"ما بعد الهرمجدون" رواية من الإدب الخيالي للكاتب الليبي صلاح أنقاب، تستشرف عالماً منهاراً في 2200م بعد كوارث مناخية وحروب دينية. عبر صفحته الشخصية بموقع الفيسبوك أعلن أنقاب عن قبول ترشح هذه الرواية لخوض سباق الفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2026م. صحيفة المنظار الليبية أجرت هذا الحوار الموجز مع مؤلف الرواية، الذي حدثنا عن الرواية وأشياء أخرى فتابع التفاصيل من هنا 👇
📰 صحيفة المنظار الليبية :(خاص)
📅الإربعاء 04 يونيو 2025م
حوار مع الكاتب صلاح أنقاب حول روايته "ما بعد الهرمجدون"
🔶مقدمة وترشيح الرواية للجائزة🔶
صحيفة المنظار الليبية :
أهلاً بك سيد صلاح أنقاب، نشكرك على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن روايتك "ما بعد الهرمجدون" التي تم ترشيحها مؤخراً للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2026. هل يمكنك أن تحدثنا عن هذا الخبر السار؟
الكاتب صلاح أنقاب:
شكراً لاستضافتي. نعم، أعلنت مؤخراً عبر صفحتي الرسمية على الفيسبوك عن قبول ترشح روايتي "ما بعد الهرمجدون" لخوض سباق الفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2026. وهو خبر استقبلته بمشاعر مختلطة من الامتنان والتأمل.
📚عن الرواية وعالمها الديستوبي📚
صحيفة المنظار الليبية :
هل يمكنك أن تعرّفنا بشكل أوسع على روايتك "ما بعد الهرمجدون"؟ ما هو موضوعها الرئيسي؟
الكاتب صلاح أنقاب:
"ما بعد الهرمجدون" هي عمل ديستوبي فلسفي يصوّر عالماً منكوباً في العام 2200، حيث لم يتبقَّ من البشرية سوى نصف مليار إنسان يعيشون في جزر متفرقة، بعد أن اجتاحت الأرض كوارث مناخية، أوبئة، تجارب طبية قاتلة، وحروب دينية نووية وبايولوجية مدمّرة.
صحيفة المنظار الليبية :
يبدو عالماً قاتماً جداً. كيف تنقسم الأرض في هذا العالم المستقبلي؟
الكاتب صلاح أنقاب:
تنقسم الأرض في روايتي إلى عالمين متناقضين تماماً:
"العالم الأول" الذي تحكمه سلطة مركزية صارمة تسيطر على السكان من خلال شرائح معلومات تُزرع في أجسادهم، وتُمنع فيه المعتقدات الدينية ويُجرّم الإيمان. والعالم الآخر هو "العالم صفر" أو "عالم غير الموجودين"، وهو عالم فوضوي تعمه العبودية والانفلات، حيث يصبح الدين مسموحاً، ولكن بلا أمل في النجاة أو الانتماء إلى عالم منظم.
👥القصة الرئيسية والشخصيات👥
صحيفة المنظار الليبية :
وما هي القصة الرئيسية التي تدور حولها الرواية؟
الكاتب صلاح أنقاب:
يخوض البطل، المسمى "ماس"، رحلة عبور محفوفة بالمخاطر بين العالمين، بحثاً عن معنى، أو عن الإله، أو حتى عن تبرير لوجود الإنسان، في عالم فقد كل شيء إلا "النجاة بأي ثمن". يلتقي شخصيات متعددة مثل أدانا، فتاة غامضة تعمل في "جزيرة العودة"، وموش، شخص يحمل علامات أسئلة مثله، ويتقاطع معهم في تأملات فلسفية حول الإيمان، السلطة، الجنس، العبودية، والهوية.
🧠الأبعاد الفلسفية والرسائل العميقة🧠
صحيفة المنظار الليبية :
هل يمكن اعتبار الرواية مجرد عمل خيالي أم أنها تحمل رسائل أعمق؟
الكاتب صلاح أنقاب:
الرواية ليست فقط تأملاً في ما يمكن أن يؤول إليه مصير الإنسان، بل أيضاً نقد حاد للدين المؤدلج، للسلطة الشمولية، وللعالم الذي يجعل من الذاكرة والانتماء عبئاً وجودياً. إنها تطرح أسئلة عن الحرية، الإيمان، الهوية، ومعنى البقاء، في عالمٍ تحوّل فيه الإنسان إلى سلعة، والدين إلى جريمة، والذاكرة إلى عبء.
