أخر الاخبار

النرويج كادت تنقذ القذافي عام 2011

 النرويج كادت تنقذ القذافي عام 2011

صحيفة المنظار الليبية :الإندبندنت The Independent

قبل عامين وتحديدا في التاسع عشر من شهر مارس 2021م ، وتزامنا مع الذكرى العاشرة لهجوم حلف شمال الأطلسي الناتو على ليبيا، نشرت صحيفة الإندبندنت The Independent البريطانية تقريراً مطولاً وصفته بالتقرير السري تناول في مجمله لقاءات انعقدت خلف الكواليس، ومفاوضات على قدر كبير من السرية .
النرويج كادت تنقذ القذافي عام 2011
    تلك المفاوضات السرية قادها انذاك جوناس ستور وزير الخارجية النرويجي السابق ، الذي كشف للإندبندنت محاولة بلاده التي كادت تنجح في إنهاء الحرب على ليبيا، وانقاذ حياة معمر القذافي (بحسب تعبير الصحيفة) .

الدور النرويجي في الأزمة

صحيفة الإندبندنت The Independent وصفت الدور النرويجي في الأزمة فقالت: أنه رغم توسطها للوصول لحل تفاوضي لكن "النرويج كانت عضوًا نشطًا في حملة قصف الناتو على ليبيا ، وأسقطت في النهاية ما يقرب من 600 قنبلة. ورغم استمرار قصف الناتو لليبيا ،فقد طلب رئيس الوزراء النرويجي من وزير خارجيته مواصلة المحادثات السرية للغاية ، واستضافتها في النرويج.
وقالت الصحيفة أن النرويج لديها تاريخ طويل من الدبلوماسية الهادئة في الشرق الأوسط ، حيث سبق وان توسطت في اتفاقيات أوسلو لعام 1993م ، والتي شهدت اعترافًا متبادلًا بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. وأكدت الصحيفة أيضا على لسان الوزير النرويجي أن بلاده لم تكن وحدها من يخوض المفاوضات بين معمر والغرب ، لكن الاتحاد الأفريقي ايضا حاول التوسط في اتفاق سلام خاص به - لكن النرويج حققت تقدمًا أكثر بكثير مما حققه الاتحاد الأفريقي.

ليبيون في الشوارع

بحسب التقرير فأن عدد كبير من الليبيين خرجوا الى الشوارع في في فبراير 2011، مطالبين بإسقاط نظام القذافي وحكمه ، وأن ليبيا سارت على نهج بعض الدول العربية في في مايعرف بالربيع العربي ، لكن قوات الأمن في ليبيا واجهت المتظاهرين بعنف وأستخدمت القمع الوحشي لردعهم ، وأن القذافي توعد المتظاهرين بسحقهم في الشوارع مثل الفئران في الشوارع.
وأنه بينما كان المتمردون (بحسب تعبير التقرير) المدعومين من الناتو ، يخوضون حربا ضد القوات الحكومية المتهمة بالاستعانة بمرتزقة من خارج البلاد لقمع الإنتفاضة، كانت مفاوضات على قدر كبير من السرية تجري في غرفة صغيرة في فندق ، تم فيها الإتفاق على صفقة بوساطة نرويجية كان من الممكن أن تجنب ليبيا الحرب الأهلية ، وقالت الإندبندنت أن هذه المحادثات السرية كانت أقرب ما توصل اليه العالم في أزمته مع القذافي ،وكان هدفها تجنيب ليبيا وابعادها عن شبح الحرب .قال النرويجي الذي كشف لأول مرة عن وجود المفاوضات بعد سنوات من الحرب : أن "الأشخاص المقربون جدًا من القذافي ، وأفراد من عائلته دعموا الإتفاق بقوة ، لكن الشكوك حول مصير القذافي كانت مثارة خاصة بعد رفضه مغادرة البلاد ، فلم يكن معروفاً مصيره لو وقع في ايدي المتمردين ، ومضت الصحيفة تنقل ماقاله الوزير النرويجي من أنه " لم يكن متأكداً ما إذا كان القذافي مستعدًا للاستقالة في نهاية المطاف، أم أن الجماعات المتمردة الأكثر تطرفاً على الأرض كانت ستقبل الصفقة ، رغم إن الدول الغربية الكبرى لم تكن مهتمة بالتوصل إلى تسوية تفاوضية".

