اهتمتت معظم الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت 03 اغسطس2024م، اهتماماً واسعاً وبارزاً باحتجاجات أنصار اليمين المتطرف،حيث هيمنت هذه الأحداث على العناوين الرئيسية. فيما اشارت عناوين بعض هذه الصحف، على استعدادات الشرطة البريطانية لمواجهة احتمالات اندلاع أعمال شغب متوقعة. وعلى صعيد آخر، تناولت إحدى الصحف البريطانية قضية العقارات السكنية غير المأهولة، حيث سلطت الضوء على وجود عدد كبير من المنازل الفارغة في مختلف أنحاء البلاد، مشيرة إلى التحديات المرتبطة بهذا الأمر من حيث إدارة الموارد والإسكان.
ديلي تلغراف (Daily Telegraph)
صحيفة "ديلي تلغراف"اجرت في عددها الصادر مقابلة حصرية مع كيمي بادينوتش، المرشحة البارزة لزعامة حزب المحافظين، حيث دعت إلى ضرورة تبني الحكومة البريطانية نهجاً أكثر شفافية وصدقاً في تعاملها مع ملف الهجرة. خلال المقابلة، أكدت بادينوتش على أهمية معالجة هذا الملف بحزم وجدية، مشيرة إلى أن الحكومة الحالية تمارس نوعاً من التكتم والسرية حول القضايا المعقدة والمترتبة على سياسات الهجرة. وأوضحت بادينوتش للصحيفة أن هذه السياسات تحتاج إلى مراجعة شاملة لتكون أكثر انسجاماً مع الواقع الحالي والتحديات التي تواجه المجتمع البريطاني. كما شددت على ضرورة فتح حوار صريح مع المواطنين حول تأثيرات الهجرة، مؤكدة أن الشفافية هي السبيل الأمثل لبناء ثقة الجمهور في الحكومة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي. وأضافت بادينوتش أنها تسعى، في حال توليها زعامة الحزب، إلى وضع استراتيجية واضحة ومتكاملة لإدارة ملف الهجرة، ترتكز على مبادئ الشفافية والمسؤولية، بهدف تحقيق توازن بين مصالح البلاد ومتطلبات الأمن الوطني..
الجارديان (The Guardian)
في عددها الصادراليوم قالت صحيفة الجارديان في تقرير مطول لها : " أن جهاز الشرطة في بريطانيا يضع اللمسات الأخيرة على استعداداته لمواجهة مظاهرات اليمين المتطرف، التي وصفتها الصحيفة بأنها "مشينة". وأشارت الجارديان إلى أن شرطة مكافحة الشغب ستكون في حالة تأهب قصوى للتعامل مع هذه الاحتجاجات المرتقبة، والتي من المتوقع أن تنتشر في جميع أنحاء إنجلترا وويلز. وأكدت الصحيفة أن هذه الاستعدادات تأتي في إطار جهود مكثفة للحفاظ على النظام والأمن العام وسط تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية.
وفي سياق آخر، نشرت الجارديان صورة للصحفي إيفان جيرشكوفيتش، الذي عاد مؤخراً إلى الأراضي الأمريكية بعد إطلاق سراحه في صفقة تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وروسيا. وأبرزت الصحيفة الأهمية الكبيرة لهذه الصفقة، مشيرة إلى أن جيرشكوفيتش كان محتجزاً لفترة طويلة، وأن إطلاق سراحه يمثل خطوة إيجابية في العلاقات بين البلدين.
من جانبها نشرت صحيفة التايمز تقريراً مفصلاً أشارت فيه إلى احتمال تنظيم أنصار اليمين المتطرف ما لا يقل عن 30 مظاهرة في مختلف أنحاء بريطانيا خلال الأسبوع الجاري. وتوقعت الصحيفة أن تشهد هذه الاحتجاجات مشاركة واسعة من قبل مؤيدي هذه الجماعات، مما يثير مخاوف بشأن تصاعد التوترات في الشوارع البريطانية. وأكدت التايمز أن هذه المظاهرات تأتي في ظل تصاعد الخطاب السياسي المتطرف، مما يفرض تحديات إضافية على السلطات الأمنية. وقد بدأت الشرطة البريطانية بالفعل بوضع خطط طوارئ لضمان السيطرة على هذه التجمعات والحيلولة دون تحولها إلى أعمال عنف أو شغب. ويأتي هذا التقرير في وقت حساس بالنسبة لعموم المملكة المتحدة.
