في تحديث هام لإرشادات السفر، أصدرت وزارة الخارجية البريطانية مؤخراً تقريراً شاملاً حول الوضع في ليبيا، محذرة مواطنيها من مخاطر السفر إلى معظم أنحاء البلاد. التقرير الذي صدر في العاشر من أبريل الجاري رسم صورة قاتمة عن الأوضاع الأمنية والسياسية المتقلبة في ليبيا، ووضع المسافرين المحتملين لليبيا أمام حقائق صعبة حول التحديات التي قد تواجههم هناك. تابع هذا التقرير المستند إلى إرشادات السفر الصادرة عن وزارة الخارجية البريطانية بتاريخ 10 أبريل 2025م.
📰 صحيفة المنظار الليبية: وزارة الخارجية البريطانية
📅الخميس 17 أبريل 2025م
✍️ إعده وترجمه : فريق التحرير
📅الخميس 17 أبريل 2025م
✍️ إعده وترجمه : فريق التحرير
هنا تقريراً شاملاً يكشف تحذيرات وزارة الخارجية البريطانية من السفر إلى ليبيا في
2025م، ويستعرض المخاطر الأمنية والتهديدات الإرهابية والوضع السياسي
المتقلب في طرابلس وبنغازي ومصراتة، ويقدم هذا التقرير المترجم نصائح عملية للمسافرين الضروريين.
⚠️تحذيرات السفر والمناطق المحظورة
بلهجة حازمة، نصحت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها بتجنب السفر تماماً إلى جميع أنحاء ليبيا، مع استثناء وحيد لثلاث مدن رئيسية هي طرابلس وبنغازي ومصراتة. وحتى هذه المدن الثلاث، صنفتها الوزارة ضمن المناطق التي لا ينبغي زيارتها إلا "للضرورة القصوى" - وهو تصنيف يعني عملياً أن شركات التأمين قد تلغي تغطية السفر لمن يتجاهل هذه التحذيرات.
ومما يفاقم المشكلة، كما أشار التقرير، غياب الدعم القنصلي البريطاني المباشر داخل الأراضي الليبية، حيث لا توجد سفارة بريطانية عاملة في البلاد. وبدلاً من ذلك، تتولى السفارة البريطانية في تونس مهمة تقديم المساعدة للمواطنين البريطانيين في ليبيا، مع تأكيد صريح على عدم إمكانية توفير دعم ميداني مباشر.
💣الوضع الأمني والتهديدات الإرهابية
"لا يمكن استبعاد وقوع هجمات إرهابية في ليبيا"، بهذه العبارة المباشرة بدأ التقرير تقييمه للوضع الأمني، مضيفاً أن هذه الهجمات قد تكون عشوائية وتستهدف أماكن يرتادها الأجانب. ولفت التقرير الانتباه إلى أن المواطنين البريطانيين والغربيين عموماً يُنظر إليهم كـ"رهائن ذوي قيمة عالية" من قبل الجماعات المسلحة.
وفي استعراض للحوادث الأمنية الأخيرة، ذكر التقرير أن هجوماً بسيارة مفخخة نفذه تنظيم داعش في أبريل 2022م، قرب معسكر لواء طارق بن زياد في منطقة أم الأرانب جنوب ليبيا، أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص. كما أشار التقرير إلى هجومين منفصلين تبناهما التنظيم نفسه ضد قوات الأمن الليبية في منطقة فزان جنوبي البلاد عام 2021، خلفا ما لا يقل عن أربعة قتلى.
ورسم التقرير خريطة للتهديدات الإرهابية في ليبيا، موضحاً أن الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها داعش والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تتخذ من منطقة فزان جنوب غرب ليبيا قاعدة لعملياتها في تهريب البشر والأسلحة، وهي موارد تعتبر أساسية لدعم النشاط الإرهابي في غرب أفريقيا.
ولفت التقرير الإنتباه إلى ارتفاع خطر الإرهاب في المناطق الحدودية، حيث تنشط الجماعات المتطرفة على حدود مالي والنيجر والجزائر، مع قدرتها المثبتة على التنقل لمسافات طويلة لتنفيذ هجمات في البلدان المجاورة وداخل ليبيا نفسها.
