الجارديان : ساركوزي خلف القضبان: سقوط تحالف المال والسياسة

الحكم التاريخي بسجن نيكولا ساركوزي يكشف خفايا تمويل حملته من نظام القذافي، من خيمة في باريس إلى سقوط سياسي مدوٍ. اقرأ القصة الكاملة لتحالف المال والسلطة الذي هز فرنسا. والمنشور قبل قيل في موقع صحيفة الجارديان البريطانية اقرأ القصة الكاملة لتحالف المال والسلطة الذي هز فرنسا في هذا الخبر من هنا .

ساركوزي خلف القضبان

📰 صحيفة المنظار الليبية:موقع صحيفة الجارديان البريطانية
📅الخميس 25 سبتمبر 2025م
✍️ إعداد وترجمه : فريق التحرير
ساركوزي خلف القضبان: سقوط تحالف المال والسياسة

في مشهد سياسي غير مسبوق، طوت فرنسا صفحة من أكثر فصولها إثارة للجدل، بإدانة رئيسها السابق نيكولا ساركوزي في قضية التمويل الليبي. القضية التي بدأت بـ"خيمة القذافي" في قلب باريس، انتهت بحكم قضائي يضع ساركوزي في مواجهة السجن، ويعيد فتح ملفات العلاقات المشبوهة بين المال والسلطة.

ساركوزي بين العدالة والتاريخ

يُعدّ حكم ساركوزي في قضية التمويل الليبي من أبرز القضايا القضائية التي تطال رئيسًا فرنسيًا سابقًا، ويطرح تساؤلات عميقة حول العلاقة بين المال والسياسة، وحدود الحصانة الرئاسية بعد مغادرة المنصب. ومهما كانت مآلات الاستئناف، فإن ساركوزي، الذي كان يومًا رمزًا للسلطة في فرنسا، يجد نفسه اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يقبع في السجن، أو يُعيد كتابة فصل جديد من حياته خارج دائرة الضوء. 

الحكم الذي هز الجمهورية الخامسة

أصدرت محكمة باريس الجنائية حكمًا بسجن ساركوزي خمس سنوات، منها سنة واحدة نافذة، بتهمة "التآمر الجنائي" للحصول على تمويل غير مشروع من نظام القذافي لحملته الانتخابية عام 2007. هذا الحكم التاريخي يجعل ساركوزي أول رئيس فرنسي يُدان بالسجن الفعلي في قضية فساد مرتبطة بعلاقات دولية.

ورغم تبرئته من تهم أخرى مثل الفساد المباشر واختلاس الأموال، أكدت القاضية ناتالي غافارينو أن الرئيس السابق "سمح لمساعديه المقربين" بالتواصل مع النظام الليبي للحصول على دعم مالي، مما يشكل جوهر التآمر.

"سأنام في السجن، ولكن برأس مرفوع" — هكذا علّق ساركوزي بعد النطق بالحكم، معتبرًا القرار "إهانة لفرنسا" وتصفية حسابات سياسية.

من التحالف إلى الخيانة: قصة التمويل الليبي

تعود جذور القضية إلى عام 2005م، حين كان ساركوزي وزيرًا للداخلية. تشير التحقيقات إلى اتفاق فساد مع نظام القذافي، هدفه تمويل حملة ساركوزي الرئاسية بملايين اليوروهات، مقابل إعادة تأهيل صورة القذافي دوليًا.

بعد فوزه، استقبل ساركوزي القذافي في زيارة رسمية مثيرة للجدل، سمح له خلالها بنصب خيمته البدوية قرب قصر الإليزيه. لكن المفارقة جاءت عام 2011م، حين قاد ساركوزي التحالف الدولي الذي أطاح بالقذافي وقتله، في انقلاب درامي على الحليف السابق.

إدانات تطال الدائرة المقربة

لم يكن ساركوزي وحده في قفص الاتهام. فقد أُدين مدير حملته كلود غيان بتهم الفساد والتزوير، كما أُدين الوزير السابق بريس أورتوفو بالتآمر الجنائي. في المقابل، تمت تبرئة أمين صندوق الحملة إيريك وورث.

نهاية مسيرة سياسية مثيرة للجدل

يُضاف هذا الحكم إلى سلسلة من القضايا التي لاحقت ساركوزي منذ مغادرته السلطة، بما في ذلك تجريده من وسام جوقة الشرف. ورغم تأثيره المستمر في اليمين الفرنسي، فإن هذه الإدانة تمثل ضربة قاسية لإرثه السياسي، وتكشف هشاشة التحالفات التي تقوم على المال والنفوذ.

🏷️الكلمات المفتاحية 

نيكولا ساركوزي، معمر القذافي، قضية التمويل الليبي، فساد سياسي فرنسي، محاكمة ساركوزي، العلاقات الفرنسية الليبية، سقوط ساركوزي، خيمة القذافي في باريس، تمويل الحملة الانتخابية، 

صحيفة المنظار الليبية
صحيفة المنظار الليبية
تعليقات