صحيفة المنظار الليبية: صحيفة فسانيا
ملخص كتاب
الكل يكذب لسيث ستيفنز
سالم أبوظهير
هذا الكتاب بحسب ماورد في مقدمته هو نتائج دراسة واسعة وعميقة استمرت مدة
أربع سنوات متواصلة من البحث، وخلصت الى أن أستخذام البشر لشبكة الإنترنت، يكشف
مدى كذبهم فيما بينهم وبين انفسهم ، وبينهم وبين بعضهم البعض، وكيف أنهم لايقولون
الحقيقة دائما ،وأنهم يخفون ادق اسرارهم عن اقرب الناس اليهم. لكن الانترنت يكشف
بسهولة كل هذا الكذب.
يقول الكتاب : "أن تحليل البيانات
المتدفقة من الانترنت ، هو الشغل الشاغل لدى الشركات العالمية الكبرى، المهتمة
بالتسويق والإعلان، ولدى أجهزة المخابرات في معظم دول العالم المهتمة بمعرفة
مايدور في أذهان الناس وربما يشكل خطراً على سلامة الحكام". لكن كذب الناس في
العالم الواقعي الحقيقي )بحسب الكتاب(، لم يعد مشكلة كبيرة للمخابرات وللشركات الكبيرة،على أعتبار أن العالم
الافتراضي، يكشف هذا الكذب بوضوح ومصداقية تامة، عبر مواقع الانترنت ومحركات البحث
الكبيرة ، وفي مقدمتها محرك بحث الجوجل ، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي
مقدمتها الفيسبوك وتويتر... هذا العالم الافتراضي الواسع الكبير، يقدم الحقيقة
الكاملة والمعلومات الصحيحة لمليارات من البشر الذين يخفون اتجاهاتهم واراءهم
ورغباتهم في العالم الحقيقي الواقعي.
عنوان هذا الكتاب كاملاً " الكل
يكذب: البيانات الضخمة والبيانات الحديثة وقدرة الإنترنت على اكتشاف الخفايا " ومؤلفه هو البريطاني
سيث ستيفنز الكاتب بصحيفة نيويورك تايمز والخبير الإقتصادي ومحلل البيانات بشركة
جوجل .. الكتاب قسمه مؤلفه إلى ثلاثة أقسام مع مقدمة وخاتمة ،وتحت كل قسم عنوان
رئيسي تندرج تحته عناوين فرعية تخدم وتدعم الفكرة الأساسية للعنوان الرئيسي.
عنوان القسم الأول "البيانات ضخمة
وصغيرة"، وفيه شرح وتوضيح لمصطلحات معينة كان لابد من توضيحها لتساعد على فهم
موضوع الكتاب ، والقسم الثاني ،عنوانه "سلطة أو قوّة البيانات الضخمة"،
وفيه قدم المؤلف حقائق صادمة عن حقيقة تعامل البشر مع بعض المواضيع الحساسة مثل
الجنس والعنصرية والتعامل مع الشواذ والانتماء للتوابث والوطنية .. وغيرها من
المواضيع التي لايتم الافصاح عنها في العالم الحقيقي لكنها تنكشف بسهولة عبر تحليل
بيانات العالم الافتراضي، عن طريق محركات البحث او منصات التواصل. وفي القسم الثالث
وجهة نظر المؤلف حول خطورة التعامل مع هذه
البيانات من جانب الشركات العملاقة، أو من جانب الحكومات التي تكون تكون تحث يدها هذه البيانات ويمكنها تحليلها، فتتمكن
الشركات من معرفة اتجاهات البشر لتسوق لهم مايريدونه وتتضاعف ارباحها ، وتعرف الحكومات ايضا اتجاهات
المحكومين فتتحكم في سير الانتخابات ، او في اتجاه ما لزيادة قمع المحكومين بعد
كشف هذه المعلومات وتحليلها.
يعتقد المؤلف أن الناس يُدخلون طلباتهم
في محرّكات البحث دون أن يشاهدها أحد، لذلك فالمعلومات التي نحصل عليها من
الانترنت لا تكذب، على عكس المعلومات من الدراسات الاستقصائية والاستبيانات. ومن
بين ماكشفه الكتاب بطلان حقيقة ان امريكا بلد الديمقراطية والمساواة والحرية وحقوق
الانسان ، مبينا أنه باستخذام مقياس "اتجاهات جوجل" أتضح جليا أن
العنصرية لا تزال موجودة بشكل كبير وصارخ فيها.ويذهب المؤلف الى ابعد من ذلك ليقرر
بشكل جريء أن العنصرية في أميركا كانت واضحة بعد انتخابات 2008 التي فاز بها
أوباما ، وتعاظمت أكثر أثناء انتخابات 2016 التي فاز بها ترامب.
الكتاب يستحق القراءة
مع الأخد في الاعتبار لطبيعة تغير الارقام بشكل متواصل وسريع ، فهو منشور
عام 2017م ، وهذا يعني ان كثير من الاحصائيات الواردة فيه اصبحت في حكم الماضي ،
لكن معلوماته وشواهده تابثة ولازالت قائمة.
نرحب بتعليقاتكم