📁 آخر الأخبار

🚀 قافلة الصمود: رحلة الأمل إلى رفح تصل ليبيا

تابع من هنا  👇👇👇تفاصيل رحلة قافلة الصمود الإنسانية التاريخية التي وصلت ليبيا في طريقها  إلى معبر رفح لكسر الحصار عن غزة. في هذا المقال، نستعرض معكم تفاصيل هذه المبادرة الفريدة: من أين بدأت، كيف سارت، من شارك فيها، وما العقبات التي واجهت مسيرتها. سنعتمد على مصادر موثوقة لتقديم صورة شاملة عن هذه الرحلة الإنسانية، التي أعادت الأمل وأكدت أن التضامن لا يعرف حدودًا..

قافلة الصمود

🗞️ صحيفة المنظار الليبية: وكالات
📅الأثنين 10 يونيو 2025م
✍️ إعداد : فريق التحرير

🚀 قافلة الصمود: رحلة الأمل إلى رفح عبر ليبيا 

مقدمة: ملحمة إنسانية عابرة للحدود

في لحظة فارقة من تاريخ القضية الفلسطينية، ومع تصاعد الأحداث الدامية في قطاع غزة المحاصر، انطلقت من تونس الخضراء مبادرة إنسانية لاقت صدى واسعًا، محمّلة برسائل أمل ودعم لشعب يتوق للحرية والحياة. إنها قافلة "الصمود"، التي لم تكن مجرد شاحنات تحمل مساعدات، بل كانت رمزًا حيًا لتضامن الشعوب، وصوتًا شعبيًا صادقًا في وجه الظلم والحصار المفروض على غزة منذ سنوات.

هذه القافلة، التي عبرت الأراضي الليبية الشقيقة في رحلة برية طويلة باتجاه معبر رفح، حملت في طياتها أكثر من دعم مادي؛ كانت صرخة ضمير ورسالة تضامن من الشعوب المغاربية مع أهل غزة، مؤكدة أن الإنسان لا يزال قادرًا على الوقوف إلى جانب أخيه، مهما باعدت بينهم الجغرافيا والحدود.

لم تكن "قافلة الصمود" مجرد حدث عابر، بل تجسيدًا حقيقيًا لقيم الإنسانية والتكافل في زمن تكاد فيه مشاعر التعاطف أن تبهت. 

🗓️ تاريخ الانطلاق والأهداف النبيلة

في صباح يوم الاثنين الموافق 9 يونيو 2025م، اتجهت الأنظار نحو شارع محمد الخامس في قلب العاصمة التونسية. كان المكان يشهد تحشيداً غير معتاد؛ عشرات الحافلات والسيارات امتلأت بالنشطاء من مختلف الجنسيات المغاربة. لم يكن الحديث هنا عن قافلة تحمل مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، بل عن رسالة حملها أكثر من 1500 ناشط، رسالة تتحدث عن الصمود وتتحدى الحصار المفروض على قطاع غزة.

القافلة، التي نظمتها "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، جاءت لتعبر عن موقف شعبي واضح: لا نريد فقط أن نُعطي، بل أن نكون جزءاً من حركة دولية أكبر تسعى لكسر الحصار عن غزة. لم تكن هذه المبادرة مجرد تظاهرة رمزية، بل كانت دعوة للعالم أجمع ليقف أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية.

اختيار موعد انطلاق القافلة لم يكن اعتباطياً؛ فقد تم تقديم الانطلاقة من تاريخ الرابع عشر من يونيو إلى التاسع منه، لتتزامن مع وصول وفود دولية أخرى إلى معبر رفح، في خطوة تنسيقية تهدف إلى تعظيم الأثر وتوحيد الجهود العالمية من أجل إنهاء الحصار.

🗺️ المسار الطويل: محطات الصمود عبر الأراضي الليبية

لم تكن رحلة قافلة الصمود مجرد رحلة تقليدية من مكان لآخر، بل كانت مسارًا حافلًا بالمشاعر والتحديات. بعد وصولها لتونس العاصمة، انطلقت في جولة عبر عدة محافظات تونسية مهمة، مروراً بـ سوسة ثم صفاقس، وبعدها قابس، وصولاً إلى مدنين** كل محطة من هذه المحطات شكلت نقطة التقاء جديدة للمواطنين الذين انضموا إليها من مختلف أنحاء البلاد، مما أعطاها طابعًا وطنيًا يجمع ولا يفرق.

