وفقاً للتشريع الجديد الذي أقرته الحكومة البريطانية، سيصبح من غير القانوني بيع أو عرض أو حيازة هذه الأجهزة بهدف البيع أو التوريد، سواء في المتاجر التقليدية أو عبر الإنترنت، أو في محطات الوقود والسوبرماركت والمحال التجارية كافة في جميع أنحاء إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية.
تابع في هذا التقرير المترجم عن الموقع الرسمي للحكومة البريطانية تفاصيل حظر حكومة المملكة المتتحدة الشامل للسجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد بدءاً من شهر يونيو القادم ، والأسباب البيئية والصحية وراء هذا القرار التاريخي، وتأثيره على الشباب والبيئة والسوق. معلومات حصرية من مصادر رسمية."
✍️ اعداد وترجمة: فريق التحرير
📅 التحديث: الخميس 22 مايو 2025م
في خطوة بيئية وصحية غير مسبوقة، تستعد المملكة المتحدة لتطبيق حظر شامل على بيع وتوريد السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد المعروفة أيضاً باسم "الفيبات" أو "السجائر الإلكترونية القابلة للتخلص منها" وذلك اعتباراً من الأول من يونيو 2025م. يأتي هذا القرار الجريء بعد سنوات من المخاوف المتزايدة بشأن الأضرار البيئية الجسيمة والتأثيرات الصحية السلبية لهذه المنتجات، خاصة على فئة الشباب والمراهقين الذين أصبحوا الفئة الأكثر استهدافاً واستخداماً لها.
🔍 ما هي السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد؟
تُعرّف الحكومة البريطانية السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد بأنها منتجات غير مصممة أو مخصصة لإعادة الاستخدام. ولكي تعتبر السيجارة الإلكترونية قابلة لإعادة الاستخدام وبالتالي مستثناة من الحظر، يجب أن تكون قابلة للشحن وإعادة التعبئة معاً.
وبحسب المعايير الصارمة التي وضعتها وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية البريطانية، فإن السيجارة الإلكترونية لا تعتبر قابلة لإعادة الاستخدام في الحالات التالية:
- إذا كانت قابلة للشحن ولكن غير قابلة لإعادة التعبئة
- إذا كانت قابلة لإعادة التعبئة ولكن غير قابلة للشحن
- إذا كانت تحتوي على بطارية لا يمكن إعادة شحنها
- إذا كانت تحتوي على ملف معدني (coil) لا يمكن شراؤه بشكل منفصل واستبداله بسهولة
🌍 لماذا هذا الحظر؟ الأضرار البيئية الكارثية
تشكل السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد تهديداً بيئياً خطيراً، حيث تُرمى في الشوارع كنفايات وتطلق مواد كيميائية ضارة في النظام البيئي. وفقاً لدراسة أجرتها مجموعة "Material Focus"، يتم التخلص من حوالي خمسة ملايين سيجارة إلكترونية ذات استخدام واحد أسبوعياً في المملكة المتحدة، أي بمعدل ثماني سجائر في الثانية الواحدة!
وتكمن المشكلة الأكبر في أن هذه المنتجات تحتوي على مواد قيّمة مثل الليثيوم والكوبالت والنحاس، والتي يتم فقدانها عند التخلص منها. في عام 2022م وحده، تم التخلص من أكثر من 40 طناً من الليثيوم في السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، وهي كمية تكفي لتشغيل 5000 سيارة كهربائية.
وبحسب مدونة البيئة التابعة لوزارة البيئة البريطانية، المنشورة في مطلع هذا الشهر ، فأن بطاريات الليثيوم-أيون الموجودة في هذه السجائر تشكل خطراً حقيقياً للسلامة العامة، حيث تسببت في أكثر من 1200 حريق في شاحنات القمامة ومواقع النفايات في المملكة المتحدة خلال عام 2023، بزيادة قدرها 70% عن العام السابق.
👶 حماية الشباب من مخاطر الإدمان
لا تقتصر مخاوف السلطات البريطانية على الجانب البيئي فحسب، بل تمتد لتشمل الصحة العامة، وخاصة صحة الشباب والمراهقين. فقد اتهمت جمعيات صحية ومجتمعية هذه المنتجات بجذب القُصَّر والمراهقين من خلال تصميماتها الجذابة ونكهاتها المغرية مثل "بلو راسبيري" و"ليمونادة الورد".