نعم للتنحي ..لا للمغادرة

قالت الإندبندت في تقريرها أن الوساطة السرية التي عقدتها النرويح بين القذافي والغرب في ذلك الوقت العصيب نصت على ماورد في أن يتنحى معمر القذافي عن حكم ليبيا ، ويترك العمل السياسى بشكل كامل ، مقابل المحافظة والإبقاء على مؤسسات الدولة بكاملها ،ووافق معمر القذافي على التنحي ورفض المغادرة (بحسب ماورد في تقرير الصحيفة).
قال الوزير للصحيفة: أن الدبلوماسيون النرويجيون كانوا مداومين لتحقيق التفاوض وانجاحه والوصول لحل سلمي ، ووضعوا في النهاية "خطة شاملة" لإنهاء الأزمة. وجاء في السطر الأول: من نتيجة التفاوض العقيد القذافي قرر التنحي عن السلطة وإنهاء المرحلة الأولى من الثورة. وتم التأكد من سلامة الاتفاق واتصل الوزير بسيف الأسلام الذي أكد له أن هذا الاتفاق سيحضى بدعم اعلى المستويات في ليبيا. لكن الأمر كان غامضا وشائكا حول ما سيحدث لمعمر القذافي الذي رفض مغادرة ليبيا ، وانه سيبقى فيها مع تركه العمل السياسي .
وتمضي الصحيفة في سرد وقائع ذلك العام فتقول أنه " في 17 مارس 2011 ، صوتت الأمم المتحدة للتدخل لمنع القذافي من قتل شعبه ، حيث قامت طائرات الناتو بتحليق أكثر من 7000 غارة جوية ضد القوات الليبية على مدى الأشهر السبعة التالية، فيما كان حلفاء القذافي يسعون للتهدئة والوصول إلى نتائج عبر المفاوضات إلى نتيجة تفاوضية، كان القذافي يتوعد علنًا بسحق التمرد .

مفاوضات سيف الإسلام والنرويج

قالت الصحيفة: أن نجل القذافي المفضل والأبرز سيف الإسلام دعا كبار المسؤولين النرويجيين إلى طرابلس للتفاوض. ونقلت عن الوزير النرويجي قوله أنه كان هو واثنين من كبار المسؤولين النرويجيين في القصر الرئاسي في طرابلس مع سيف الإسلام ، لحظة صدور قرار الأمم المتحدة في نيويورك. الأمر الذي تطلب خروجنا على عجل للحدود التونسية من أجل سلامتنا مع اقتراب الضربات الجوية الأولى لحلف شمال الأطلسي. تقول الصحيفة أنه قبل ذلك وبعد أسابيع من المحادثات ذهابًا وإيابًا ، نسق الوزير النرويجي أول لقاء سري بين بين كبار المسؤولين في نظام معمر القذافي ،وبين والمعارضة في غرفة فندق في أوسلو في 27 أبريل 2011م. وقالت أن من كان يمثل نظام القذافي في المفاوضات واللقاء مع المعارضة هو محمد إسماعيل الساعد الأيمن لسيف الإسلام. أما (بالنسبة للمتمردين حسب وصف الصحيفة )، كان علي زيدان هو الممثل لهم ، وهو شخصية بارزة في المجلس الوطني الانتقالي المعارض الذي أصبح رئيسًا للوزراء في ليبيا في ما بعد.
قال الوزير للصحيفة أن الدبلوماسيون النرويجيون كانوا مداومين لتحقيق التفاوض وانجاحه والوصول لحل سلمي ، ووضعوا في النهاية "خطة شاملة" لإنهاء الأزمة. وجاء في السطر الأول: من نتيجة التفاوض العقيد القذافي قرر التنحي عن السلطة وإنهاء المرحلة الأولى من الثورة. وتم التأكد من سلامة الاتفاق واتصل الوزير بسيف الأسلام الذي أكد له أن هذا الاتفاق سيحضى بدعم اعلى المستويات في ليبيا. لكن الأمر كان غامضا وشائكا حول ما سيحدث لمعمر القذافي الذي رفض مغادرة ليبيا ، وانه سيبقى فيها مع تركه العمل السياسي . قالت صحيفة الاندبندنت أنها فشلت بعد عدة محاولات في الوصول إلى زيدان من أجل المشاركة في هذا التقرير . بينما قال محمد إسماعيل لصحيفة الإندبندنت في البداية إنه مستعد لمناقشة المحادثات لكنه لم يرد بعدها على رسائل متعددة. وحول المفاوضات السرية وأجوائها نقلت صحيفة الإندبندنت عن الوزير النرويجي ستور قوله " إن الجو كان "عاطفيًا وأن المفاوضين من الطرفين كانوا أشخاصًا لديهم الرغبة في الاهتمام ببلدهم يمكن أن يشاركوا كيف يعرفون نفس الأشخاص ويهتمون ببلدهم".