في مساء يوم 9 يونيو2025، وصلت القافلة إلى مدينة بن قردان الجنوبية، وهي آخر مدينة تونسية قبل الدخول إلى الأراضي الليبية. وفي فجر اليوم التالي، الموافق 10 يونيو 2025، بدأت القافلة في العبور إلى ليبيا عبر معبر رأس جدير الحدودي، وهو حدث مهم كان له دلالته الكبيرة على التعاون بين البلدين. وكان هذا العبور ممكنًا بعد موافقة رسمية من السلطات الليبية، عد دخولها الأراضي الليبية، واصلت القافلة طريقها الطويل عبر عدد من المدن الليبية التي لم تكن مجرد نقاط مرور عابرة، بل تحولت إلى مواقع احتفاء حقيقي من قبل الأهالي في هذه المدن الليبية التي مرت بها القافلة، الذين استقبلوا القافلة بحفاوة كبيرة، معبرين عن تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني البطل ، وتأكيد عمق العلاقة الأخوية التي تربطهم به. وهي تخيم هذه الايام في غابو جودايم القريبة من مدينة الزاوية بعد ان تلقت حفاوة كبيرة من قبل كل اهالي المدن التي مرت بها قافلة الصمود

ومن المنتظر أن تعبر القافلة إلى مصر من خلال معبر السلوم الحدزدي في 12 يونيو 2025م، لتواصل رحلتها نحو القاهرة، قبل أن تصل إلى وجهتها الأخيرة وهو معبر رفح في منتصف هذا الشهر ويُظهر هذا الجدول الزمني مدى الدقة في التخطيط، والعناية الكبيرة التي أوليت للجوانب اللوجستية والأمنية، رغم الصعوبات التي قد تواجه مثل هذه المبادرات الدولية.

🤝 المشاركون: صوت واحد من أجل فلسطين

تمثل "قافلة الصمود" تحركاً حقيقياً يعبر عن دعم الشعوب العربية والإسلامية والدولية للحق الفلسطيني. شارك في هذه القافلة مئات النشطاء من جنسيات مختلفة، حيث أشارت بعض التقارير إلى أن عدد المشاركين قد يصل إلى آلاف، بين 2000 و7000 شخص، من دول شمال إفريقيا مثل الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس وليبيا ، بالإضافة إلى توقع انضمام نشطاء من مصر، ما أعطى الحدث زخماً عربياً وإقليمياً كبيراً.

لم يكن هؤلاء المشاركون مجرد متظاهرين عابرين، بل كانوا صوتاً حراً يعبر عن غضب الشارع العربي ضد الظلم، ويرفع شعاراً واحداً: الحرية والكرامة لفلسطين. لقد رفعوا علم فلسطين مرددين هتافات تندد بالعدوان الإسرائيلي وتفضح تقاعس العالم أمام المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني.

ومن خلال هذا التنوع الجغرافي والبشري، تثبت قافلة الصمود أن القضية الفلسطينية ليست قضية محلية فقط، بل قضية كل عربي وكل إنسان حر، تمزج بين القلوب والعقول لتحقيق حلم واحد: مستقبل حر لشعب يستحق الحياة بكرامة وعدالة.

💔 السياق الإنساني: صرخة في وجه الإبادة

تأتي قافلة الصمود في ظروف إنسانية بالغة القسوة، فُرضت على قطاع غزة نتيجة الحصار المطبق وتفاقم الأوضاع جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد المدنيين هناك. منذ عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يعاني قطاع غزة من عدوان عنيف خلّف كارثة إنسانية غير مسبوقة. تم تدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمساكن، ما أسفر عن دمار هائل ومعاناة بشرية جسيمة. تعاني السكان من نقص حاد في الموارد الأساسية من غذاء وماء ودواء، مما يعرض حياة مئات الآلاف من المدنيين، وخصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن، للخطر الشديد. كما تدهورت الأوضاع الصحية إلى حد كارثي، حيث انهارت المنظومة الصحية بأكملها، وأصبح الوصول إلى الرعاية الطبية ضرباً من الخيال. وفي هذا المناخ المأساوي، لا تعد قافلة الصمود مجرد مبادرة وقتية، بل هي تحرك جريء يكسر صمت العالم المتحجر، ويواجه جدار اللامبالاة الذي يحاصر معاناة الشعب الفلسطيني. إنها رسالة واضحة بأن هناك شعوباً لا تزال تؤمن بالحق والعدل، وتستعد للتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل نصرة المظلوم، رغم كل المخاطر والتحديات التي تقف في طريقها.

