صحيفة المنظار الليبية: مجلة جيل ورسالة
( محاولة لادخال العزاء على قلب اول طفل ليبي يفقد اسنانه خلال هذا النهار) .
- الزمن الساعة الثامنة من صبح الله . المكان شارع بوغولة أو شارع بو حيلة او اي كارثة تخطر ببالك . الستارة قطعة من الخيش ترتفع بحذر وراء باب المواطن « ج . ل . ، وتطل من تحتها عينا والده المدعوه بو شوال . من باب الرغبة في حمايته من الحسد
- بوشوال يحتاج إلى حماية من ابن الجيران الذي يستولي على أفطاره كل يوم ويقرص له أذنيه لكنه بالطبع لا يستطيع أن يتوقع تلك الحماية من أحد . ان عليه ان يحل مشكلته بنفسه..وقد انتظر وراء قطعة الخيش ملتزماً جانب الحذر حتى رأى ابن الجيران يمر امامه واعطاه مهلة كافية لكي يصل الى المدرسة ثم خرج من مكمنه مرفوع الرأس .
- قابله ابن الجيران عند المنعطف على أي حال . اخذ افطاره وقرص له أذنيه مقابل خدعته البسيطة . رآهما الحاج (ع . ك . ) صاحب بقالة الحرية وقال لهما بأعلى صوته امشوا با فروخ) . اعلن الكناس الذي كان يوقد النار لشاي الصباح أمام دكان الحاج ان قلة الحياء من صفات هذا الجيل .
- في المدرسة انتشرت اشاعة مؤداها ان بو شوال مغلوب على أمره وقصده اثنان من زملائه خلال فترة الاستراحة وفتشا جيوبه بحثاً عما يمكن ان يؤكل . لم يجدا شيئاً سوى الممحاة وقد اخذاها وطلبا منه ان يحضر برتقالتين في اليوم التالي .
- بعد الظهر حمل بوشوال طبق الخبز الى الكوشة ووجد ابن الجيران ينتظره في حلقة من اتباعه . لقد سقط قلبه بين قدميه ولكنه تحامل على نفسه ومر بجوارهم مطرق الرأس في محاولة يائسة لاظهار الطيبة . لم تنجح الخدعة بمقدار عقلة اصبع ، وقد استدعاه ابن الجيران لكي يمثل بين يديه ودعاهامرأة وتركه يقبل قدمه على مرأى من اطفال الشارع ..
- خلال الليل حلم بوشوال بان طوله متران . وحلم بأن عينيه تتطايران شرراً ومشى مختالاً في الشارع وأمسك ابن الجيران من عنقه والصقه على الجدار لكنه استيقظ في الصباح كالعادة ووجد أن طوله لم يزد بمقدار عقلة اصبع ووجد ابن الجيران ينتظره عند المنعطف وخسر كتاب المطالعة الذي استولى عليه زميلاه مقابل البرتقالتين .
- في ذلك اليوم قرأ المعلم ( نحن اسود الفلا .. ) وطلب من بوشوال ان يقرأها أيضاً ثم أعطاه عشر جلدات عندما اخبره أنه نسي كتاب المطالعة في البيت . ضحك زميلاه اللذان استوليا على الكتاب واعلنا له انهما سيأخذان و هداية الناشئين ، أيضاً اذا لم يحضر لهما البرتقالتين .
- خلال الليل حلم بوشوال بوالده. سمعه يغيره بأنه مثل ( عبلة ) وان ابن الجيران مثل عنتر ادار بوشوال رأسه في المنام بحثاً عن ملجأ من عيني والده . لم يكن ثمة مكان واحد في العالم يلجأ اليه . كان والده يطل عليه من السماء وكان يقول له ( اخزي يا بنية . اخري يا عبلة . )
- في الصباح تجنب بو شوال ان ينظر الى عيني والده لقد رآه يشرب قهوته الصباحية امام الباب الجواني وقرر ان يتفاداه متظاهراً بالبحث عن كتبه في المطبخ لفت سلوكه الغريب نظر والده ،استدعاه فوراً لكي يمثل بين يديه.
- كنك ؟ قال والده .
- شي، قال بوشوال ..
- (كنك مستوه كيف البنت ) قال والده و انطق یا فرخ ...