وفقاً لإحصائيات مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني لعام 2022م، بلغت نسبة استخدام السجائر الإلكترونية بين الفئة العمرية 16 إلى 24 عاماً حوالي 15.5% من المستخدمين اليوميين أو العرضيين. وتشير دراسة حديثة أجرتها جامعة كوليدج لندن (UCL) إلى أن نسبة الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد بشكل رئيسي قد انخفضت بنحو النصف خلال العام الماضي من 63% إلى 35%، وذلك استباقاً للحظر المرتقب.
وفي شهرأبريل الماضي الدكتورة هيلين وول، وهي طبيبة عامة، كدت لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن نصيحة هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) واضحة جداً بأن التدخين الإلكتروني يجب أن يُستخدم كوسيلة للإقلاع عن التدخين التقليدي فقط. وتضيف: "لكن بالنسبة للأشخاص الذين لم يدخنوا من قبل، وخاصة الشباب، فإن اللجوء إلى التدخين الإلكتروني يمكن أن يكون ضاراً للغاية. شبابنا يصبحون مدمنين بشكل كبير، مما يؤثر على تركيزهم، ويجعلهم متوترين، ويؤثر على قدرتهم على التعلم، كما يمكن أن يتأثر دماغهم النامي."
📋 كيف سيتم تنفيذ الحظر؟
سيدخل الحظر حيز التنفيذ في الأول من يونيو 2025م في جميع أنحاء المملكة المتحدة. وقد حدّثت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) قائمتها الرسمية لتشمل فقط الأجهزة القابلة لإعادة الاستخدام المسموح بها في السوق البريطانية بعد هذا التاريخ.
وستتولى سلطات التجارة المحلية (Trading Standards) في إنجلترا مسؤولية تنفيذ الحظر، حيث ستطبق في البداية عقوبات مدنية (غير جنائية) مثل إشعار التوقف أو إشعار الامتثال أو غرامة قدرها 200 جنيه إسترليني. كما ستتمكن هذه السلطات من مصادرة أي سجائر إلكترونية ذات استخدام واحد يتم العثور عليها.
وفي حالة استمرار المخالفات، قد تصل العقوبات إلى غرامة غير محدودة أو السجن لمدة تصل إلى عامين أو كليهما. وقد تختلف آليات التنفيذ قليلاً بين الدول الأربع المكونة للمملكة المتحدة، لكن الهدف النهائي واحد: القضاء على هذه المنتجات الضارة من السوق البريطانية.
وقد أوصت الحكومة أصحاب المتاجر بالتخلص من المخزون الحالي من هذه الأجهزة قبل سريان الحظر، من خلال ترتيبات إعادة التدوير، مع وضع إشارات واضحة عليها بأنها غير صالحة للبيع.
🔄 هل سينجح الحظر في تحقيق أهدافه؟
على الرغم من الترحيب الواسع بقرار الحظر، إلا أن بعض الخبراء يتساءلون عن مدى فعاليته في تقليل معدلات التدخين الإلكتروني بشكل عام. فقد أشارت الدكتورة سارة جاكسون من مجموعة أبحاث التبغ والكحول في جامعة كوليدج لندن إلى أن المستخدمين يتحولون ببساطة إلى الأجهزة القابلة لإعادة الشحن والتعبئة بدلاً من التوقف عن التدخين الإلكتروني تماماً.
وتضيف جاكسون: "غالباً ما نرى الناس يغيرون سلوكهم استجابة للتغييرات السياسية الوشيكة قبل تنفيذها"، مشيرة إلى أن مصنعي السجائر الإلكترونية سارعوا أيضاً إلى التكيف مع الحظر المرتقب، حيث أنتجت العلامات التجارية الأكثر شعبية نسخاً قابلة لإعادة الشحن من موديلاتها الأكثر مبيعاً، مع الحفاظ على نفس التصميم والألوان والنكهات وحتى السعر تقريباً.
ومع ذلك، يبقى التأثير البيئي الإيجابي للحظر أمراً لا جدال فيه، حيث سيساهم في تقليل النفايات الإلكترونية والحد من مخاطر الحرائق والتلوث البيئي. كما أن 69% من الجمهور البريطاني يؤيدون هذا القرار وفقاً لاستشارة أجريت في فبراير 2024م، مما يعكس وعياً متزايداً بالمخاطر البيئية والصحية لهذه المنتجات.
نصائح للمستهلكين والشركات
نرحب بتعليقاتكم