آي (I)
صحيفة آي نشرت تقريراً موسعاً يكشف عن وجود آلاف العقارات السكنية منخفضة السعر غير المسكونة في بريطانيا، وذلك على الرغم من الأزمة الحادة في نقص المنازل التي تعصف بالبلاد. وأوضحت الصحيفة أن هذه الظاهرة تثير قلقاً كبيراً بين المواطنين والمسؤولين على حد سواء، خاصة في ظل الطلب المتزايد على السكن والمعاناة التي يواجهها العديد من الأفراد والعائلات في العثور على منازل مناسبة وبأسعار معقولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السبب الرئيسي وراء بقاء هذه العقارات غير مأهولة يعود إلى عدم قدرة الجمعيات السكنية على شرائها. وأوضحت أن العديد من هذه الجمعيات تواجه تحديات مالية كبيرة تحول دون قدرتها على الاستثمار في تلك العقارات، رغم أنها تقع في مناطق تحتاج بشدة إلى توفير المزيد من الوحدات السكنية.
وأضافت صحيفة آي أن السياسات الحكومية الحالية قد تكون غير كافية لمعالجة هذه الأزمة، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من قبل السلطات لتحفيز الاستثمار في هذا القطاع. وقد دعت الصحيفة إلى ضرورة توفير دعم مالي أكبر للجمعيات السكنية وتقديم حوافز للمستثمرين لشراء وتجديد هذه العقارات، بهدف توفير مساكن ملائمة لأولئك الذين يعانون من أزمة السكن.
وفي ضوء هذا التقرير، طالب العديد من الخبراء بضرورة وضع استراتيجية شاملة تتضمن التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والجمعيات السكنية لمعالجة هذه المشكلة. وأكدوا أن توفير المزيد من المنازل بأسعار معقولة سيكون له تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد والمجتمع البريطاني ككل.
ديلي ميل (Daily Mail)
من جانبها ذكرت صحيفة ديلي ميل أن أكسل موغانوا روداكوبانا، المراهق المشتبه بتورطه في سلسلة من جرائم الطعن في منطقة ساوثبورت، له تاريخ سابق في العمل الخيري. ووفقاً للتقرير، كان روداكوبانا قد نظم حملة لجمع التبرعات للأطفال عبر برنامج "Children In Need" الذي يُبث على قناة بي بي سي، وذلك عندما كان يبلغ من العمر 11 عامًا فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن روداكوبانا، الذي كان يُعتبر في ذلك الوقت مثالاً للشباب الطموح والمبادر، قد تمكن من جذب تبرعات كبيرة لدعم الأطفال المحتاجين، مما جعله يحظى بتقدير واسع من المجتمع المحلي. هذا التناقض بين ماضيه الخيري والاتهامات الحالية بارتكاب جرائم عنف صدم العديد من أفراد المجتمع الذين كانوا يعرفونه كطفل نشيط ومساهم في الأعمال الخيرية.
وبحسب صحيفة ديلي ميل فأن السلطات تسعى الآن إلى فهم الدوافع والأسباب التي قد تكون أدت إلى هذا التحول الجذري في سلوك روداكوبانا، في محاولة لتقديم تفسير يوضح كيف يمكن للشخص أن ينتقل من نشاطات خيرية إلى تورطه في أعمال إجرامية.
ديلي إكسبريس (Daily Express)
كما أكدت صحيفة ديلي إكسبريس في تصريح حازم لها على أن "بريطانيا لن تسمح لمجموعة من البلطجية بالسيطرة على شوارعها"، في إشارة إلى التوتر المتصاعد نتيجة احتجاجات أنصار اليمين المتطرف. وأكدت الصحيفة على ضرورة اتخاذ تدابير صارمة لمواجهة هذه التهديدات. وفي هذا السياق، نقلت ديلي إكسبريس عن وزير الداخلية في حكومة الظل، جيمس كليفرلي، قوله: "يجب على الحكومة أن تقدم الدعم المطلوب للشرطة البريطانية لاتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل الحفاظ على النظام والقانون". وشدد كليفرلي على أهمية تزويد قوات الشرطة بالموارد والتجهيزات اللازمة لضمان قدرتها على التصدي لأي محاولات لزعزعة الاستقرار، مشيراً إلى أن الحفاظ على الأمن العام وسلامة المواطنين يجب أن يكونا على رأس أولويات الحكومة في هذه المرحلة الحساسة.
نرحب بتعليقاتكم