🚢 تضامن عالمي: قافلة الصمود وأسطول الحرية

 قافلة الصمود ليست منفصلة عن باقي المبادرات الدولية التي تسعى لكسر الحصار عن قطاع غزة، بل تُعد جزءاً من حركة مدنية دولية أوسع تضم مشاركة أكثر من 30 دولة، وبالتعاون مع تحالف "أسطول الحرية" والمسيرة العالمية إلى غزة وتنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين. ويأتي هذا التنسيق ليعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى توحيد الجهود ومضاعفة الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف فاعل ومؤثر. وفي الوقت نفسه، تعرضت السفينة "مادلين"، والتي كانت تقلّ 12 ناشطاً دولياً متجهين إلى غزة ضمن جهود كسر الحصار، لعملية اختطاف فجر يوم الاثنين على يد قوة كوماندوز من البحرية الإسرائيلية. يؤكد هذا الحادث التحديات الكبيرة والمخاطر التي تواجهها هذه الفعاليات، لكنه في المقابل يزيـد من تصميم النشطاء على الاستمرار في نضالهم حتى تحقيق أهدافهم..

💡 رسائل الصمود: ما بعد الوصول إلى رفح

وصول قافلة الصمود إلى معبر رفح، رغم كل التحديات التي قد تعترضها، يحمل دلالات ومعاني متعددة. أولاً، هو تعبير صارخ عن تضامن الشعوب العربية والإسلامية مع أهالي قطاع غزة، ليؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة الظلم والقهر. ثانياً، هو رسالة تحدٍ موجّهة إلى المجتمع الدولي، تحثه على تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب الفلسطيني، والتحرك الجاد لإلزام إسرائيل بإنهاء الحصار غير الإنساني المفروض على غزة. ثالثاً، هو نبع أمل جديد للشعب الفلسطيني، يذكرهم بأن هناك ملايين الناس حول العالم ما زالوا إلى جانبهم، وأن قضيتهم لم ولن تُنسى. وحتى إن اقتصرت المساعدات المادية التي تحملها القافلة، فإن مجرد ظهورها في رفح سيكون انتصاراً رمزياً عظيماً، يخرس أصوات اللامبالاة ويذكي جذوة الأمل في نيل الحق والعدالة.

🔮 المستقبل: هل تنجح قافلة الصمود في كسر الحصار؟

يبقى السؤال الأبرز هو: هل ستتمكن قافلة الصمود من اختراق الحصار المفروض على قطاع غزة؟ الإجابة على هذا التساؤل ليست بسيطة، إذ يرتكز الحصار على دعم عسكري وسياسي قوي. لكن، وعلى الرغم من ذلك، تمثل هذه القافلة وسائر المبادرات المشابهة لها دوراً محورياً في تسليط الضوء الدولي على الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، وزيادة الضغط الشعبي على صناع القرار للتحرك الجاد. فهي جزء من حركة عالمية متزايدة ترفض الظلم وتدافع عن الحق والعدالة. ومن غير المتوقع أن تُنهي قافلة واحدة الحصار بشكل كامل، إلا أنها تساهم تدريجياً في هزّ أسواره وفتح شقوق في جدار الغفلة الدولية. إن الاستمرارية في مثل هذه الجهود، وتصعيدها، هي الوسيلة الوحيدة لضمان بقاء قضية غزة حاضرة في الوعي العالمي، وللمضي قدماً في الضغط حتى رفع الحصار كاملاً، وضمان حياة كريمة وحرة للشعب الفلسطيني.

📝 الخاتمة: شهادة على إرادة الشعوب

في الختام، قافلة الصمود  الإنسانية هي شاهداً حياً على عزيمة الشعوب وقدرتها على مواجهة الظلم، كما تجسد قيم التضامن والرحمة الإنسانية الصادقة. ليست رحلتها الطويلة من تونس مروراً بليبيا وصولاً إلى معبر رفح مجرد قصة عبور طريق، بل هي رمز للأمل، وإعلان عن صمود أسطوري في وجه التحديات. إنها تذكيرٌ مؤلم بأن القضايا العادلة لا تموت، وأن صوت الحق يبقى دائماً أعلى من كل أصوات القهر والقمع. ومع استمرار هذه المبادرات الشجاعة، يتعاظم الأمل في أن يحين يومٌ قريب يُرفع فيه الحصار عن غزة، ويحيا أهلها في أمان وسلام، ضمن وطن حر ومستقل.


كلمات مفتاحية : 
قافلة الصمود، معبر رفح، ليبيا، غزة، حصار غزة، مساعدات إنسانية، تونس، فلسطين، رأس جدير، معبر السلوم، طرابلس، بنغازي، طبرق، طوفان الأقصى، أسطول الحرية، المسيرة العالمية إلى غزة.
صحيفة المنظار الليبية
صحيفة المنظار الليبية
تعليقات