📋معلومات تقنية عن الرواية📋
صحيفة المنظار الليبية :
هل يمكنك أن تعطينا بعض المعلومات التقنية عن الرواية؟
الكاتب صلاح أنقاب:
بالتأكيد. الرواية تندرج تحت نوع الديستوبيا الفلسفية، مكتوبة باللغة العربية، وتتجاوز 300 صفحة. تدور أحداثها في زمن ما بعد نهاية الحروب العالمية الدينية والكارثة المناخية، تحديداً في العام 2200 تقريباً.
🌟بداية رحلة الكتابة والإلهام🌟
صحيفة المنظار الليبية :
متى بدأت كتابة هذه الرواية، وما الذي ألهمك لكتابتها؟
الكاتب صلاح أنقاب:
بدأتُ كتابة "ما بعد الهرمجدون" منذ قرابة عشرين عاماً. لم أكن أسعى وراء جائزة، بل كنت أحاول أن أهرب... من الموت، من العتمة، من الخراب الذي كان يبتلع مدينتي، ومن الكلمات الجاهزة التي صادرتنا باسم الدين أو الوطن. كنت أحاول أن أصنع لي ولنا مخرجاً... سرداباً نحو سؤال: "من نحن، ولماذا نعيش على هذا الشكل؟"
⚔️تحديات رحلة الكتابة⚔️
صحيفة المنظار الليبية :
كيف كانت رحلة الكتابة خلال هذه السنوات الطويلة؟
الكاتب صلاح أنقاب:
لم يكن الزمن السياسي رحيماً، ولا الجغرافيا كانت حليفة، لكنّي كتبت. فصلاً بعد فصل، مدينةً بعد مدينة، هزيمةً بعد أخرى، كنت أبني هذا العالم الموازي الذي يشبه عالمنا كثيراً... حد الرعب.كتبتها من قلب ليبيا، وأكملتها في المنفى. كنت أكتبها كما أتنفس: بلا ترف، بلا ضمان، بل كمن يكتب لينجو.
🏆مشاعر الكاتب بعد الترشيح للجوائز🏆
صحيفة المنظار الليبية :
ما شعورك الآن بعد ترشيح الرواية لجوائز مرموقة مثل البوكر وجائزة الشيخ زايد؟
الكاتب صلاح أنقاب:
اليوم، بعد أن وصلت الرواية إلى القائمة المرشّحة لجوائز كبرى مثل البوكر وجائزة الشيخ زايد، لا أشعر بالنصر، بل بالامتنان. الامتنان لهذا الطريق الطويل، الشائك، الصامت أحياناً، والذي علّمني أن الكتابة ليست ملاذاً، بل موقف. وأن الرواية ليست وسيلة للتسلية، بل صيغة للتمرد، للحفر في جدار الذاكرة، في جدار الهوية، في اللغة نفسها.
🔍الهوية والخلفية الثقافية🔍
صحيفة المنظار الليبية :
ما هي علاقة الرواية بهويتك الشخصية وخلفيتك الثقافية؟
الكاتب صلاح أنقاب:
أنا، صلاح إنقاب (أمارير)، أكتب لأنني لا أستطيع ألا أكتب. لأن سؤال الهوية في ليبيا، في الأمازيغية، في الدين، في الجسد، وفي اللغة، ليس سؤالاً أكاديمياً عندي، بل سؤال نجاة.كتبت "ما بعد الهرمجدون" كما أعيش: رافضاً الاصطفافات القومية، ناقداً للأصوليات الدينية التي تحوّل الإنسان إلى رقم في قطيع. كتبتها بلغة تحاول أن تقول ما لا يُقال، أن تستعيد الإنسان في أكثر لحظاته هشاشةً وحيرة.
💌رسالة الرواية للقارئ💌
صحيفة المنظار الليبية :
ما هي الرسالة التي تأمل أن يخرج بها القارئ من روايتك؟
الكاتب صلاح أنقاب:
إذا كان للترشيح أي معنى، فهو هذا: أن تجد الرواية قارئاً يؤمن أن هذا المستقبل، مهما بدا بعيداً أو خيالياً، هو تحذير صادق لما قد نكونه... إن لم نستيقظ. أريد أن يطرح القارئ السؤال الأكثر بدائية: "من نحن؟"—ولو بعد خراب العالم. أريد أن يدرك أن الأدب قادر، رغم كل شيء، أن يُنصت لما لا يُقال.
👋ختام الحوار👋
صحيفة المنظار الليبية :
شكراً جزيلاً سيد صلاح على هذا الحوار الثري، ونتمنى لك التوفيق في مسيرتك الأدبية وفي المنافسة على الجائزة العالمية للرواية العربية.
الكاتب صلاح أنقاب:
شكراً لكم على هذه المساحة، وأتمنى أن تجد الرواية طريقها إلى القراء الذين يبحثون عن أسئلة أعمق من الإجابات الجاهزة.
نرحب بتعليقاتكم