تابع هنا التقرير الخاص بصحيفة المنظار الليبية حول المبادرة الطبية المستدامة التي تهدف إلى تطوير قدرات الكوادر الليبية في مجال رعاية قلب الأطفال وعلاج أمراض القلب الخلقية، ومتابعة تصريحات الدكتور محمود الفيتوري صاحب هذه المبادرة الإنسانية الرائعة
🌟 مبادرة إنسانية لعلاج أمراض القلب الخلقية في ليبيا
مع زملائه أطلق الطبيب الليبي محمود الفيتوري، أخصائي قلب الأطفال المتدرب في مستشفى ستانفورد للأطفال بالولايات المتحدة الأمريكية، مبادرة إنسانية طموحة تهدف إلى إحداث تغيير جذري في مجال رعاية أمراض القلب الخلقية للأطفال في ليبيا، وذلك من خلال برنامج تدريبي متخصص للكوادر الطبية الليبية.
وتأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه ليبيا نقصاً حاداً في الخدمات الطبية المتخصصة في مجال أمراض قلب الأطفال، مما يتسبب في معاناة مئات الأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية وعائلاتهم. وتعتبر أمراض القلب الخلقية من أكثر التشوهات الخلقية شيوعاً عند الولادة، حيث تؤثر على 8-10 من كل 1000 مولود حول العالم.
وفي تصريحات خاصة، لصحيفة المنظار الليبية أوضح الدكتور الفيتوري أن رحلته المهنية بدأت في ليبيا، حيث أكمل دراسته الطبية وتدريبه في طب الأطفال قبل أن يواصل تعليمه في قطر والولايات المتحدة الأمريكية. وخلال سنوات عمله، شهد عن كثب المعاناة المؤلمة للأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية في ليبيا بسبب نقص الرعاية القلبية المتخصصة للأطفال وخدمات الرعاية الحرجة.
⚠️ تحديات هيكلية تعيق تطوير الرعاية الصحية المتخصصة في ليبيا
على الرغم من أن ليبيا ليست دولة فقيرة من حيث الموارد، إلا أن الفساد وسوء الإدارة قد أعاقا تطوير برنامج مستدام لطب قلب الأطفال ووحدات العناية المركزة القلبية، وفقاً للدكتور الفيتوري. وأشار إلى أنه في الوقت الذي تم فيه إنفاق الملايين على البعثات الطبية قصيرة الأجل، تم استثمار القليل جداً في تدريب الأطباء والممرضين المحليين لبناء نظام رعاية صحية مستدام وذاتي الاكتفاء.
وكشفت مصادر طبية أن العديد من الأطباء الليبيين تمت رعايتهم للتدريب في الخارج، لكن معظمهم لم يعودوا بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وفي الوقت نفسه، يفتقر الأطباء المتفانون الذين بقوا في ليبيا إلى التعرض لرعاية العناية المركزة القلبية المتقدمة - وهي عنصر حاسم في أي برنامج ناجح لقلب الأطفال.
💡 حل مبتكر: التدريب المتخصص في مصر كبديل للبعثات الغربية
بعد مواجهة تحديات عديدة في تأمين فرص التدريب في الولايات المتحدة وبلدان أخرى بسبب قيود التأشيرة والحواجز المؤسسية، توصل الدكتور الفيتوري إلى حل مبتكر أقرب إلى الوطن: التعاون مع مستشفى الناس في مصر - وهو مركز طبي متطور ذو حجم كبير وحدة مرضية عالية مع مجموعة من المرضى وإعداد سريري مشابه للحالة الليبية.
وأكد الدكتور الفيتوري أن التغيير المستدام يبدأ بتمكين الأطباء والممرضين المحليين الملتزمين، وليس فقط الاعتماد على البعثات الطبية الخارجية قصيرة الأجل التي لا تترك أثراً دائماً في البنية التحتية الصحية للبلاد.
🔍 تفاصيل البرنامج التدريبي: استثمار في مستقبل الصحة الليبية
بدعم من مستشفى الناس، نجح الدكتور الفيتوري في تأمين فرص تدريبية لثلاثة أطباء أطفال ليبيين للخضوع لستة أشهر من التدريب العملي المكثف في مجال رعاية العناية المركزة لقلب الأطفال، بالإضافة إلى ممرضتين ليبيتين لتلقي ستة أشهر من التدريب المتخصص، مما سيشكل أساس وحدات العناية المركزة القلبية المستقبلية في ليبيا.
وقد تم اختيار المشاركين في البرنامج بعناية فائقة - اثنان من بنغازي وواحد من طرابلس - استناداً إلى أدائهم السريري، وتفانيهم، وتوصيات من أطباء قلب الأطفال الليبيين المحترمين، والمقابلات الشخصية. ويتمتع أصغر هؤلاء الأطباء بسبع سنوات من الخبرة في طب الأطفال، بينما يمتلك الأقدم أكثر من 15 عاماً من الخبرة في مجال قلب الأطفال.