فشلت المفاوضات وقامت الحرب

    وبحسب التقريرونقلا عن الوزير النرويجي السابق أن تلك الوساطة فشلت والمحادثات انهارت ، بسبب تعنت رئيس وزراء المملكة المتحدة آنذاك ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اللذان كانا يسعيان للإطاحة بمعمر القذافي ونظامه بأي ثمن (رغم نفيهما ذلك).
الصحيفة نقلت عن الوزير قوله ايضا " أنه كان من الممكن تجنب الحرب لكن العقلية السائدة في لندن وباريس لم يكن لديها الرغبة في ذلك" وأنه "لو كانت هناك رغبة من المجتمع الدولي لمتابعة هذا المسار(يقصد مسار التفاوض مع القذافي) أعتقد أنه كان من الممكن أن تكون هناك فرصة لتحقيق نتيجة أقل دراماتيكية وتجنب انهيار الدولة الليبية"قالت صحيفة الإندبندنت The Independent : "أن النرويجين نقلوا الاتفاق المتفق عليه في أوسلو إلى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. أظهر بحث جديد أن الحرب في ليبيا وصلت إلى طريق مسدود ، حيث قُتل عدد قليل نسبيًا من المدنيين في مايو ويونيو ويوليو.،وأنه بينما كانت هيلاري كلينتون ، وزيرة الخارجية الأمريكية ، متحمسة وحريصة على العمل بالاتفاق ، لم تكونا الدولتين الأخريين مهتمتان به " وانه "لو كانت هناك إرادة للقيام بذلك وكان بإمكان المرء أن يتخيل نوعًا من وقف إطلاق النار في الحملة العسكرية للسماح للدبلوماسيين بالتحرك" لكن العملية العسكرية استمرت بالفعل لمدة ثمانية أسابيع ، والديناميكية على الأرض كانت تتغير ، وبصراحة ، لم تكن هناك رغبة من الجميع في الاستمرار في خوض هذه الحرب ".
وقالت الصحيفة أن وليام هيغ ، وزير خارجية المملكة المتحدة في ذلك الوقت ، قال أنه "دفع وضغط" من أجل تسوية تفاوضية لكن القذافي لم يكن راغبًا في ذلك.وبعد حرب 2011 ، انزلقت ليبيا في حرب أهلية جديدة استمرت معظم العقد الماضي. وصف باراك أوباما لاحقًا الافتقار إلى التخطيط لمرحلة ما بعد الصراع بأنه "أسوأ خطأ" في فترة رئاسته ، حيث أصبحت البلاد ساحة معركة للقوى الإقليمية المتنافسة.

(التقرير منقول بتصرف من (صحيفة الإندبندنت The Independent)


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -