لا تفوت قراءة هذا المقال الموجز، فيه تفاصيل عن سقوط الكبار وتغير العالم، مقال يروي ويتتبع قصة انهيار الإيديولوجيات التي حكمت المشهد العربي لعقود، منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وحتى أفول نجم الإسلام السياسي. قراءة معمقة للكاتب مجاهد البوسيفي تضعك أمام نهاية مرحلة فكرية كاملة، وبداية لعصر جديد يبحث عن هوية وسط ركام الأيديولوجيات القديمة.👇
✍️: مجاهد البوسيفي
🗓️ السبت 26 أبريل 2025م
🗓️ السبت 26 أبريل 2025م
درس إنهيار الإتحاد السوفياتي كان أن الزمن لم يعد للأيديولوجيا، مع ان كثيرين لم يفهموه، هكذا بدأت الإيدلوجيات التي سادت عربيا في الانهيار تدريجيا، اولاً الشيوعيون الذين لم يحكموا إلا جنوب اليمن عمليا، لكنهم قوة مؤثرة في العراق والسودان، (ولحد ما) مصر، ثم أنهار القوميون في العراق ومصر وليبيا، (مكس شيوعي قومي) وسوريا، ثم اليوم نشهد إنهيار متتالي لآخر الايدلوجيات القوية، إيدلوجية الاسلام السياسي ودرة تاجها الاخوان المسلمين.
بدا ذلك في ليبيا اولا في انتخابات 2012م، وهي الانتخابات العربية الوحيدة التي لم يفز فيها الاخوان بشيء يذكر، (17 مقعد)، وهو ما تدفع ليبيا ثمنه حتى الآن، في رد فعل ثلاثي من العراب الغربي، والممول الإقليمي، والمنفذ الليبي، بدء من عملية فجر ليبيا التي تم فيها توريط مصراتة بعملية خبيثة من التضليل المكثف، باعتبارها المدينة التي كان يعول عليها كقوة في بناء مرحلة مابعد الحرب، وضبطها بما لها من امكانيات وموقع وسمعة في حرب التحرير، ثم إنهار الإخوان في مصر، عبر اكبر تجمع بشري في التاريخ (حوالي 30 مليون)، ثم انهار إخوان تونس عبر إنقلاب داخلي، قاده من كان يفترض فيه ان يكون حليفهم المختار بعناية، واستسلم أخوان الجزائر للواقع قبل الجميع بعد العشرية السوداء، وضاع اخوان اليمن في الفتن المحلية، التي كانوا اهم نافخي نارها. وبعد أكتوبر تضاءلت قوة اخوان فلسطين (حماس)، بعد إدارتهم للسلاح ضد حليفهم السابق إسرائيل، التي كانت الداعم الاول في نشأتهم، عبر سلسلة من التواطؤات من اجل ضرب حضور فتح القوي في الداخل، والذي توج بإحتلال غزة وفصلها عن الضفة، في خدمة خمسة نجوم لإسرائيل..
وبالتوازي مع ذلك يشهد مشروع الإسلام السياسي الشيعي بالعراق ايضا ربع ساعته الاخير بعد ان احرق الاخضر قبل اليابس، كما فعل اسلام السنة السياسي المذكور..
واليوم نحن نشهد غنهيار اخوان الاردن مباشرة على الهواء، ولم يبق سوى اخوان الكويت الذين استلموا الدفة منذ انهيار التنظيم الام في مصر، مستغلين امكانياتهم المادية الكبيرة (وجو) الانفتاح الكويتي المعروف، اضافة لبقايا تواجد اخواني في ليبيا والسودان، الذي تآمروا فيه على ثورة شعبه متحالفين مع العسكر كما هي العادة ..لكن القوة الحقيقية اليوم هي لاخوان الكويت، وطبعا الذراع الاعلامي الجبار المتمثل في شبكة الجزيرة ومشتقاتها، من قنوات اصغر كالحوار وطيف عريض من المواقع وصفحات السوشيال المتوارية خلف تسميات مضللة ترتدي اثواب الوطنية والليبرالية والاقتصاد .
إخوان الكويت لن يستطيعوا مقاومة التيار الذي اأودى بزملائهم في بقية البلدان، والشبكة الاعلامية ستجد نفسها قريبا بدون اخبار اخوانية للنقل والتعليق والاستخدام، وبما انها اساسا لا تمول من قبل الإخوان، فسوف يتجه بها أصحابها لإهتمامات مختلفة، إن اسعفهم الوقت مع انه من الصعب تصور استمرارها بنفس القوة، او عدم انهيارها بانهيار الجسم الايدلوجي الذي عاشت على خدمته في العقدين الاخيرين …
لقد انتهى مشروع اميركا بوش، القاضي بتبني الإسلام الإخواني، تحت مسمى (الإسلام المدني) الذي اقترحه معهد (راند) في 2003م، كفلتر لعزل الإسلام المتطرف المتمثل وقتها في القاعدة.
نحن أمام إنتهاء مرحلة تاريخية كاملة هي مرحلة الإيدلوجيا، بانواعها ورغم أن ذلك لا يعني ان البديل متوفر، والاستقرار سيحل، لكن ما يحدث يعتبر خطوة مهمة لتأسيس شيء مختلف في المستقبل، عندما يتعب المتخاصمون بسبب الفتنة الإخوانية، ويدركون ان الحل الوحيد هو في التعايش في فضاء مفتوح من الأفكار.
🔑 الكلمات المفتاحية :
سقوط الإتحاد السوفيتي، مجاهد البوسيفي، نهاية الإيديولوجيات، الإسلام السياسي، الإخوان المسلمون، سقوط الإخوان، الإيديولوجيا العربية، انهيار الإسلام السياسي في العالم العربي، مستقبل الأفكار في العالم العربي، تحولات المشهد السياسي العربي.
نرحب بتعليقاتكم