📁 آخر الأخبار

إنجازات وإخفاقات المبعوثين العشرة لليبيا

تعرف في هذا التقرير الموجز على الأسباب الحقيقية وراء استمرار الأزمة الليبية منذ 2011م. تحليل يتتبع جذور الصراع ودور مبعوثي الأمم المتحدة، ويكشف إنجازاتهم  وإخفاقاتهم منذ نشؤ الازمة حتى الان ، ويقدم رؤى عميقة لمستقبل ليبيا. 

ليبيا: إنجازات وإخفاقات المبعوثين الأمميين

🗞️صحيفة المنظار الليبية : وكالات ومواقع انترنت
✍️ اعداد : فريق التحرير
📅 التحديث: الأحد 29 يونيو 2025م


الأزمة الليبية: عقد من الفشل الأممي أم صراع داخلي؟



🔍 نظرة عامة

منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011م، دخلت ليبيا في دوامة من الصراعات السياسية والأمنية التي أثرت بشكل عميق على استقرار البلاد ومستقبلها. ورغم الجهود الدولية المتعددة، لا تزال الأزمة الليبية مستمرة، مما يثير تساؤلات حول فعالية التدخلات الأممية ودور المبعوثين الخاصين في إيجاد حلول مستدامة.

جذور الأزمة الليبية: تسلسل تاريخي

تعود جذور الأزمة الليبية إلى ما قبل سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011م، حيث كانت البلاد تعاني من غياب المؤسسات الديمقراطية، وتهميش مناطق معينة، وتراكم الإحباط الشعبي. ومع اندلاع ثورات الربيع العربي في المنطقة، خرجت الاحتجاجات السلمية في ليبيا في فبراير 2011م، مطالبة بالإصلاحات السياسية.

سرعان ما تحولت هذه الاحتجاجات إلى صراع مسلح بعد قمع النظام لها، وتدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) لدعم الثوار. بعد مقتل القذافي في أكتوبر 2011م، دخلت ليبيا مرحلة انتقالية معقدة اتسمت بانتشار السلاح، وتفكك مؤسسات الدولة، وصعود الميليشيات المسلحة التي تنافست على السلطة والموارد.

أدى هذا الفراغ الأمني والسياسي إلى انقسامات عميقة بين الفصائل المختلفة، وتشكيل حكومات وبرلمانات متنافسة، مما فاقم من حدة الأزمة وأدخل البلاد في حرب أهلية ثانية بحلول عام 2014م. هذه الانقسامات الداخلية، بالإضافة إلى التدخلات الإقليمية والدولية، جعلت من إيجاد حل سياسي مستدام مهمة بالغة الصعوبة.

مبعوثو الأمم المتحدة إلى ليبيا: جهود متعثرة

منذ عام 2011م، تعاقب على بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) عشرة مبعوثين أمميين، كل منهم حاول إيجاد حلول سياسية للأزمة، لكن جهودهم غالبًا ما اصطدمت بتعقيدات المشهد الليبي وتضارب المصالح الإقليمية والدولية.

1. عبد الإله الخطيب (الأردن)

من أبريل 2011م الى أكتوبر 2011م
✅ الإنجازات:
عُين كأول مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، وكلف بإجراء مشاورات عاجلة خلال فترة المواجهات المسلحة التي أدت إلى سقوط نظام القذافي. حاول التوسط بين الأطراف المتصارعة.
❌ الإخفاقات:
لم يتمكن من تحقيق اختراق حقيقي بسبب قصر مدة مهمته وتصاعد العنف، ولم يبق في مهمته أكثر من أربعة أشهر.

2. إيان مارتن (بريطانيا)

من سبتمبر 2011م الى أكتوبر 2012م
✅ الإنجازات:
شغل منصب الأمين العام لمنظمة العفو الدولية وعمل مبعوثًا خاصًا للأمم المتحدة للتخطيط في فترة ما بعد النزاع في ليبيا. ساهم في تأسيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) ووضع أسس عملها.
❌ الإخفاقات:
واجه تحديات كبيرة في بناء مؤسسات الدولة وتوحيد الميليشيات بعد الثورة، ولم يتمكن من إرساء الاستقرار الكامل.

3. طارق متري (لبنان)

من أكتوبر 2012م الى أغسطس 2014م
✅ الإنجازات:
أوكلت إليه مهمة رئاسة البعثة في سبتمبر 2012م واستمرت ولايته قرابة سنتين. ركز على الحوار الوطني وجمع الأطراف الليبية في محاولة للتوصل إلى توافق.
❌ الإخفاقات:
شهدت فترة ولايته تصاعدًا في الانقسامات السياسية واندلاع حرب أهلية جديدة في طرابلس وبنغازي، مما أعاق جهوده في التوصل إلى حل سياسي شامل.

4. برناردينو ليون (إسبانيا)

من أغسطس 2014م  الى نوفمبر 2015م
✅ الإنجازات:


ساهم في جمع غالبية الأطراف السياسية لتوقيع اتفاق الصخيرات في المغرب في نوفمبر 2015م، والذي كان يهدف إلى تشكيل حكومة وفاق وطني.

