![]() |
جوزيه مورينيو |
📅الأربعاء 18 يونيو 2025م
✍️ إعداد : فريق التحرير
جوزيه مورينيو: الساحر الذي يكسر لعنات الأندية ويصنع التاريخ الأوروبي
⬇️ مقدمة: السبيشال وان
⬇️ تشيلسي: كسر لعنة الـ 50 عامًا
قبل وصول جوزيه مورينيو إلى ستامفورد بريدج في صيف عام 2004، كان نادي تشيلسي يعيش حالة من الجفاف البطولي فيما يخص لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. لم يكن النادي قد توج بلقب الدوري منذ عام 1955، أي ما يقارب الخمسين عامًا.
لم يضيع مورينيو وقتًا. في موسمه الأول 2004-2005، قاد تشيلسي إلى لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، منهيًا بذلك نصف قرن من الانتظار. لم يكن الفوز عاديًا، بل كان فوزًا مهيمنًا، حيث حطم الفريق العديد من الأرقام القياسية، منها أقل عدد من الأهداف المستقبلة في موسم واحد (15 هدفًا فقط)، وأكبر عدد من النقاط المحققة (95 نقطة).
في الموسم التالي 2005-2006، كرر مورينيو الإنجاز، وقاد تشيلسي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثانية على التوالي، مؤكدًا أن ما حدث في الموسم الأول لم يكن مجرد صدفة. وعاد مورينيو إلى تشيلسي في فترة ثانية (2013-2015)، ليثبت مرة أخرى أنه الرجل المناسب في المكان المناسب.
⬇️ إنتر ميلان: الثلاثية التاريخية بعد 45 عامًا
كان نادي إنتر ميلان الإيطالي يعيش فترة طويلة من الغياب عن التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا. فمنذ فوزه باللقب في عام 1965، أي قبل 45 عامًا، لم يتمكن النيراتزوري من معانقة الكأس ذات الأذنين الكبيرتين.
في موسم 2009-2010، حقق إنتر ميلان بقيادة مورينيو "الثلاثية التاريخية"، وهو إنجاز نادر لم يحققه أي نادٍ إيطالي من قبل. فاز الفريق بلقب الدوري الإيطالي، وكأس إيطاليا، والأهم من ذلك، دوري أبطال أوروبا.
كانت رحلة إنتر في دوري الأبطال ملحمية، حيث أقصى فرقًا عملاقة مثل برشلونة في نصف النهائي، ثم تغلب على بايرن ميونخ في المباراة النهائية. كانت تلك الليلة في مدريد تتويجًا لعمل شاق، وإصرار لا يلين، وعبقرية مدرب آمن بقدرة فريقه على تحقيق المستحيل.
⬇️ ريال مدريد : استعادة كاس الملك بعد 22 عاماً
عندما تولى جوزيه مورينيو تدريب ريال مدريد في صيف عام 2010، كان النادي الملكي يعيش فترة صعبة على صعيد بطولة كأس ملك إسبانيا. فمنذ فوزه باللقب في عام 1993، أي قبل 22 عامًا، لم يتمكن ريال مدريد من التتويج بهذه الكأس.
في موسمه الأول 2010-2011، قاد ريال مدريد إلى نهائي كأس الملك، ليواجه الغريم التقليدي برشلونة. كانت المباراة قمة في الإثارة والندية، وتمكن ريال مدريد من الفوز بهدف نظيف، منهيًا بذلك 22 عامًا من الانتظار على لقب كأس الملك.
في الموسم التالي 2011-2012، قاد ريال مدريد إلى لقب الدوري الإسباني، منهيًا هيمنة برشلونة على الليغا. كان هذا اللقب تاريخيًا، حيث حقق ريال مدريد 100 نقطة، وسجل 121 هدفًا، محطمًا بذلك العديد من الأرقام القياسية.
⬇️ مانشستر يونايتيد : اللقب الأوربي الغائب
⬇️ روما: أول لقب أوروبي في التاريخ
لطالما كان نادي روما الإيطالي من الأندية الكبيرة في إيطاليا، لكنه كان يعاني من سوء حظ غريب على الصعيد الأوروبي. ففي تاريخه الطويل، لم يتمكن روما من التتويج بأي لقب أوروبي.
في موسمه الأول مع روما 2021-2022م، قاد مورينيو الفريق إلى نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، البطولة الأوروبية الجديدة. في المباراة النهائية، تغلب روما على فينورد الهولندي، ليحقق النادي أول لقب أوروبي في تاريخه.
كان الفوز بدوري المؤتمر الأوروبي بمثابة تتويج لعمل مورينيو، وقدرته على تحويل فريق يعاني من ضغوط الماضي إلى فريق قادر على تحقيق الألقاب. كانت الاحتفالات في روما جنونية، حيث خرجت الجماهير إلى الشوارع للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي.
رينيو ثلاث بطولات في موسمه الأول مع النادي، وهو إنجاز يعكس قدرته على التأثير الفوري.
⬇️ إنجازات مورينيو الشاملة: ملك النهائيات الأوروبية
ما يجعل جوزيه مورينيو ظاهرة فريدة في عالم كرة القدم هو سجله المذهل في النهائيات الأوروبية. لقد خاض 5 نهائيات أوروبية مع أندية مختلفة، وحقق الفوز في جميعها، بنسبة نجاح 100%.
مورينيو هو أول مدرب في التاريخ يفوز بجميع الكؤوس الأوروبية الثلاثة: دوري أبطال أوروبا، الدوري الأوروبي، ودوري المؤتمر الأوروبي. هذا الإنجاز يعكس تنوع قدراته التكتيكية، وقدرته على التكيف مع مختلف البطولات والمستويات.
كما أنه أول مدرب في التاريخ يفوز بكأس أوروبية مع 4 أندية مختلفة، وهو ما يؤكد قدرته على بناء فرق فائزة في بيئات مختلفة، ومع لاعبين مختلفين.
⬇️ ختاماً : مورينو إرث إستثنائي خالد
في الختام، يمكن القول إن جوزيه مورينيو ليس مجرد مدرب كرة قدم، بل هو ظاهرة عالمية، أسطورة حية، ورجل ترك بصمة لا تمحى في تاريخ اللعبة. لقد كسر لعنات الأندية، وأعاد أمجادًا غابت لسنوات طويلة، وصنع تاريخًا أوروبيًا غير مسبوق.
على الرغم من الجدل الذي يحيط بشخصيته أحيانًا، إلا أن شغفه بكرة القدم، وإصراره على الفوز، وعبقريته التكتيكية، لا يمكن إنكارها. لقد أثبت مورينيو مرارًا وتكرارًا أنه "الاستثنائي"، القادر على تحويل الأحلام إلى حقيقة، وإلهام الملايين حول العالم.
إرثه سيبقى خالدًا، وستظل إنجازاته تروى للأجيال القادمة، كشاهد على عظمة هذا الرجل الذي غير وجه كرة القدم إلى الأبد.
نرحب بتعليقاتكم