تعرف على التغييرات الجديدة لسفر البريطانيين لدول الاتحاد الاوربي

📖المقدمة

في خطوة مهمة تهدف إلى تعزيز أمن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وتنظيم دخول وخروج مواطني الدول الثالثة، يستعد الاتحاد الأوروبي لتطبيق نظام جديد ومشدد للفحص على الرحلات، يُعرف بنظام الدخول والخروج (EES). هذا النظام، الذي طال انتظاره، سيُحدث تغييرات جوهرية في إجراءات السفر لملايين المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي، بمن فيهم المواطنون البريطانيون، الذين اعتادوا على حرية التنقل بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد.

يأتي هذا التغيير في ظل سعي الاتحاد الأوروبي لرقمنة حدوده وتبسيط الإجراءات مع الحفاظ على أعلى مستويات الأمن. ولكن، ما هي تفاصيل هذا النظام؟ وما هي تداعياته على المسافرين؟ وكيف يمكن للمسافرين الاستعداد لهذه التغييرات؟ هذا المقال المترجم بتصرف من صحيفة التايمز البريطانية سيتناول هذه الجوانب بالتفصيل، مستندًا إلى المعلومات الرسمية والتصريحات الصادرة عن الجهات المعنية، بالإضافة إلى التحليلات المتعمقة لتأثيراته المحتملة.

🕰️السياق: لماذا الآن؟

لطالما كان أمن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي أولوية قصوى، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة والهجرة غير الشرعية. يهدف نظام الدخول والخروج (EES) إلى معالجة هذه المخاوف من خلال توفير سجل دقيق وموثوق لدخول وخروج مواطني الدول الثالثة. فبدلاً من الاعتماد على الأختام اليدوية في جوازات السفر، والتي يمكن تزويرها أو فقدانها، سيعتمد النظام الجديد على جمع البيانات البيومترية وتسجيلها إلكترونيًا.

تأخر تطبيق هذا النظام عدة مرات، حيث كان من المقرر إطلاقه في نوفمبر من العام الماضي، ولكن تم تأجيله بعد مخاوف أثارتها دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا، بشأن احتمال حدوث فوضى واضطرابات في المعابر الحدودية المزدحمة. وقد أتاح هذا التأجيل مزيدًا من الوقت للاستعداد والتكيف مع المتطلبات الجديدة، حيث تم تحديد تاريخ 12 أكتوبر 2025م كموعد نهائي لبدء التشغيل التدريجي للنظام، مع اكتمال التنفيذ بحلول 10 أبريل 2026م.

⚙️نظام الدخول والخروج (EES): تفاصيل وآليات العمل

نظام الدخول والخروج (EES) هو نظام آلي لتسجيل بيانات مواطني الدول الثالثة (غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي) الذين يعبرون الحدود الخارجية لمنطقة شنغن. يهدف النظام إلى تسجيل معلومات الدخول والخروج، ورفض الدخول، وبيانات تجاوز مدة الإقامة المسموح بها. سيتم تطبيق هذا النظام على جميع المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي، سواء كانوا بحاجة إلى تأشيرة دخول أم لا، والذين يسافرون لفترة قصيرة (لا تتجاوز 90 يومًا في أي فترة 180 يومًا).

ما الذي سيسجله نظام EES؟

كيف سيعمل النظام؟

عند الوصول إلى الحدود الخارجية لمنطقة شنغن، سيتم توجيه المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي إلى أكشاك آلية أو مكاتب حدودية حيث سيقومون بمسح جوازات سفرهم وتقديم بصمات أصابعهم والتقاط صورة لوجوههم. سيتم التحقق من هذه البيانات مقابل قواعد البيانات الأمنية ذات الصلة، وسيتم تسجيل الدخول إلكترونيًا. عند المغادرة، ستتكرر العملية لتسجيل الخروج.

من المتوقع أن يقلل هذا النظام من أوقات الانتظار في الحدود على المدى الطويل، حيث سيتم أتمتة العديد من الإجراءات التي كانت تتم يدويًا. ومع ذلك، هناك مخاوف من حدوث تأخيرات في البداية بسبب عدم دراية المسافرين بالنظام الجديد واحتمال حدوث مشاكل فنية.

المتطلبات الجديدة للمسافرين البريطانيين

كما سيتم طرح سلسلة من الأسئلة على المسافرين للتأكد من استيفائهم لهذه الشروط. أي إجابة سلبية قد تؤدي إلى استجواب إضافي من قبل ضابط الحدود، الذي يمتلك صلاحية رفض الدخول.

بالإضافة إلى ذلك، سيقوم نظام EES تلقائيًا بتحديد المسافرين الذين قد يتجاوزون مدة الإقامة المسموح بها (90 يومًا في أي فترة 180 يومًا). هذا يعني أن المسافرين الذين يقضون فترات طويلة في الاتحاد الأوروبي يجب أن يكونوا أكثر حرصًا على تتبع أيام إقامتهم لتجنب تجاوز المدة المسموح بها، والذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل الغرامات أو حظر الدخول في المستقبل.

⚠️التحديات والمخاوف

على الرغم من الفوائد الأمنية والتنظيمية المتوقعة لنظام EES، إلا أن هناك العديد من التحديات والمخاوف التي أثيرت بشأن تطبيقه:

وقد أدت هذه المخاوف إلى تأجيل إطلاق النظام عدة مرات. وعلى الرغم من أن التنفيذ سيكون تدريجيًا، إلا أن الارتباك الأولي بين المسافرين والموظفين قد يؤدي إلى فترات انتظار أطول. وقد أشار مسؤولون كبار في صناعة السفر إلى أنهم ما زالوا غير متأكدين تمامًا من كيفية عمل النظام بأكمله، على الرغم من أن التخطيط له بدأ منذ عام 2016م.