🏛️الوضع السياسي والاستقرار
"هش"، "خطير"، "غير متوقع" - بهذه الكلمات وصف التقرير الوضع السياسي والأمني في ليبيا. ورغم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة بين القوات المسلحة في شرق وغرب البلاد، وانخفاض احتمالات تجدد القتال بينهما، يحذر التقرير من استمرار "خطر كبير" لاندلاع أعمال عنف محلية بين الجماعات المسلحة المتنافسة.
أستشهد التقرير بحوادث عنف وقعت مؤخراً، منها اشتباكات بين جماعات مسلحة في طرابلس عام 2022 أودت بحياة 32 شخصاً وأصابت أكثر من 150 آخرين، واشتباكات أخرى في أغسطس 2023 بوسط العاصمة أدت إلى إغلاق الطرق وتعليق العمل مؤقتاً في مطار معيتيقة.
وسلط التقرير الضوء على استمرار وجود قوات أجنبية ومرتزقة في ليبيا، مشيراً إلى أن حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة تمارس سيطرة محدودة على الأوضاع الأمنية في البلاد. وقد أدى هذا الفراغ السياسي إلى سلسلة من الحوادث الأمنية وإغلاق الطرق والمطارات، فضلاً عن حصار منشآت النفط.
ورصد التقرير موجة احتجاجات عمت أنحاء متفرقة من ليبيا ضد ما وصفه بـ"الجمود السياسي المستمر" ونقص الخدمات الأساسية وتفشي الفساد.
🧩الجريمة والمخاطر الأمنية
"الجريمة منتشرة على نطاق واسع في ليبيا" - هكذا بدأ التقرير تقييمه للوضع الأمني، مشيراً إلى شيوع السرقة المسلحة وسرقة السيارات وتهريب الوقود والمخدرات والأسلحة والبشر في عموم البلاد، بما في ذلك المدن الكبرى كبنغازي وطرابلس.
وحذر التقرير الأجانب من كونهم أهدافاً محتملة للعصابات الإجرامية، داعياً إياهم لتوخي الحذر الشديد أثناء التنقل، خاصة ليلاً. ونصح باتخاذ احتياطات أمنية مشددة كدراسة الطرق مسبقاً، وتغيير الروتين اليومي، وإخفاء المقتنيات الثمينة التي قد تلفت الأنظار.
وكشف التقرير عن حالات احتجاز لمواطنين بريطانيين من قبل أجهزة المخابرات الليبية أو جماعات مسلحة في طرابلس وبنغازي، منبهاً إلى ارتفاع هذا الخطر بالنسبة للعاملين في مجالات الأمن الخاص والصحافة والمنظمات غير الحكومية.
وشدد التقرير على أن الاحتجاز في ليبيا قد يعرض الصحة والسلامة لمخاطر جسيمة، خاصة لمن يعانون من حالات طبية مسبقة، مع محدودية شديدة في قدرة السفارة البريطانية على التدخل أو تقديم المساعدة.
⚖️القوانين المحلية والاختلافات الثقافية
تناول التقرير بالتفصيل القوانين المحلية والخصوصيات الثقافية التي يجب على الزائرين مراعاتها، مؤكداً على ضرورة حمل جواز السفر في جميع الأوقات، ومشيراً إلى حالات اعتقال لأجانب بسبب عدم إبراز الوثائق الصحيحة عند طلبها.
وباعتبار ليبيا دولة إسلامية، يشدد التقرير على أهمية احترام التقاليد والأعراف الدينية، خاصة خلال شهر رمضان، حيث ينبغي الامتناع عن تناول الطعام والشراب والتدخين في الأماكن العامة نهاراً، وتجنب الموسيقى الصاخبة والرقص والألفاظ النابية.
ويذكّر التقرير بحظر الكحول والمخدرات في ليبيا، محذراً من تعامل السلطات الليبية بصرامة مع هذه المخالفات، سواء بالاستخدام الشخصي أو الحيازة أو الاتجار.