الإخفاقات:

غادر منصبه وسط جدل حول «اتفاق الصخيرات» الذي لم يحظ بقبول جميع الأطراف، ولم يتمكن من توحيد المؤسسات الليبية بشكل كامل.

5. مارتن كوبلر (ألمانيا)

من نوفمبر 2015 م الى يونيو 2017م
✅ الإنجازات:
تولى المهمة الأساسية لتطبيق «اتفاق الصخيرات» ومحاولة تشكيل حكومة الوفاق الوطني.
❌ الإخفاقات:
لم يوفق بسبب خلافات الأطراف الليبية حول الاتفاق، واستمرت الانقسامات السياسية والعسكرية في التفاقم خلال فترة ولايته.

6. غسان سلامة (لبنان)

من يونيو 2017م الى  مارس 2020م
✅ الإنجازات:
أحدث تقدمًا ملحوظًا في ملفات المصالحة والحوار، وأجرى تعديلات على «اتفاق الصخيرات». حاول الدفع بمسار سياسي شامل يضم جميع الأطراف.
❌ الإخفاقات:
استقال لأسباب صحية، ولم يتمكن من إتمام مهمته في توحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات، وشهدت فترة ولايته تصعيدًا عسكريًا كبيرًا في طرابلس.

7. ستيفاني ويليامز (الولايات المتحدة)

من مارس 2020 م الى ديسمبر 2021م (بالإنابة)
✅ الإنجازات:
قادت جهودًا مكثفة لإجراء حوار سياسي ليبي-ليبي أفضى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة.
❌ الإخفاقات:
لم تتمكن من إتمام المسار الانتخابي الذي كان مقررًا في ديسمبر 2021م بسبب الخلافات السياسية والقانونية بين الأطراف الليبية.

8. يان كوبيتش (سلوفاكيا)

من يناير 2021م الى نوفمبر 2021م
✅ الإنجازات:
تولى مهامه في ليبيا وكان من المفترض أن يرعى مباحثات ليبية - ليبية بقيادة الأمم المتحدة لتسمية حكومة مؤقتة.
❌ الإخفاقات:
استقال بشكل مفاجئ قبل الانتخابات التي كانت مقررة في ديسمبر 2021م، مما أثار تساؤلات حول أسباب استقالته وتأثيرها على المسار السياسي.

9. عبد الله باتيلي (السنغال)

من سبتمبر 2022 م الى أبريل 2024م
✅ الإنجازات:
حاول الدفع بمسار سياسي جديد يهدف إلى توحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات.
❌ الإخفاقات:
استقال بعد سنة ونصف من توليه منصبه، معلنًا أن جهوده للوصول إلى توافق بين الأفرقاء الليبيين قد وصلت إلى طريق مسدودة.

10. هانا سيروا تيتيه (غانا)

من فبراير 2025م - حتى الآن
✅ الإنجازات:
هي الممثلة الخاصة الحالية للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. تتمتع بخبرة طويلة في العمل الدبلوماسي.
⚠️ التحديات:
تواجه تحديات كبيرة في ظل استمرار الانقسامات السياسية والعسكرية، والحاجة الملحة لإجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات.

خاتمة: تحديات مستمرة وآفاق مستقبلية

تُظهر التجربة الليبية مع مبعوثي الأمم المتحدة مدى تعقيد الأزمات الداخلية التي تتشابك مع المصالح الإقليمية والدولية. فرغم الجهود المتواصلة للمبعوثين، لم تتمكن الأمم المتحدة من تحقيق استقرار دائم في ليبيا، ويعود ذلك إلى عدة عوامل:
  • تضارب المصالح: تداخل المصالح المحلية والإقليمية والدولية يعيق التوصل إلى حلول توافقية.
  • غياب الإرادة السياسية: عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لدى الأطراف الليبية المتصارعة للتنازل والتوصل إلى حلول.
  • انتشار السلاح والميليشيات: استمرار انتشار السلاح وسيطرة الميليشيات المسلحة يقوض أي جهود لبناء دولة مستقرة.
  • التدخلات الخارجية: التدخلات الخارجية، سواء كانت عسكرية أو سياسية أو اقتصادية، تزيد من تعقيد المشهد وتعيق الحلول.
إن الأزمة الليبية ليست مجرد صراع على السلطة، بل هي أزمة بنيوية تتطلب مقاربة شاملة تعالج جذور المشكلة، بما في ذلك بناء المؤسسات، ونزع سلاح الميليشيات، وتحقيق المصالحة الوطنية، وتوحيد الصفوف. ورغم التحديات، يبقى الأمل في إيجاد حل ليبي-ليبي بدعم دولي حقيقي، يضع مصلحة الشعب الليبي فوق كل اعتبار، ويفتح الباب أمام مستقبل مستقر ومزدهر.
صحيفة المنظار الليبية
صحيفة المنظار الليبية
تعليقات