خطاب ترامب الأخير: ماذا قال عن ليبيا والمنطقة العربية؟

كلمات الرؤساء في المحافل الدولية لاتمر مرور الكرام، خاصة إذا كانت صادرة عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. خطاب الرئيس دونالد ترامب لهذا العام 2025 كان صاخبًا، مباشرًا، ومليئًا بالرسائل التي أثارت الجدل، خاصة فيما يتعلق بليبيا والمنطقة العربية.
في هذا التقرير، نعيد نشر الخطاب كاملا ومترجما فوريا للعربية ، كما يستعرض هذا التقرير أبرز ما جاء في الخطاب، وانعكاساته على المنطقة العربية والشرق الأوسط، مع التركيز على ليبيا، ويرصد التقرير ردود الفعل الدولية والعربية، ويقدم للقارئ العام تحليلًا مبسطًا وسردًا بسيطت ، مدعومًا باقتباسات أصلية من خطاب ترامب المثير للجدل.
📰 صحيفة المنظار الليبية:سكاي نيوز عربية
📅الإربعاء 24 سبتمبر 2025م
✍️ إعداد وترجمه : فريق التحرير

📝 (مقدمة الخطاب: هجوم على المؤسسات الدولية) 

بدأ ترامب خطابه بشيء من السخرية، مشيرًا إلى تعطل جهاز القراءة الآلية والمصعد، ثم انطلق في هجوم مباشر على الأمم المتحدة، مؤكداً انها فشلت “فشلاً كاملاً” (حسب تعبيره) في حل النزاعات مثل الحروب في غزة وأوكرانيا، كما هاجم سياسات الهجرة والطاقة الخضراء في أوروبا، محذراً القادة الأوروبيين من أن “دولهم تسير نحو الجحيم” بسبب “الهجرة غير المنضبطة” التي قال أنها تدمر التراث الثقافي، وفي معرض انتقاده للامم المتحدة قال :"أنها "لا تساهم في بناء السلام" و"ما الهدف من وجود الأمم المتحدة؟ كل ما يبدو أنهم يفعلونه هو كتابة رسالة شديدة اللهجة، ثم لا يتابعونها أبداً. إنها كلمات فارغة — والكلمات الفارغة لا تنهي الحروب..!!.
"What is the purpose of the United Nations? All they seem to do is write a really strongly worded letter, and then never follow that letter up. It’s empty words — and empty words don’t solve war."
هذا التصريح يعكس موقف ترامب المتشدد تجاه المؤسسات الدولية، ويؤسس لنبرة الخطاب التي اتسمت بالرفض للنهج العالمي، والدعوة للسيادة الوطنية. كما انتقد ترامب الأمم المتحدة بسبب المساعدات التي تقدّمها لطالبي اللجوء الساعين إلى دخول الولايات المتحدة، قائلاً: "إن دور الأمم المتحدة هو منع الغزوات لا إيجادها ولا تمويلها".
"The role of the United Nations is to prevent invasions — not to create them or fund them"

🇱🇾 (ليبيا في خطاب ترامب: دعم للاستقرار العسكري)

فيما يخص ليبيا، فالمُلاحظ أن ليبيا لم تحتل موقعاً متقدماً في خطاب ترامب. وهذا يعكس الأولوية المنخفضة لليبيا في الأجندة الأمريكية الحالية.وهذا يعني عدم رغبة واشنطون في تحمل تكاليف سياسية أو عسكرية، ومواصلة ترك الليبيين يواجهون تعقيدات الصراع بمفردهم، في ظل غياب رؤية أمريكية فعالة للحل الليبي . وقد أغفل ترامب وتجاهل تماماً الجوانب الإنسانية من حيث معاناة الشعب الليبي:، فلم يتطرق مثلاً لأزمة النازحين داخلياً، ولا للأوضاع الاقتصادية المترديةز
وبشكل عام لم يذكر ترامب تفاصيل دقيقة عن ليبيا ، لكنه أشار إليها ضمن حديثه عن الحروب التي أنهى تدخل الولايات المتحدة فيها، حين قال متفاخراً بما أنجزه:" في فترة لا تتجاوز سبعة أشهر فقط، أنهيت سبع حروب كانت تُعتبر مستحيلة الانتهاء... لا رئيس ولا رئيس وزراء — ولا حتى أي دولة أخرى — قد فعل شيئاً يُقارِب ذلك على الإطلاق.
"In a period of just seven months, I have ended seven ‘un-enable’ wars… No President or Prime Minister — and for that matter, no other country — has ever done anything close to that."

