📁 آخر الأخبار

مجلس استشاري جديد لحماية المسلمين في بريطانيا

مجلس استشاري جديد لحماية المسلمين في بريطانيا

مجلس استشاري


برزت في السنوات الأخيرة، ظاهرة الإسلاموفوبيا كواحدة من أبرز التحديات الاجتماعية والسياسية التي تواجه المجتمعات الغربية. ومع تصاعد حوادث الكراهية ضد المسلمين وازدياد الخطاب المعادي للإسلام، أصبح من الضروري وضع خطط فعالة لمكافحة هذه الظاهرة ومواجهتها والتقليل من عواقبها السيئة على اقل تقدير . في هذا السياق، كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء الرابع من يناير 2025م عن خطوة لافتة لنائبة زعيم حزب العمال البريطاني، أنجيلا راينر، التي تعتزم إنشاء مجلس استشاري لمكافحة الإسلاموفوبيا ومن المقرر  (بحسب الصحيفة ) أن يترأس هذا المجلس المدعي العام البريطاني المحافظ السابق،دومينيك غريف.
المجلس المزمع إنشاؤه سيهدف إلى وضع تعريف رسمي للتمييز ضد المسلمين، بالإضافة إلى نه سقدم المشورة للحكومة البريطانية بشأن افضل الطرق والسبل لمكافحة الإسلاموفوبيا.  وتأتي هذه الخطوة بحسب تقرير صحيفة الديلي تلغراف  في وقت حساس للغاية، حيث تتزايد الدعوات لمعالجة هذه القضية على المستوى الوطني والدولي. 
وفي هذا التقرير، سنستعرض بالتفصيل أهمية هذه المبادرة، الأهداف المرجوة منها، والتحديات التي قد تواجهها، بحسب ماورد في عدد الديلي تلغراف اليوم

 ما هي الإسلاموفوبيا؟

قبل الغوص في تفاصيل المجلس الاستشاري المزمع تأسيسه ، من الأهمية فهم معنى مصطلح  "الإسلاموفوبيا". فهي في ابسط معانيها شكل من أشكال التمييز والكراهية* الموجهة ضد المسلمين بسبب دينهم أو اهانة هويتهم الثقافية، حيث يمكن أن تظهر هذه الظاهرة في صور متعددة، بدءًا من التعليقات المسيئة عبر شبكة الإنترنت، مرورًا بالاعتداءات الجسدية المباشرة ، وصولًا إلى السياسات الحكومية التي تستهدف الإسلام والمسلمين بشكل غير مباشر.
وعلى الرغم من أن الإسلاموفوبيا ليست جديدة، إلا أنها أصبحت أكثر وضوحًا في السنوات الأخيرة بسبب زيادة الخطاب الشعبوي وانتشار المعلومات المضللةز وبحسب تقارير بعض المنظمات الحقوقية، فإن المسلمين في بريطانيا ومعظم دول أوروبا يواجهون مستويات متزايدة من التمييز في أماكن العمل، والدراسة ، وحتى في حياتهم اليومية.

   لماذا تحتاج بريطانيا إلى مجلس استشاري لمكافحة الإسلاموفوبيا؟

    بحسب تقرير صحيفة الديلي تلغراف فأن ثمة أسباب جوهرية ومنطقية تدعو وبشكل ملح لتأسيس مجلس استشاري لمكافحة الاسلاموفوبيا ، ويمكن حصرها في النقاط الثلاث الثالية : 

  •  غياب تعريف واضح للإسلاموفوبيا

قالت الديلي تلغراف في تقريرها  أن من  أكبر التحديات في مكافحة الإسلاموفوبيا هو عدم وجود تعريف رسمي لهذه الظاهرة. وأنه بدون الاتفاق على تعريف واضح لها ، يصبح من الصعب تحديد ما إذا كان حادث معين يشكل تمييزًا أم لا. وأضافت أن هذا الغموض قد يؤدي إلى تضارب في تفسير القوانين وتطبيقها، مما يجعل من الصعب تقديم الحماية اللازمة للإسلام والمسلمين بشكله مضمون تكفله القوانين.

  •  زيادة حوادث الكراهية

السبب الثاني بحسب التقرير هو ماتشير اليه لغة الارقام والإحصائيات واتي تؤكد على أن حوادث الكراهية ضد الإسلام والمسلمين قد ارتفعت بشكل كبير في المملكة المتحدة خلال السنوات الأخيرة. وأن هذه الحوادث أختلفت وتباينت من حيث اماكن حدوثها ومن حيث خطورتها لتشمل معظم ارجاء بريطانيا تقريبا وتتنوع بين الهجمات الجسدية على المسلمين ذكورا واناث صغار وكبار ،او عمليات التخريب الممنهج للمساجد ودور العبادة ، أوحتى التهديدات الافتراضية عبر شبكة الإنترنت. لذلك برزت الحاجة الملحة لوضع استراتيجية شاملة لمكافحة هذه الظاهرة .

  •  تعزيز التماسك المجتمعي 

السبب الثالث يتمثل في ان مكافحة  ظاهرة الإسلاموفوبيا ليست مجرد قضية تخص المسلمينوحدهم ، بل هي قضية تتعلق بـالتماسك الاجتماعي ككل. فعندما يشعر جزء من المجتمع بأنه مستهدف، فإن ذلك يؤثر على افراد المجتمع كله. وبالتالي، فإن إنشاء مجلس استشاري لمكافحة الإسلاموفوبيا يُعتبر خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أكثر شمولية وعدالة.