امتلأت عيناه بالدموع . عض على لسانه لكن دموعه غلبته على أمره . ( شي )
امسكه والده من اذنه . قرصها له بين اصابعه . ولم يتوقف عن قرصها حتى سمع القصة بأسرها . أطلق سراحه اذ ذاك وبصق على وجهه .
. ( هكي ؟ ) قال والده ( يعني خايف منه . تعال توه تمشي تضربه قدامي . ( سقط قلب بو شوال بين قدميه لكنه جره وجر قدميه ومشى مطرق الرأس وراء والده . كان ذلك في الساعة الثامنة من صبح الله . وكان ما يزال عليه ان يحفظ ( نحن أسود الفلا) .
. واضربه على كبده ، قال والده عندما رأى ابن الجيران يخرج من بيته ه تعاله بوشوال واضربه على كبده . مشى بوشوال مطرق الرأس ... خيل اليه ذات مرة ان امعاءه تقفز من حلقه .. وقف واجماً امام ابن الجيران ثم لمسه في بطنه بحذر متناه لكن الطفل المدهوش صرخ بأعلى صوته كأن أحداً ما قد غرس مطواته في صدره ثم استدار فوراً وانطلق يركض صارخاً في اتجاه بينه . لقد رأى والد بو شوال بطرف عينه وأدرك فوراً انه لا يستطيع ان يغلب اثنين بالعركة .
بعد دقيقة واحدة خرج الغلام من بيته مرة أخرى في صحبة والده وقف الرجلان وجهاً لوجه وقال احدهما للآخر و اخری یا تیس)
صرخ الحاج . ع .ك من داخل بقالة الحرية و العنوا الشيطان يا جماعة .
خلوكم من العيال . . قال الشيطان في أذن بو شوال و انا بس ايش دخلني ؟..
علي الطلاق ، قال الرجل الآخر علي الطلاق الهذلك استونك ) .
علي الطلاق ، قال والد بو شوال علي الطلاق انكسر لك خشمك . .
علي الطلاق قال الرجل الآخر
علي الطلاق اللي مش طلاقك
انقطلك وجهك ..
علي الطلاق ، قال والد بو شوال علي الطلاق يا قرد انطلعلك مصارينك . .
تدخل الحاج ع .ك . . صاحب بقالة الحرية لايقاف الحركة عند حد المصارين وقال ان الخصمين متعادلين بالنقط . لكن ذلك كله بالطبع لم يحل مشكلة بو شوال .
قابله زميلاه على باب المدرسة وطلبا منه أن يطلع و هداية الناشئين ، أو البرتقالتين ، نظر اليها بو شوال غاضباً:
على غير عادته وقال لهما بالحرف. الواحد علي الطلاق انهدلكم استونكم ... تراجع الطفلان الى / الوراء غير مصدقين ، وتبادلا النظرات تم سأله احدهما و انت مهدلنا اسنونا؟ ه ( آه ) قال بو شوال مغالباً شكوكه ) علي الطلاق انطلعلكم مصارينكم .) كان قد اكتشف أن الزئير نصف سمعة السبع وان النصف الباقي قليل من الصبر على وجع الامعاء .
. ( طري ) قال احد الطفلين في محاولة أخيرة للسيطرة على الموقف على الطلاق ( أنا اللي انكسر لك رأسك ) .
. ( عا امك ) قال بو شوال وحق النبي نقتلك ( ثم مد يده و استرد كتاب المطالعة وذهب يبحث عن مكان هادى في الفناء .. كان يملك نصف ساعة فقط لكي يحفظ نحن اسود الفلا . .
خاتمة
. سيقول احد ما انني أسخر من شجاعة الليبيين في مواجهة الخطوب. . سيفقد أحد ما أعصابه ويتهمني بالاساءة الى مقدساتنا سيزعم انني انكر كل شيء وانكر ان بلدنا غابة صغيرة مليئة بالأسود ، وان المواطن الليبي بولد حاملاً هراوته معه ويشق | بها طريقه الى الجنة . سيقول لي احد ما ( علي الطلاق نقتلك ) . لذلك الرجل انا اقول مقدماً ( يستر الله )
(سبق نشر هذا المقال في مجلة جيل ورسالة)
نرحب بتعليقاتكم