ورغم عدم ذكر ليبيا بالاسم في هذا السياق، فإن مصادر أمريكية أكدت أن من بين هذه الحروب التي أشار إليها ترامب، كانت العمليات العسكرية غير المباشرة في ليبيا، والتي تم تقليصها لصالح دعم الحلول المحلية. كما أشار إلى ضرورة دعم القوى الوطنية في مواجهة الفوضى.

هذا المرور المقتضب وغير المباشر لليبيا في خطاب ترامب قد تشجع على مزيد من التنافس الإقليمي على النفوذ في ليبيا والدول العربية الأخرى، حيث أن انسحاب الولايات المتحدة النسبي يترك فراغاً قوياً تسعى دول إقليمية أخرى لملئه.ومن ناحية أخرى، قد تدفع هذه السياسة الأطراف الليبية إلى الاعتماد أكثر على أنفسهم وإيجاد حلول محلية لأزماتهم، بدلاً من انتظار الحلول الدولية التي قد لا تأتي أبداً.

ولاشك أن غياب الدور الأمريكي الفعال قد يطيل أمد الأزمة السياسية في ليبيا ، وقد يقلل من فرص التوصل لتسوية شاملة، وهذا بطبيعة الحال يعزز موقف المتشددين من جميع الأطراف، ويطيل عمر الازمة ..

ولإن خطاب ترامب لم يأتِ بجديد، فالرسالة واضحة المضمون ومفادها أن ليبيا ليست أولوية أمريكية، والحل يجب أن يكون ليبياً. هذا قد يكون محبطاً، لكنه في نفس الوقت يذكرنا بمسؤوليتنا الجماعية تجاه وطننا.فالدور الأكبر يقع على عاتقنا كليبيين، في الداخل والخارج، لصناعة مستقبلنا بأيدينا. فخطابات ترامب والخطابات الدولية تأتي وتذهب، لكن ليبيا تبقى وتستحق منا كل الجهد.وهذا ما يؤكد أيضا على أن مايسمى بالمجتمع الدولي لن يحل أزمة ليبيا، وأن الحل يجب أن يأتي من الداخل وان يكون ليبي ليبي.

🌍 (الشرق الأوسط: فلسطين، غزة، وإيران)

الجزء الأكثر إثارة في الخطاب كان حديث ترامب عن القضية الفلسطينية، وانتقاده الحاد لسلفه جو بايدن وخصومه السياسيين ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقربين لاعترافهم بالدولة الفلسطينية.
حين قال:" الآن، وكأنّ الهدف هو تشجيع استمرار النزاع، يسعى بعض أعضاء هذا الجسم إلى الاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية... بدلاً من الاستسلام لمطالب حماس بالفدية، يجب على جميع من يرغبون في السلام أن يتحدوا حول رسالة واحدة: أطلقوا الرهائن الآن! 
"Now, as if to encourage continued conflict, some of this body is seeking to unilaterally recognize a Palestinian state… Instead of giving in to Hamas’s ransom demands, those who want peace should be united with one message: release the hostages now!"

 هذا التصريح أثار غضب العديد من الدول العربية، خاصة بعد أن قامت دول أوروبية مثل فرنسا وبلجيكا ومالطا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل أيام من الخطاب.
أما عن إيران، فقد عبر ترامب بشكل مباشر عن وجهة نظره حولها فقال :"إن موقفنا بسيط للغاية: لا يمكن السماح أبدًا للراعي الأول للإرهاب في العالم بامتلاك أخطر الأسلحة."
"My position is very simple: the world’s number one sponsor of terror can never be allowed to possess the most dangerous weapon." 

وهو ما يعكس استمرار السياسة الأمريكية في الضغط على إيران، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.

 الكلمات المفتاحية

خطاب ترامب، الأمم المتحدة، ليبيا، موقف ترامب من ليبيا، خطاب الأمم المتحدة، الأزمة الليبية، الشرق الأوسط، فلسطين، إيران، ، السياسة الأمريكية، الجمعية العامة، تحليل سياسي، ترامب 2025م، ليبيا ، النزاع الليبي 


صحيفة المنظار الليبية
صحيفة المنظار الليبية
تعليقات