بشير صالح بشير مدير مكتب القذافي السابق |
مازالت رحلة البحث قائمة ومتواصلة عن ماقيمته 150 مليار دولار، و144 طنا من الذهب تعود ملكيتها للدولة الليبية وجمدتها الحكومات الأجنبية في مصارفها بحجج مختلفة، ورغم صعوبة بل إستحالة التكهن بصحة الأرقام المذكورة أعلاه ،لكن فرحات بن قدارة محافظ مصرف ليبيا المركزي من يناير 2006م، إلى 12 مارس 2011م يقول:إن «الأصول الليبية تقدر بـ168 ملياراً و425 مليون دولار، كان منها نحو 104 مليارات للمصرف المركزي، تتوزع بما يقدر بـ40 مليار دولار سيولة نقدية، ونحو 30 مليار دولار عبارة عن سندات خزانة أميركية، وسندات في حكومات أوروبية، والبقية موزعة على شكل قروض لدول أجنبية، وبعض المحافظ الاستثمارية التي تدار من الغير لصالح المصرف المركزي. وقرابة 64 ملياراً للمؤسسة الليبية للاستتمار».
كل من يهمه أمر هذه المليارات المتبخرة او المفقود الامل في استرجاعها، سيتوقف عند سؤال مهم عن شخص له علاقة وثيقة ومباشرة وغير مباشرة ، بكل هذه الربكة وهو بشير صالح بشير .
فمن هو صالح ؟ واين هو الان ؟ وهل سيكون له دور في تخفيف معاناة الليبين ليخبرهم عما يعرف ؟ كما هل سيكون له دور فعال في ارجاع بعض ولو يسير من الكعكة الكبيرة التي تقاسمها غير الليبيين .
من هو بشير صالح؟
بشير صالح بشير كما يقول هوعن نفسه أنه من مواليد عام سنة 1946م، في بلدة تراغن في الجنوب الليبي ، وأنه ينحدر من قبيلة تعود جذورها إلى المغرب أسمها قبيلة بني مسكين.
كان قريبا جداً من خيمة معمر القذافي لمدة تزيد عن خمسة وثلاثين عاما متواصلة ، وكان محل ثقة كبيرة لديه ، وقد بدأت علاقه بشير بمعمر القذافي مبكراً جداً ،منذ تدرجه في عدد من المناصب السيادية المرموقة رغم انه لم يكن ضمن خلية الضباط الاحرار، كما لم يكن ممن يطلق عليهم معمر بالرفاق.
بحسب محركات البحت في شبكة الانترنت ، ومنصات الذكاء الاصطناعي الذي طرحت عليها اسئلة تتعلق ببشر فقالت : " أنه بدأ حياته المهنية معلما في مادة الرياضيات بالمدرسة الاعدادية في مدينة مرزق قبل 1969م . وحين امر معمر اللجان الثورية بالزحف على السفارات الليبية في الخارج وتحويلها الى مكاتب شعبية ،برز اسم بشير صالح بشير كرجل من رجال المكاتب الشعبية بالخارج وتذكره معمر القذافي كون صالح كان زميلة ويدرس معه في نفس الصف، وبسبب قدراته وحضوره المهني أصدر القذافي أوامره ليكون زميله في الصف سفيراً لليبيا في تنزانيا.
وتدريجيا اتبث بشير صالح على انه رجل لمهمات أعقد وأصعب من كونه سفيراً يمثل بلاده،وفي ذات مرة كان صالح في زيارة خاطفة لباب العزيزية ، لكن معمر القذافي أقترب منه وهمس له " أترك تنزانيا وتعال ، مكانك هنا بجواري يابشير".
من معلم في مرزق لرئيس مكتب القذافي
قبل هذا الحديث بعقود من الزمن ، كان بشير معلماً في مدرسة مرزق عام 1967م ، ثم محافظاً لمحافظة فزان عام 1974م، ثم مسؤلاً مهماً لمنظّمة تؤيد حركات التّحرّرفي العالم، يترأسها معمرالقذافي مباشرة ، ويديرها رئيس الامن الخارجي السابق موسى كوسة،. وفي عام 1990م ، تم تكليف بشير صالح بشير ليكون الأمين العام للعلاقات الخارجيّة بمؤتمر الشّعب العام ، وبعد أربع سنوات اصبح رئيسا لجهاز المراسم العامّة.
