قبل سنوات عدة وفي حي الطيوري قَتل شاب أمه الغريبة التي أفنت زهرة شبابها في تربيته، قتلها ودفنها وادعى أنها هربت خارج البلاد بعد أن أخفى جواز سفرها ، لكن والده "طليقها " لم تنطلِ عليه قصة هروبها فهي لم تهرب عندما كانت شابة وأفنت زهرة شبابها في تربية قاتلها ، ظل الأب في كل مرة يحاصر الولد بتساؤلاته وشكوكه دون جدوى، مرت شهور عديدة والولد يتنقل بين سبها وطرابلس ونجا بإعجوبة من حادث سير كاد أن يودي بحياة رفقيه.
لم يُكتشف أمر القاتل إلا عندما تم القبض على صديقه السارق وتحت الاستجواب والتحقيق وهو يعترف بجرائم عدة، قال لهم إن فلانا أيضا قتل والدته ودفنها في البيت (بيتهم)، استُدرج القاتل وعند حضوره لسبها تم القبض عليه واعترف أنه قتل والدته بضربه بالة حادة بعد عودته مخمورا للبيت ليلاً وبعد غيابه لعدة أيام ، يقول عندما اكتشفت مقتل أمي صباحا أحضرت أحدهم وحفرنا حفرة كبيرة ودفنتها بها ومزقت جواز سفرها وادعيت أنها هربت لبلادها ، لكن والدي ظل يحاصرني بأسئلته العديدة.
يضيف أنه ندمان لقتله أمه الحبيبة!
قاتل آخر في مدينة طرابلس هرع لجيرانه يخبرهم أنه وجد أمه العجوز مقتولة فجرا ، أمه التي كانت قبل ليلة واحدة في بيت الجيران وضعوا لها العشاء لتتناوله معهم فقالت لهم اسمحوا لي بأن آخذه لابني في البيت، عاد الابن مخمورا أيضا فقتلها، وأخذ يقرع باب الجيران مدعيا أن سارقاً قتل أمه، لم يأخذ الأمر من رجال الأمن الكثير حتى اعترف بواقعته وبواقعة مقتل أخت له قبل سنوات، لكن العائلة التي ترى في الابن كنزا ذكوريا أخفت الجريمة التي وقعت أيضا تحت تاثير المسكرات.
وفي منطقة أم الأرانب قتل أحد المدمنين أخته الوحيدة وفر هاربا، وفي مدينة بنغازي قتل أحدهم والدته المسنة.
في حي الطيوري بمدينة سبها أيضا وقعت الجريمة التي هزت كل من يحمل ذرة إنسانية لمُسنّتيْن وُجدتا مذبوحتين في غرفتهما، ومر على مقتلهما ثلاثة أيام بدون أن يفتقدهم أحد، وبعد ثالث يوم جاءت ابنة إحداهن لتكتشف الكارثة ، حتى اللحظة لم يتواصل رجال المباحث للفاعل ، الفاعل الذي ضرب أخلاقنا في مقتل، فاعتبرنا هذه القصص عادية نتناولها ثلاثة أيام، هي أيام العزاء والمواساة، ونمضي ولا نستفيق إلا على بشاعة أخرى لجريمة نكراء تموت فيها إنسانيتنا قبل أرواحنا ، يتناسى الناس الواقعة ولا يتعظون منها حتى يأتيهم الدور ، والدولة في سباتها تكتفي بسجن القاتل وحبس المتهم ولا شيء آخر وأخلاقنا تُقتل كل يوم بدم بارد ومع سبق الإصرار والترصد.
نرحب بتعليقاتكم