📁 آخر الأخبار

الأستاذ المهدي كاجيجي يكتب : ليبيا .. أولادنا أكبادنا !!

صحيفة المنظار الليبية : صحيفة فسانيا

الأستاذ المهدي كاجيجي يكتب : ليبيا .. أولادنا أكبادنا !!

البذرة الفاسدة

  الحكاية رواها لي الأستاذ الدكتور خالد محمد نصر، عضو هيئة التدريس بكلية الزراعة الجامعة الليبية، اثناء مروره بسيارته في واحد من شوارع العاصمة طرابلس، قذفه طفل بحجر، دمر الزجاج الأمامي، أوقف الدكتور سيارته،بينما هرب الطفل للاحتماء برجل كان يراقب المشهد، طرح الدكتور سؤال على الرجل: هل رأيت ماذا فعل الطفل؟
    فرد الرجل بلا مبالاة: شنو فيه عيل ويلعب، وواصل بنبرة تفاخر قائلا: رد بالك تغلط هذا ولدي. فأجاب الدكتورأنت بهذه الطريقة ستفسد أبنك يجب ان يشعر بخطاه، وأن يعاقب عليه.
    كل هذا الحوار كان يجري امام الطفل الذي كان ينظر لوالده بفخر وإعجاب شديدين. وعندما ذهب الدكتور لأقرب قسم شرطة ، مقدما شكواه نصحه الضابط المسئول بالصلح خير.
    فزع الدكتورمن سذاجة الحل وقام بشرح وجهة نظره، بأن المشكل أخطرمن أن تعالج بهذه السطحية، وأن المطلوب تحقيقه هوأن يعي الطفل خطورة ما قام به، وأن يتلقى العقاب الرادع على الأقل من أسرته، وإلا سيكون الحصاد المستقبلي كارثة، ستصيب مجتمع بكامله..

كوميديا ليبية 

    ذهب سعادة السفير سالم العجيلي، لزيارة قريب في منطقة شارع الزاوية، أوقف سيارته فانبرى له شاب من عمر الأحفاد ومن طريقة كلامه وثقل لسانه بدى وكأنه متعاطي لمخدر خاطبه قائلا : أسمع يا شيباني أرفع ها "الشقفة". ويقصد السيارة من قدام حوشنا.
يقول: شعرت بالخوف وعدت للسيارة، وقمت بنقلها الى مكان اخر، لحقني وطرح على سؤال: وين تسكن يا شيباني؟، أجبت فى الهضبة . فقال: ارفع سيارتك خير لك من شارعنا، وإلا قسما بالله نعطيك "بونية" ترفعك انت وسيارتك وتوصلك للهضبة. أتذكر يومها ضحكنا طويلا، واعتبرنا الحكاية نكته.

تراجيديا    

    ابن صهرى طالب جامعي ورياضي في السادس والعشرين من شهر رمضان الماضي في ليلة القدر وقبل أذان الإفطار بساعة وفى منطقة بن عاشور تلامس بسيارته مع سيارة أخرى.
     نزل ليرى ما حدث، ودخل في مشادة كلامية تطورت إلى التشابك بالأيادي ، وتطورت إلى قيام الشخص الآخر بإشهار سكين وطعن خصمه طعنات نافذة في البطن والساقين، ويبدوأن السكين كان شديد الحدة، لدرجة أن المعتدي عليه لم يشعر بالإصابة، إلا بعد الصعود لسيارته، عندما فوجئ بحالة نزيف حاد، فتم نقله الى المستشفى حيث تم اجراء عملية جراحية، ولا يزال طريح الفراش بينما الشخص الاخر لا زال هاربا..!!

أولادنا أكبادنا   

    للشاعر العربي حطان بن المُعَلِّى شطر بيت من الشعر يقول :
[ أَوْلَادُنَا أَكْبَادُنَا تمشي على الأرض ]
والسؤال المطروح الآن: ماذا حدث لنا ؟، حتى اوصلنا هذه الاجيال المظلومة من اكبادنا، إلى هذه الحالة المزرية من الانحدار الاخلاقي؟ أجيال تعسه فقدت النموذج القدوة . انا اجزم بأن لديكم الكثير من الحكايات ذات النهايات الحزينة . ماذا لو تم تعديل السيناريو في القصة الاولي ؟، حيث تكون ردة فعل الأب كف رياحي"على وجه ابنه و تعنيف شديد، وتقديم اعتذارامام الابن للمجني عليه، ودفع ابنه للاعتذارايضا، ليعرف مدى حجم الخطاء الذي قام به، اعتقد بأن الكثير من النهايات لكثيرمن الحكايات ستتغيرالى الافضل. وحفظ الله اولادنا اكبادنا من شرور انفسنا.











صحيفة المنظار الليبية
صحيفة المنظار الليبية
تعليقات