📁 آخر الأخبار

قصة واقعية مؤثرة لمفتاح العلواني

 هنا قصة حقيقية مؤثرة من عام 2009 م ، تحكي عن مقابلة شفهية كشفت عن ظلم النظام التعليمي، قصة واقعية تستحق القراءة.

مفتاح العلوني
الكاتب : مفتاح العلواني


عام 2009م، عندما تقدمنا لأحد الاختبارات الشفهية لأجل قبولنا للدراسة في أحد المعاهد "مقابلة شخصية"، أو باستطاعتك القول: (نظرة شرعية)، كان معي شاب يظهر من ملابسه سوء حاله، وشاب آخر يرتدي بدلة أنيقة وربطة عنق، ويتحدث بعنجهية ونرجسية معنا.

دخل الأول على اللجنة، وعندما خرج سألته: أيش قالوا لك؟، فقال: سألوني إن كان الضوء أسرع أم الصوت؟

فقلت لهم: الضوء.. فقالوا لي: هات مثالاً.. فقلت لهم: (سيارة جاية من بعيد.. ممكن تشوف ضي السيارة قبل ما تسمع صوتها).

كانت إجابة جميلة، حتى أن أحد الأعضاء أبدى إعجابه بها.. رغم أن الإجابة التقليدية لهذا السؤال هي أن ضوء البرق أسرع من صوته.

بعد قليل دخل الشاب الآخر ذو الأنفة، ثم خرج، قلت له: (أيش سألوك)، فقال: (سؤال سهل.. سألوني أيش أعظم سورة في القرآن الكريم؟).، فقلت له: (سؤال سهل فعلاً).. فقال: (طبعا وقلت لهم سورة القدس..!!).

ساد صمت لثانيتين أو ثلاث لمحاولة امتصاص المفاجأة، ثم قلت له: (بس يا صاحبي ما في سورة اسمها سورة القدس في القرآن)، فنظر لي بضحكة استهزاء وقال: (معقولة ما تعرفها يا راجل، يبدو إنك هاجر المصحف تماما..!!).. فقلت له: (لا أبدا.. يبدو لي إنك أنت اللي تقرا في كتاب سماوي آخر).ثم سكتنا.. حتى انتهت المقابلة.. ورجعنا. 

ظهرت النتيجة بعدها.. نجحت وقُبلت.. بعد أيام بدأت الدراسة بالمعهد.. وعندما دخلت وجدت صاحب سورة القدس جالساً يضحك بصوت عال،وسألت عن صاحب الضوء فأخبروني أنه رُفض.

هذه قصة حقيقية.. حدثت معي فعلاً.

بعد كل هذه السنوات، وكلما التقيت بالشاب صاحب إجابة الضوء والصوت.، نتذكر الموقف ونضحك قليلاً، ثم يذهب مبتعداً.، بوجهٍ تعلو محياه آثار الحيرة والخيبة والخذلان للآن.. لكنني ورغم ذلك.، كلما رأيته من بعيد، تحسست ضوء قلبه قبل أن أسمع صوته، ربما في ذلك عزاء لي.، حيث لا أعرف كيف أعزيه للآن منذ ذلك الرفض المشؤوم.

الكلمات المفتاحية:

قصة حقيقية، العدالة الاجتماعية، التعليم، المقابلات الشخصية، الذكاء، المظاهرالنظام التعليمي، التمييز الطبقي، الندم، الحسرة، مفتاح العلواني، تجارب شخصية
صحيفة المنظار الليبية
صحيفة المنظار الليبية
تعليقات