📁 آخر الأخبار

ليبيا بين الاقتراب من الإنتخابات أو الإستمرار في الفوضى

 ليبيا بين الاقتراب من الإنتخابات أو الإستمرار في الفوضى

ليبيا بين الاقتراب من الإنتخابات أو الإستمرار في الفوضى


المقدمة

 الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا واحدة من أكثر القضايا جدلًا خلال السنوات الأخيرة، حيث يتطلع الليبيون إلى تحقيق انتقال ديمقراطي طال انتظاره بعد أكثر من عقد من الفوضى السياسية والصراعات المسلحة. مع دخول عام 2024، لا يزال السؤال المطروح هو: هل ستتمكن ليبيا أخيرًا من تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة، أم أن العقبات السياسية والأمنية ستواصل عرقلة هذا المسار؟

الانقسامات السياسية تعرقل المسار الانتخابي

منذ سقوط نظام القذافي عام 2011، تعاني ليبيا من انقسام سياسي عميق بين حكومتين متنافستين:

  • الحكومة الوطنية في طرابلس، التي تحظى بدعم المجتمع الدولي وتسيطر على الغرب الليبي.
  • حكومة شرق ليبيا المدعومة من المشير خليفة حفتر، والتي تُدير شؤون المنطقة الشرقية ولها نفوذ قوي في المناطق النفطية.

هذا الانقسام جعل من الصعب التوصل إلى إجماع وطني حول قوانين الانتخابات وآلية تنفيذها، حيث لا تزال الخلافات قائمة حول أهلية المرشحين، صلاحيات الرئيس المستقبلي، ونظام الحكم الأنسب للبلاد.

دور المجتمع الدولي وتأثير التدخلات الخارجية

رغم الدعوات الدولية لإجراء انتخابات نزيهة في ليبيا، إلا أن التدخلات الخارجية تلعب دورًا كبيرًا في تعطيل العملية الانتخابية. فقد دعمت عدة دول أطرافًا مختلفة داخل ليبيا، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي وجعل تحقيق انتخابات حرة ونزيهة أكثر صعوبة.

  • بعض القوى الإقليمية تُفضل استمرار الوضع الراهن، حيث يخدم عدم الاستقرار مصالحها الجيوسياسية.
  • دول أخرى تسعى لدفع عجلة الانتخابات، ولكنها تواجه تحديات في إقناع كافة الأطراف الليبية بالالتزام بالنتائج المحتملة.

الميليشيات المسلحة والتحديات الأمنية

إحدى أكبر العقبات أمام الانتخابات في ليبيا هي الميليشيات المسلحة، التي لا تزال تفرض سيطرتها على أجزاء كبيرة من البلاد.

  • انتشار السلاح وعدم وجود جيش موحد يجعل من الصعب ضمان أمن الناخبين ومراكز الاقتراع.
  • الميليشيات قد تُستخدم من قبل أطراف سياسية للتأثير على نتائج الانتخابات، سواء عبر الترهيب أو التدخل المباشر في العملية الانتخابية.
  • بعض المدن والمناطق قد تُمنع من التصويت بسبب النزاعات المحلية، مما يُهدد نزاهة العملية الانتخابية.

هل يمكن إجراء الانتخابات هذا العام؟

رغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك العديد من العراقيل التي تجعل من إجراء الانتخابات في 2024م هدفًا غير مؤكد. أبرز هذه العقبات:

  1. عدم الاتفاق على قاعدة دستورية واضحة تُحدد شكل النظام السياسي المستقبلي.
  2. غياب الأمن والاستقرار في العديد من المناطق، مما يجعل من الصعب تنظيم انتخابات آمنة.
  3. عدم وجود ضمانات لقبول جميع الأطراف بنتائج الانتخابات، مما قد يؤدي إلى اندلاع موجة جديدة من الصراعات.

سيناريوهات المستقبل: إلى أين تتجه ليبيا؟

هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لمصير الانتخابات في ليبيا خلال هذا العام:

الأول :  إجراء الانتخابات في موعدها

  • في حال نجاح الجهود الأممية والوساطات الدولية في إقناع كافة الأطراف بالمشاركة، فقد تُجرى الانتخابات نهاية 2024م
  • يتطلب ذلك وجود ضمانات أمنية قوية، وآلية لمراقبة الانتخابات لضمان نزاهتها.

الثاني : تأجيل الانتخابات مرة أخرى

  • هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي واضح.
  • استمرار التأجيل قد يؤدي إلى زيادة الاحتقان الشعبي وتصاعد التوترات بين الفصائل السياسية والعسكرية.

الثالث : أاندلاع مواجهات جديدة بسبب الخلافات الانتخابية

  • إذا تم فرض الانتخابات دون توافق وطني، فقد يؤدي ذلك إلى رفض بعض الأطراف لنتائجها، مما قد يُشعل صراعًا جديدًا على السلطة 
  • التدخلات الخارجية قد تُفاقم هذا السيناريو من خلال دعم كل طرف لحلفائه داخل ليبيا.

وأخيراً : هل الأمل لا يزال قائمًا؟

رغم كل التحديات، لا يزال الشعب الليبي يتطلع إلى انتخابات تُنهي سنوات من الفوضى وعدم الاستقرار. الطريق إلى الانتخابات ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب إرادة سياسية حقيقية، وضغوطًا دولية على الأطراف المتصارعة، وضمانات أمنية قوية لحماية العملية الانتخابية. فهل ستتمكن ليبيا من تجاوز هذه العقبات وتحقيق الاستقرار عبر صناديق الاقتراع؟ أم أن الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية ستجعل من الانتخابات حلمًا مؤجلًا مرة أخرى؟

الكلمات المفتاحية : إمكانية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا ،انتخابات ليبيا ،الوضع السياسي في ليبيا ،التحديات أمام الانتخابات الليبية،الاستقرار السياسي والاقتصادي في ليبيا ،التدخل الخارجي


صحيفة المنظار الليبية
صحيفة المنظار الليبية
تعليقات