تعرف على الخدمات النفسية والعلاجية التي يقدمها المركزالبريطاني للعلاج النفسي والتنويم المغناطيسي عبر الإنترنت. في هذا المقال يستعرض الأستاذ نزار جدي بعض التحديات النفسية التى تواجه الأسرة عند تربية الأبناء في الغربة ويقترح الحلول العملية في أتباع التربية الصحيحة لأطفال في بيئة تحمل ثقافتين مختلفتين، وتجنب ما قد يسبب ارتباكًا في تحديد الانتماء والهوية، خاصة عند تناقض القيم بين البيت والمجتمع الخارجي.
.webp) |
الأستاذ نزار جدي مدير المركز البريطاني للعلاج النفسي |
🗞️صحيفة المنظار الليبية : المركز البريطاني للعلاج النفسي والتنويم المغناطيسي عبر الإنترنت✍️ بقلم : الأستاذ نزار جدي
📅 التحديث: الجمعة 01 يوليو 2025م
تربية الأبناء في الغربة ليست مجرد انتقال جغرافي، بل تجربة نفسية وإنسانية معقدة. يحمل الوالدان أحلامًا كبيرة لأبنائهم، لكنهم يواجهون واقعًا جديدًا مليئًا بالتحديات النفسية والثقافية. في هذا المقال نسلط الضوء على أبرز العقبات، ونقدم حلولاً عملية تحترم القيم العربية وتدعم الصحة النفسية للأسرة.
📚 صدمة الإختلاف الثقافي
يجد الطفل نفسه بين عالمين: عالم الأسرة بجذوره وعاداته، وعالم المجتمع الجديد بقيمه المختلفة. هذا التصادم قد يسبب ارتباكاً وصعوبة في الاندماج، خاصة إذا شعر الطفل بأنه مختلف عن أقرانه في المدرسة أو الحي. وصدمة الاختلاف الثقافي لا تقتصر على التباين في العادات أو اللغة، بل تتعداها إلى بناء الطفل لهويته في بيئة قد لا تعترف بموروثه الثقافي. حيث يجد الطفل نفسه بين عالمين متضادين: عالم الأسرة بجذوره، بلغته، بقيمه الدينية والأخلاقية، وعالم المجتمع الجديد الذي قد يروّج للاستقلالية المفرطة أو مفاهيم مختلفة عن السلوك المقبول.
📚 فقدان شبكة الدعم التقليدية
غياب الأهل والأصدقاء القدامى يخلق شعوراً بالوحدة لدى الطفل، ويجعل الأسرة تبحث عن بدائل للدعم الاجتماعي الذي اعتادت عليه في الوطن.. ويبدو تحدي فقدان شبكة الدعم التقليدية واضحاً ايضا في غياب الأقارب والجيران الذين كانوا يوفّرون للطفل إحساسًا بالانتماء والحماية، ويمتد ليشمل غياب البيئة الثقافية التي كانت تسند الهوية وتنظم العلاقات الاجتماعية. في الوطن الأم.
📚 التحديات اللغوية والتعليمية
يواجه الأبناء صعوبات في تعلم لغة جديدة والتأقلم مع نظام تعليمي مختلف، مما قد يؤثر على ثقتهم بأنفسهم وأدائهم الدراسي. كما أن التحديات اللغوية والتعليمية تتجاوز مجرد تعلم مفردات جديدة؛ إذ يواجه الطفل انقطاعًا في التعبير العاطفي داخل المدرسة، وتضاربًا في أساليب التعلم بين البيت والمحيط التربوي، ما يُضعف استيعابه ويحدّ من تفاعله، مؤثرًا سلبًا على ثقته بذاته واندماجه الأكاديمي..
📚 القلق من فقدان الهوية
يخشى الكثير من الآباء أن يفقد أبناؤهم هويتهم العربية أو لغتهم الأم مع مرور الوقت، خاصة إذا لم يجدوا بيئة داعمة تعزز هذه القيم. خاصة أن هذا القلق من فقدان الهوية لا ينبع فقط من تغير اللغة أو العادات، بل من تحول تدريجي في الشعور بالانتماء.حين يشعر الآباء بالقلق من أن تضعف الروابط الثقافية والدينية لدى أبنائهم في بيئة قد تهمّش رموزها مع مرور الوقت، فيبدأ الطفل في تفضيل اللغة الأجنبية في التعبير والتفكير، مما يُعيد تشكيل إدراكه لذاته ومكانه في العالم.
هنا بعض الحلول النابعة من واقع مايواجهه الأبناء خارج أوطانهم الأصلية، وهي حلول عملية تحترم ثقافة الأبناءوتدعم أسرهم:
- تخصيص وقت يومي للحوار مع الأبناء بلغتهم الأم، والاستماع لمشاعرهم دون حكم.
- مشاركة الأطفال في أنشطة تعزز الهوية العربية، مثل قراءة القصص، الطبخ، أو الاحتفال بالأعياد.
- تشجيع الطفل على تكوين صداقات جديدة، مع الحفاظ على الروابط مع الجالية العربية.
- لاستفادة من جلسات الدعم النفسي المتخصصة عبر الإنترنت مع مختصين يفهمون خلفيتك الثقافية والدينية.
تربية الأبناء في المهجر ليست مهمة سهلة، لكنها فرصة لبناء جيل قوي ومتوازن يجمع بين أصالة الجذور وانفتاح المستقبل. لا تتردد في طلب الدعم النفسي، فالصحة النفسية للأسرة هي أساس النجاح في الغربة، وكل تحدٍ هو بداية لرحلة نمو جديدة.
كما أن تربية الأبناء في المهجر ليست مجرد تحدٍّ تربوي، بل تجربة حياتية تفرض على الأسرة إعادة تعريف أدوارها في ظل سياق ثقافي جديد.
ورغم المصاعب، فإن الغربة تتيح فرصة لصقل مهارات الأبناء في التكيف، وتوسيع مداركهم بتعدد اللغات والرؤى. الحفاظ على الأصالة لا يتعارض مع الانفتاح؛ بل يمكن خلق بيئة تفاعلية تُعزز الانتماء وتُنمّي الوعي بالاختلاف.
ويتطلب ذلك حوارًا مستمرًا داخل الأسرة، ودعمًا نفسيًا يضمن توازن الطفل بين ما يُطلب منه خارجيًا وما يحمله داخليًا من قيم. إن الانتباه للصحة النفسية ليس رفاهية، بل ضرورة، إذ تمثل الاستقرار النفسي الحاضن الحقيقي لنمو الهوية وتعزيز الثقة في الذات.
هل تحتاج إلى دعم متخصص في تربية الأبناء أو الصحة النفسية للأسرة؟
المركز البريطاني للعلاج النفسي والتنويم المغناطيسي عبر الإنترنت بإشراف الأستاذ نزار جدي يقدم جلسات فردية وجماعية، مع استشارات مجانية لتقييم الحالة وخطة علاج مخصصة تراعي خصوصيتك الثقافية والدينية.
احجز استشارة مجانية من هنا 🔹 كلمات مفتاحية
تربية الأبناء في الغربة، الصحة النفسية للأسرة، دعم نفسي، علاج نفسي عن بعد، المركز البريطاني للعلاج النفسي
نرحب بتعليقاتكم