ونبه التقرير العاملين في مجال الأعمال إلى تعقيدات الإجراءات البيروقراطية للسفر والعمل في ليبيا، داعياً إلى الالتزام الدقيق بالبروتوكولات والإجراءات المطلوبة لتجنب مخاطر المضايقة والترهيب والاحتجاز.
أما الصحفيون، فأكد التقرير على ضرورة حصولهم على اعتماد رسمي من السلطات الحكومية المختصة، مشيراً إلى حالات احتجاز سابقة لصحفيين محليين ودوليين في البلاد.
🚗مخاطر النقل والسفر
وصف التقرير السفر البري داخل ليبيا بأنه "شديد الخطورة"، محذراً من احتمالات التورط في اشتباكات مسلحة مفاجئة، فضلاً عن مخاطر سرقة السيارات والسطو المسلح والألغام والقنابل غير المنفجرة خارج الطرق المعبدة.
ويشير التقرير إلى ارتفاع حدة المخاطر على الطريق الساحلي بين مدينتي الزاوية وطرابلس، منبهاً إلى أن جميع المعابر الحدودية البرية إلى ليبيا معرضة للإغلاق دون سابق إنذار. وفي حال تدهور الوضع الأمني، قد تُغلق الطرق المؤدية إلى المدن الرئيسية والمطارات بشكل مفاجئ.
وفيما يتعلق بالسفر الجوي، لفت التقرير إلى أن الرحلات من وإلى المطارات الليبية معرضة للإلغاء في أي وقت. وذكر أن مطار طرابلس الدولي مغلق منذ عام 2014م بسبب اشتباكات مسلحة في محيطه، وأن مطار معيتيقة هو المطار المدني الوحيد العامل حالياً في العاصمة، رغم تعرضه للإغلاق المؤقت عام 2023م بسبب اشتباكات مسلحة في المنطقة.
🏥الصحة والخدمات الطبية
قدم التقرير نصائح صحية مهمة للمسافرين، مشدداً على ضرورة التحقق مسبقاً من توفر الخدمات الطبية في وجهة السفر، والحصول على تأمين سفر شامل يغطي العلاج المحلي أو الإجلاء الطبي الطارئ.
وحذر التقرير من ندرة المساعدة الطبية في المناطق النائية، مشيراً إلى أنه حتى مع وجود ترتيبات مع شركات الإسعاف الجوي الدولية، قد لا يُسمح لها بتنفيذ عمليات إنقاذ داخل الأراضي الليبية. ووصف الوضع الحالي لخدمات الإنقاذ الليبية بأنه "غير مؤكد".
📌خلاصة وتوصيات
في ختام تقريرها، جددت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرها من السفر إلى ليبيا في ظل الوضع الأمني والسياسي المتقلب، داعية مواطنيها إلى تجنب زيارة معظم أنحاء البلاد، وعدم التوجه إلى المدن الرئيسية الثلاث (طرابلس، بنغازي، مصراتة) إلا للضرورة القصوى.
ولمن تضطرهم الظروف للسفر إلى ليبيا، قدمت الوزارة سلسلة من التوصيات العملية: مراقبة الوضع الأمني باستمرار، والبقاء في حالة تأهب دائم، ووضع خطط أمنية محكمة واستراتيجيات للطوارئ. كما تشدد على أهمية الحصول على تأمين سفر شامل يغطي حالات الإجلاء الطبي والطوارئ.
وختمت الوزارة توصياتها بالتأكيد على ضرورة احترام القوانين والتقاليد المحلية، وتجنب مناطق الاضطرابات والاحتجاجات، والحفاظ على "ملف شخصي منخفض" - أي عدم لفت الانتباه - طوال فترة التواجد في البلاد.
🔎 كلمات مفتاحية
# تحذيرات السفر ليبيا 2025، ننصائح السفر ليبيا # وزارة الخارجية البريطانية ليبيا، # الوضع الأمني في ليبيا، # السفر إلى طرابلس بنغازي مصراتة، # مخاطر السفرليبيا، # تهديدات إرهابية ليبية، الوضع السياسي ليبيا 2025م، تقرير أمني ليبي
نرحب بتعليقاتكم