صحيفة المنظار الليبية : مجلة المراجعة الاقتصادية للمعهد الوطني "National Institute Economic Review"
تداعيات البريكست على سوق العمل في بريطانيا عام 2025: تحليل معمّق ✨
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو ما يُعرف بـ"البريكست"، كان نقطة تحول تاريخية أثرت بشكل كبير على الاقتصاد البريطاني. ومن بين الجوانب الأكثر تأثرًا بهذا الحدث، يأتي سوق العمل في المقدمة. مع دخول عام 2025، لا تزال تداعيات البريكست تلقي بظلالها على التوظيف والبطالة، مما يفرض تحديات وفرصًا جديدة على الشركات والعمال. في هذا المقال، نستعرض كيف أثر البريكست على سوق العمل البريطاني استنادًا إلى دراسات حديثة ورؤى تحليلية. 📊🇬🇧
📈 ارتفاع غير مسبوق في نسبة الوظائف الشاغرة إلى البطالة
وفقًا لدراسة معمقة أجراها في اغسطس 2022م الباحثان بيرنارد ه. كيسي وكين مايهيو،ونشرت في مجلة المراجعة الاقتصادية للمعهد الوطني فيالمملكة المتحدة وهي مجلة أكاديمية محكمة تصدر كل ثلاثة أشهر عن المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية (National Institute of Economic and Social Research)، والذي يُعتبر أحد أقدم وأعرق مراكز الأبحاث المستقلة في بريطانيا. ، فأن سوق العمل البريطاني شهد ارتفاعًا غير مسبوق في نسبة الوظائف الشاغرة مقارنة بعدد العاطلين عن العمل (V/U ratio) بعد عام 2021م .
وأنه عند منتصف عام 2022، وصل عدد الوظائف الشاغرة إلى مستويات قياسية، حيث أصبح هناك وظيفة واحدة متاحة لكل شخص عاطل عن العمل، وهي نسبة أعلى بأكثر من الضعف مقارنة بعقد مضى. كما أشارت الدراسة الى أن العديد من الشركات البريطانية تعاني من صعوبة في العثور على عمالة مؤهلة، خصوصًا في القطاعات التي كانت تعتمد بشكل كبير على العمالة الأوروبية المهاجرة قبل البريكست. وأن هذا النقص (بحسب الدراسة) أنعكس في العمالة على قطاعات مثل الخدمات، والرعاية الصحية، والبناء، والتكنولوجيا، حيث تكافح الشركات لسد الفراغات الناجمة عن قيود الهجرة الجديدة.
🌍 مقارنة بريطانيا بدول أوروبا الأخرى
وبحسب نفس الدراسة فأنه عند مقارنة بريطانيا بـ 13 دولة أوروبية أخرى، يتضح أن جميع هذه الدول تقريبًا شهدت زيادة في عدد الوظائف الشاغرة مع انخفاض معدلات البطالة بعد جائحة كوفيد-19 وتأثير الحرب في أوكرانيا. ولكن، تواجه بريطانيا تحديًا إضافيًا يتمثل في التعديلات على سياسات الهجرة بعد البريكست، مما جعل استقطاب العمالة الأجنبية أكثر تعقيدًا.بينما ألمانيا وفرنسا، على سبيل المثال، تمكنتا من الاستفادة من التعافي الاقتصادي بشكل أكثر سلاسة، بينما تعاني بريطانيا من فجوة متزايدة بين العرض والطلب في سوق العمل، مما يهدد نمو الشركات وقدرتها على التوسع.
🔬 منهجية البحث: الفرق في الفرق (Difference-in-Difference)
لتحليل التأثير الفعلي للبريكست على سوق العمل، اعتمد الباحثون في تلك الدراسة على منهجية الفرق في الفرق، وهي تقنية إحصائية تُستخدم لمقارنة التغيرات في بريطانيا مقارنةً بالدول الأخرى التي لم تواجه خروجًا من الاتحاد الأوروبي.وقاما الباحثان بأخذ عدة عوامل في الاعتبار لضمان دقة النتائج، منها: العوامل الثلاثة التالية:
📊 نتائج الدراسة: تأثير البريكست بالأرقام
🔮 ما الذي يحمله المستقبل لسوق العمل البريطاني بعد البريكست؟
أكدت الدراسة أنه ومع دخول عام 2025، ستظل آثار البريكست قائمة، مما يفرض تحديات وفرصًا جديدة على سوق العمل البريطاني:
✅ هل يمكن إعادة هيكلة سياسات الهجرة؟ 🤔 قد تحتاج الحكومة البريطانية إلى مراجعة سياسات الهجرة بشكل يسمح بجذب العمالة الماهرة من خارج الاتحاد الأوروبي.
✅ هل سيزداد الاعتماد على التكنولوجيا؟ 🤖 قد يكون الحل في الأتمتة والذكاء الاصطناعي لتعويض نقص العمالة البشرية في بعض المجالات.
✅ هل ستتغير استراتيجيات التوظيف؟ 📌 قد تعتمد الشركات على استراتيجيات توظيف أكثر مرونة، مثل العمل عن بُعد أو التوظيف بدوام جزئي.
🚀 الخلاصة
يُعد البريكست أحد أكثر الأحداث تأثيرًا على الاقتصاد البريطاني في العقود الأخيرة، وسوق العمل هو أحد القطاعات التي تواجه أكبر التحديات. مع استمرار القيود على العمالة الأجنبية وارتفاع الطلب على المهارات المتخصصة، تحتاج بريطانيا إلى إصلاحات جذرية في سياسات التوظيف والتدريب والاستثمار التكنولوجي.
في النهاية، تبقى قدرة بريطانيا على التكيف مع هذه التغيرات عاملاً حاسمًا في تحديد مستقبل سوق العمل، سواء من خلال سياسات أكثر مرونة أو استراتيجيات توظيف مبتكرة.
نرحب بتعليقاتكم