pinterest-site-verification=9c2615a3f2f18801311435c2913e7baa لا تقل لي ارجع إلى ليبيا..!!!
📁 آخر الأخبار

لا تقل لي ارجع إلى ليبيا..!!!

الدكتور محمد عبدالسلام مدير المركز العربي للاستشارات الهندسية
كتب : محمد عبدالسلام اميمن

لا تقل لي ارجع إلى ليبيا...!!

    نعم... لا تقل لي ارجع إلى ليبيا ، وساهم في بناء وطنك بخبرتك في التعليم والنفط ، التي اكتسبتها في بلاد الغرب.... فخلال زيارتي الأخيرة لبلادي في يوليو 2024 م ، كانت نيتي العودة نهائيًا إلى أرض الوطن ، وتقديم مقترحات لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وللمؤسسة الوطنية للنفط..
    وبالنظر لخبرتنا ومعرفتنا الجيدة باحتياجات الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات والأكاديميات والمعاهد العليا ، التي تكونت بعد تعاملنا المباشر مع طلبة الجامعات والمعاهد والدراسات العليا ، ومن خلال الدورات الأكاديمية التي تم تقديمها دعماً للطلبة الليبيين والعرب الطلبة العرب. كما تكونت هذه الخبرة المتواضعة بعد عقدنا لعديد ورش العمل والندوات والمؤتمرات معهم ، أنجزت هذا المقترح بالتعاون مع فريق عمل مركز أكاكوس في مانشستر( IAC).

غلاف مقترح بالتعاون مع ( IAC)في مانشستر
غلاف مقترح بالتعاون مع ( IAC)في مانشستر

   نحن ايضا على دراية بمشاكل التدريب في الشركات النفطية، مثل تكدس البرامج (HNC/HND) ) ، وعدم فعالية دورات السلامة والصحة المهنية، وعدم استغلال الدورات القصيرة والمتوسطة في تطوير الموظفين بما يساهم في تحسين جودة الأداء وزيادة الإنتاجية في القطاع.
    في مركزنا مركز أكاكوس في مانشستر( IAC). لدينا خبراء دوليون في مجالات التعليم والتدريب التقني والمهني المختلفة من بينهم ليبيون، وعرب، وإنجليز، وأمريكيون، وأستراليون ، مثل النفط والغاز والبتروكيماويات والاتصالات. خبراؤنا الليبيون(ولله الحمد) تدرجوا باشراف فنيين مهرة على اعلى المستويات ، وأساتذة في جامعات عالمية، ولديهم خبرات طويلة في مجالات متعددة، وهم متشوقون لتقديم خبراتهم لبلادهم ليبيا حتى بشكل مجاني. وقد حدث ذلك بالفعل في عدة ورش قدمناها لليبيا.
للأسف، وجدت فسادًا كبيرًا في الإدارة والمال في قطاعي التعليم العالي والنفط. فعندما تتحدث مع بعض المسؤولين، تجدهم يغردون خارج السرب، بل لا يوجد سرب أصلاً! وعند تقديم عروض للتعليم أو التدريب، يتم التلميح أو التفاوض على الرشوة لاعتماد البرنامج الذي يفترض أن يكون خدمة لليبيين.
    وجدت أيضًا أن المواطن العادي، يبحث عن (واسطة )للحصول على حقوقه، مثل المرتب أو الإجازة أو حتى العلاج. وفي المقابل، هناك من لا يرغب في الذهاب إلى عمله، ليشارك على اقل تقدير في بناء الوطن مقابل مرتبه الشهري الذي يتقاضاه. كما لاحظت كذلك (وللاسف) انتشار الربا والرشوة والسحر بين بعض الناس، وغياب التوكل على الله.

غلاف مقترح اخر بالتعاون مع ( IAC)في مانشستر

    واخيراً ... يؤسفني القول إن عروضنا هذه قبلت في بعض دول الخليج ، التي تهتم بإدارة وتطوير الإنسان بدون رشوة أو واسطة، بل عرضوا علينا العمل بإمكانيات فائقة. قد أجرؤ على التحدث نيابة عن جل الليبيين الموجودين خارج البلاد بأنهم مستعدون للعودة وخدمة الوطن بشرط وجود إدارة جيدة تخدم المواطن وليس جيوبها.
    لايفوتني أن أوكد أنه نعم .. نحن في المهجر نعيش حياة مريحة، نمارس ديننا بحرية، ودخلنا جيد، وأولادنا يدرسون في أفضل المدارس، ونعالج في أفضل المستشفيات. ومع ذلك، فإن الجلوس في القصر الفاطمي في إجدابيا، أو شم رائحة البحر في طرابلس، أو حضور مباراة النصر والأهلي في بنغازي، أو الجلوس في صحراء سبها مع أهلي، أفضل عندي من العيش في أوروبا وأمريكا.
كيف تطلب مني الرجوع في هذه الظروف السيئة؟ لن أعطي رشوة ولن أتعامل بالربا ، ولو على قطع رأسي. قد أتفق معك في الرجوع للبلاد من الناحية الشرعية، ولكن ربما يكون أحد دول الخليج خيارًا لي، و للاسف ساكون مغتربًا مرةً اخرى.
السؤال الذي يطرح نفسه: متى ستستفيدون من خبراتكم الداخلية والخارجية؟ هل عند بلوغهم ارذل العمر أكرمكم الله؟
لإحقاق الحق ومن باب عدم الشمولية وعدم التعميم ، أجزم ان هناك بعض االإدارات التي زرتها او المسؤولين الذين التقيت معهم في     زيارتي الأخيرة ، وكانت نظيفة وبعيدة عن الفساد، ومنها إدارة التدريب بشركة مليته للنفط والغاز.ومستشار رئيس أكاديمية الدراسات العليا ليبيا، وإدارة التدريب بشركة سرت للنفط،ومركز التدريب والتطوير بجامعة طرابلس.والتعاون الدولي بجامعة درنة،
وأخيرًا، إدارة المؤسسة أو البلاد تبدا أولًا بإدارة الموارد البشرية بتهذيبها و كشف إمكانيتها و صقلها و تدريبها و إرشادها و توظيفها في المكان المناسب. ثم إدارة الموارد الطبيعية و توظيفها في الاستدامة و الاكتفاء الذاتي. ثم الإدارة المالية التي من بعدها ياتي العمار و البنيه التحتية.
    سأرجع لكم كزائر لاستمد الطاقة منكم و اتعلم منكم لانكم أهلي و أصلي و موطني، و لن أتخلى عن ليبيا لان ما ينكر أصله إلا (.....) ، أكرمكم الله، و سأستمر أنا و جل المغتربين في المحاولة لتقديم خدمتنا للمساهمة في بناء الوطن.
شكرًا لصبركم

صحيفة المنظار الليبية
صحيفة المنظار الليبية
تعليقات