أنا ذلك الطالب الهاديء جداً ..للصديق بودوارة |
أنا ذلك الطالب الهاديء جداً
أنا ذلك الطالب الهاديء جداً ..
الذي كان في السادسة عندما كان يجلس في المقعد الأول على يسار المعلمة .
ومعه في نفس المقعد كانت تجلس تلك الطالبة
ذات الظفائر الشبيهة بنور الشمس ..
وذات الملامح التي كانت تهديء من روع الخائفين .
أنا ذلك الطالب الهاديء جداً ..
كنتُ في السادسة عندما كنت ألتزم بالصمت
وفمي متخم بالكلام ..
ومازلت .
وكنت أتحدث بصعوبة ..
ومازلت .
وكنت أبكي كلما غاب عني وجه أبي ..
ومازلت .
وكنت أنام بعمق كلما توسدت ذراع أمي ..
ومازلت .
وكنت أهرب إلى النوم كلما ألمت بي مصيبة ..
ومازلت .
وكنتُ أتألم لموت الطيبين ..
ومازلت .
وكنتُ ألعن ازدهار الحظ في وجوه اللصوص ..
وما زلت .
وكنتُ أتأمل بتمهلٍ روعة الجمال في عيون الحور ..
وما زلت .
أنا ذلك الطالب الهاديء جداً ..
كنتُ أخجل كعذراء
وأرتبك كطفل
وأفكر كحكيم
واتصرف كمراهق
واصرخ كذئب
وانتقم كطاغية
وأغفر كقديس
وأتذكر كحاسوب
وأنسى ككهل .
وأتوب كراهب دير
وأذنب كقاطع طريق
وأكره كشيطان
وأحب كدرويش
وأعشق كشاعر
واذوب في عسل عينيها طيلة الوقت .
أنا ذلك الطالب الهاديء جداً
يا الله .
مازلت كما أنا
وبنفس المواصفات
فلماذا يكبر بي العمر إذن ؟
نرحب بتعليقاتكم