وأوضحت مصادر مطلعة أن هؤلاء الأطباء أظهروا بالفعل التزاماً ملحوظاً بخدمة المرضى في ليبيا من خلفيات مختلفة، مما يجعلهم مرشحين مثاليين لقيادة جهود التطوير المستقبلية في مجال رعاية قلب الأطفال.
⏱️ رؤية طويلة المدى: من التدريب إلى التأسيس
على الرغم من أن فترة التدريب البالغة ستة أشهر ليست كافية لتخريج أخصائي عناية مركزة قلبية للأطفال مدرب بالكامل، إلا أنها تمثل أساساً قوياً ونقطة انطلاق حاسمة نحو بناء منظومة متكاملة لرعاية قلب الأطفال في ليبيا.
وأكد الدكتور الفيتوري أن هذا التدريب سيزود الأطباء والممرضات بالمعرفة والخبرة العملية اللازمة للبناء عليها والمساعدة في إنشاء برنامج منظم للعناية المركزة لقلب الأطفال في ليبيا، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تمثل الخطوة الأولى في رؤية طويلة الأمد لتطوير برنامج مستدام للعناية المركزة لقلب الأطفال في ليبيا بقيادة المهنيين المحليين.
🌍 الأثر المتوقع: تحول نوعي في الرعاية الصحية الليبية
من المتوقع أن يعود الأطباء والممرضات المشاركون في البرنامج إلى ليبيا مسلحين بخبرة عملية لا تقدر بثمن، مما سيمكنهم من إدارة حالات أمراض القلب الخلقية المعقدة، ودعم وتوسيع البعثات الجراحية في ليبيا، وتدريب الأجيال المستقبلية من مقدمي الرعاية الصحية الليبيين.
وأشارت دراسات طبية إلى أن تطوير القدرات المحلية في مجال رعاية قلب الأطفال يمكن أن يؤدي إلى خفض معدلات الوفيات بين الأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية بنسبة تصل إلى 70%، وهو ما يعني إنقاذ مئات الأرواح سنوياً في ليبيا.
وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن حوالي 1% من المواليد الجدد يعانون من أمراض القلب الخلقية، وبالنظر إلى معدل المواليد في ليبيا، فإن هذا يعني ولادة ما يقرب من 1200 طفل سنوياً مصابين بأمراض القلب الخلقية، يحتاج العديد منهم إلى تدخلات طبية متخصصة وعناية مركزة.
💰 آلية التمويل: شفافية وحوكمة رشيدة
نظراً لعدم وجود طرق آمنة لتحويل الأموال إلى ليبيا في ظل الظروف الراهنة، أوضح الدكتور الفيتوري أنه سيقوم شخصياً بإدارة الأموال المخصصة للمبادرة، حيث سيتم تخصيصها تحت اسمه لحسابه المصرفي قبل تحويل الأموال إلى المتدربين من خلال خدمات التحويل المالي العالمية مثل ويسترن يونيون وموني جرام عندما يكونون في مصر.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع الأطباء والممرضات المختارين للمشاركة في البرنامج قد تخلوا طوعاً عن رواتبهم لمتابعة هذا التدريب المنقذ للحياة، مما يعكس التزامهم العميق بتحسين الرعاية الصحية في بلدهم.
🤝 دعوة للمشاركة المجتمعية: كيف يمكن للجمهور المساهمة
أطلق الدكتور الفيتوري حملة لجمع التبرعات لدعم المتدربين المشاركين في البرنامج، حيث يحتاج كل فرد إلى حوالي 5000 دولار أمريكي لتغطية نفقات السفر والإقامة وتكاليف المعيشة خلال فترة التدريب التي تستمر ستة أشهر.
وأكد الدكتور الفيتوري أن أي أموال إضافية ستذهب نحو بناء خدمة طب قلب الأطفال في ليبيا، داعياً الجمهور للمشاركة في هذه المبادرة الإنسانية من خلال التبرع ومشاركة الحملة مع الآخرين.
✨ نحو مستقبل أفضل: رؤية تتجاوز الحاضر
"لا يمكن لشخص واحد أن يخلق التغيير، ولكن معاً، يمكننا بناء أساس لمستقبل أكثر إشراقاً في مجال رعاية قلب الأطفال للأطفال الليبيين،" يقول الدكتور الفيتوري، مؤكداً أن هذه المبادرة تمثل خطوة أولى نحو تغيير مستدام منقذ للحياة.
وفي ختام حديثه، أعرب الدكتور الفيتوري عن أمله في أن تلهم هذه المبادرة مبادرات مماثلة في مجالات طبية أخرى، مشدداً على أهمية بناء القدرات المحلية كأساس لنظام صحي مستدام في ليبيا.
للمساهمة في هذه المبادرة الإنسانية والمشاركة في إنقاذ حياة أطفال ليبيا المصابين بأمراض القلب الخلقية، يمكن التبرع من خلال الرابط المخصص للحملة
نرحب بتعليقاتكم