دور أنجيلا راينر ودومينيك غريف

  • أنجيلا راينر: قيادة حزب العمال نحو مكافحة التمييز

انجيلا راينز هي نائبة زعيم حزب العمال،وهي  شخصية مؤثرة في السياسة البريطانية. ومن خلال مبادرتها لإنشاء المجلس الاستشاري، تسعى راينر إلى تعزيز مكانة حزب العمال كحزب يدعم حقوق الأقليات ويحارب التمييز بجميع أشكاله. هذه الخطوة تعكس أيضًا التزام الحزب بقضايا العدالة الاجتماعية.

  • دومينيك غريف: خبرة قانونية لمواجهة التحديات

بحسب تقرير صحيفة دايلي تلغراف فأن أختيار دومينيك غريف لرئاسة المجلس الاستشاري لمكافحة الاسلاموفوبيا يُعتبر قرارًا استراتيجيًا. بصفته مدعيًا عامًا سابقًا، ويتمتع بخبرة واسعة في مجال القانون الجنائي وحقوق الإنسان. هذه الخبرة ستمكنه من وضع تعريف دقيق للإسلاموفوبيا واقتراح سياسات فعالة لمكافحته.

 أهداف المجلس الاستشاري لمكافحة الإسلاموفوبيا 

  • وضع تعريف رسمي للإسلاموفوبيا

تقول الصحيفة: أن أحد الأهداف الرئيسية للمجلس هو وضع تعريف رسمي للإسلاموفوبيا ليمكن استخدامه كمرجع قانوني وسياسي. وهذا التعريف يجب أن يكون شاملًا بما يكفي ليعكس جميع أشكال التمييز ضد المسلمين، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة 

  • تقديم توصيات للحكومة

سيعمل المجلس على تقديم توصيات عملية للحكومة البريطانية بشأن كيفية مكافحة الإسلاموفوبيا. وهذه التوصيات قد تشمل تحديث القوانين الحالية، وتحسين آليات الإبلاغ عن حوادث الكراهية، وتعزيز التعليم حول التنوع الثقافي.

  • تعزيز الحوار المجتمعي قديم توصيات للحكومة

سيعمل المجلس على تنظيم ورش عمل ومؤتمرات، يسعى المجلس إلى تعزيزالحوار بين مختلف الفئات المجتمعية. هذا الحوار بحسب تقرير صحيفة الدايلي تلغراف سيكون أساسًا لبناء فهم مشترك وتعزيز التسامح بين مختلف اديان وأطياف واجناس المجتمع البريطاني.

 التحديات التي قد تواجه المجلس الاستشاري لمكافحة الإسلاموفوبيا 

  • المعارضة السياسية

يذهب التقرير الى انه على الرغم من أهمية هذه المبادرة المتمثلة في إنشاء هذا المجلس ، إلا أنه من غير المستبعد ان يلقى معارضة من بعض الأحزاب السياسية أو الجهات التي تعتبر أن التركيز على الإسلاموفوبيا قد يؤدي إلى "إعطاء امتيازات خاصة" للمسلمين. لذلك، سيكون من الضروري التواصل مع هذه الجهات لشرح أهمية المبادرة 

  • التحديات القانونية والمقاومة المجتمعية 

بحسب الصحيفة فأن وضع تعريف رسمي للإسلاموفوبيا ليس بالأمر السهل. وتقترح بانه يجب أن يكون هذا التعريف دقيقًا بما يكفي لتجنب أي تعارض مع حرية التعبير، وهو موضوع حساس للغاية. من جانب اخر يتوقع التقرير أن تواجه مبادرة إنشاء هذا المجلس مقاومة من بعض أفراد المجتمع الذين يرون أن الإسلاموفوبيا ليست مشكلة كبيرة. لذلك، سيكون من الضروري إطلاق حملات توعية لتسليط الضوء على خطورة هذه الظاهرة.

خاتمة التقرير

تختتم الصحيفة تقريرها بالتأكيد على ان إنشاء مجلس استشاري لمكافحة الإسلاموفوبيا يُعتبر خطوة جريئة نحو معالجة واحدة من أخطر التحديات الاجتماعية في بريطانيا. من خلال وضع تعريف رسمي للتمييز ضد المسلمين وتقديم توصيات عملية للحكومة، يمكن لهذا المجلس أن يلعب دورًا محوريًا في تعزيز **العدالة الاجتماعية** وبناء مجتمع أكثر شمولية. و نجاح هذه المبادرة يتطلب تعاونًا واسعًا من جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومة، المنظمات الحقوقية، والمجتمع المدني. فقط من خلال العمل المشترك يمكننا التغلب على الإسلاموفوبيا وبناء مستقبل أفضل للجميع.

الكلمات المفتاحية : الإسلاموفوبيا، مكافحة التمييز،أنجيلا راينر، دومينيك غريف، حزب العمال،الإسلام والمسلمين، حوادث الكراهية،حزب العمال

صحيفة المنظار الليبية
صحيفة المنظار الليبية
تعليقات