة والجغرافيا والتاريخ، وغيرها .. ويجب أن تتوقف عن زيادة تكدس وضغط خريجين في السوق لسنا بحاجة لتخصصاتهم، بالرغم من المصروفات التي تم صرفها على دراستهم حتى تخرجهمن، كما يجب استغلال المباني والاساتدة، والموارد اللازمة للعملية التعليمية، واستغلالها استغلال أمثل في إنتاج خرجين في تخصصات أخرى، يفرضها طلب السوق، الاكتفاء بكلية أو معهد واحد في هده العلوم.
إننا نسبح في بحر لانعرف اين اتجاهنا فيه؟ ، أو إلى اين سيوصلنا القارب؟، لأننا لا نملك بوصلة لتحديد الاتجاه ونحن في عرض البحر، أقول : يجب أن تضاف أو تستحدث تخصصات جديدة، في نفس التخصصات الاولى، لان كل مهنة تتطور وتنمو وتتفرع وتولد مهن جديدة ، لا أن نبقى ندرس في تخصص ومناهج أكل عليها الدهر وشرب ونام.
على كل معهد متوسط أو عالي او كلية في ليبيا، العمل بحدية على أستحداث تخصصات جديدة، فرضتها طبيعة سوق العمل وأن يتم قفل بعض من التخصصات التي لا لزوم لها ، ووجودهاأو طلبها في سوق العمل قليل لأو منعدم .
ويجب أن تتغير طبيعة هده المهن، وتواكب تغير الزمن، بأن تكون قادرة على التغيير والتطوير (كل خمس سنوات على أقل تقدير) ،وتستحدث وفق مناهج بتم مراجعتها وتطويرها، واي مؤسسة تتجاهل التغيير الحاصل في العالم المحيط بنا مصيرها الفشل في تلبية احتياجات مجتمعنا.
نرحب بتعليقاتكم