عبر منصبه الرفيع في جهاز المراسم الليبية ، وطد بشير علاقاته مع معظم الزعماء الافارقة.وفي عام 1998م، حتى تقلد منصب رئيس مكتب معمر القذافي الخاص في عام 1998م ، ليكلفه الاخير بشكل مباشر بالعمل سفيرا لعدد من الدول الافريقية التي كانت تفتك بها الصراعات والحروب الاهلية، وتدريجيا تحول بشير لرجل المهمات المعقدة الخاصة والصعبة في افريقيا ، والتي يكلفه بها القذافي، فينفذها على اكمل وجه وتنجز تماما كما يحب سيده ويرضى.
وطبيعي ان يصبح بشير كاتم الاسرار، ورجل القذافي الاول الموثوق به في افريقيا السمراء كلها . وتوج هذا كله بتأسيسه ل "محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار" هذه البوابة الكبيرة التي إنتقلت عبرها أموال الليبيين للخارج لغرض استثمارها وزيادتها. وفي زمن قياسي قصير حول القذافي بمساعدة بشير هذه المحفظة الى يد اقتصادية ضاربة في علاقات العقيد القوية بدول أفريقيا ودول باقي قارات العالم ايضا.
بشير يغادر ليبيا
قبل أن يموت معمر القذافي صاحب بشير ، وقبل ان تغرب شمس يوم 22 أغسطس 2011م ، ذهب بشير صالح بشير، بنفسه ودونما اكراه من أحد ، وسلم نفسه لشباب بمقر كتيبة ثوار طرابلس، الذين سلموه في منتصف ليلة نفس اليوم لضبّاط فرنسيين يتبعون القوّات الفرنسيّة الخاصّة، كان مقرهم في طرابلس ، وليبقى بشير تحت حمايتهم ، وتحت الاقامة الجبرية لمدة ثلاثة أشهر، وبعد تدخل من فرنسا وجنوب افريقيا ، قال بشير " استدعاني مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي، ثمّ عانقني وقال لي: 'لك حرّيّة المغادرة متى شئت" .
وفي الثالث عشر من شهر نوفمبر عام 2011م ، شوهد بشير صالح بشير، وهو واقفا في طابور بوابة المغادرة بمطار طرابلس ، يحمل معطفه البني الطويل بيد ، وجواز سفره وبطاقة الصعود و حقيبة صغيرة مزركشة بخطوط افريقية بيده الاخرى . ساعات ووصل بشير الرجل الخطير لمطار شارل ديغول ليجد في استقباله في صالة كبار الزوار نيكولا ساركوزي الرئيس السابق لجمهورية فرنسا.
استقبال ساركوزي لبشير، ليس امرا مستغربا فالاول يعرف اهمية الثاني ومايحمل خزانه الكبير من اسرار ، كما ان الثاني اتهمته وسائل اعلام دولية وتقارير مخابراتيه انه من مول حملة انتخابات الاول باموال مقتطعة من محفظة افريقيا الاسثتمارية . ولابد ان يوفر ساركوزي الحماية الكاملة لصديقه بشير ، خاصة وأن الاخير مطلوب لدى القضاء الفرنسي في شبهات مالية معقدة، تبدا من اتهام بشير بضلوعه في عملية بيع مشبوهة لفيلا بقيمة عشرة مليون يورو اشتراها بشير باموال المحفظة.
بشير يغادر فرنسا
ليلتان فقط قضاهما بشير في ضيافة الاليزيه ،وفي أرقى فنادق الشانزليزيه، ثم غادر فرنسا ليستقر به المقام في جنوب افريقيا ، هناك تعرص بيته لسطو مسلح وبعدها بعام تعرض لمحاولة اعتيال بالرصاص نجا منها بأعجوبة ، اختفى لسنوات متنقلا بين اصدقائه القدامى ، ثم عاد لليبيا واستقر في جنوبها واعلن مرة انه يؤيد سيف الاسلام القذافي ليترشح لرئاسة ليبيا ، فيما يصرح انصار بشير واصدقائه مرات ومرات انه الاجدر بحكم ليبيا بعد القذافى
يقال ان بشير عاد الى افريقيا ليستقر قريبا من ادغالها الغامضة، متجولا بين دول السمراء ومحاطا بحراسة مشددة فسلامته وحياته وحريته مهمة جدا عند من تهمه هذه الأموال المخبأة في معظم دول العالم وهو من يعرف معظمها، فمتى وكيف ستعود اموال اهلك وناسك وبلدك ، ومتى تتكلم يابشير؟ تكلم يابشير لنحترمك كلنا .
نرحب بتعليقاتكم