📁 آخر الأخبار

محطات مهمة في عمر ثورة 17 فبراير (الحلقة الثانية)

 

محطات مهمة في عمر ثورة 17 فبراير (الحلقة الثانية)

صحيفة المنظار الليبية : من الذاكرة المكتوبة

        الأسابيع الأولى المهمة  في عمر ثورة 17 فبراير، تعرضها عليكم صحيفة المنظار الليبية ، لأهميتها ولغرض توثيقها ، وهي مجموعة أحداث تم اقتباسها من سلسلة كتبها الأستاذ المحامي عبد الباسط الحداد تحت عنوان من الذاكرة المكتوبة، السلسلة عبارة عن شهادة لمعاصر لللأسابيع الأولى لاندلاع ثورة 17 فبراير 2011 في مدينة مصراتة.
        وقد وثق ا
لأستاذ المحامي عبد الباسط الحداد كاتب هذه السلسلة، جانباً مهماً من تلك الأحداث ، وعرضها على حلقات بشكل مميز في صفحته الرسمية بموقع الفيسبوك ، وتتقدم صحيفة المنظار الليبية بخالص الشكر للأستاذ المحامي عبد الباسط الحداد لعدم ممانعته بإعادة نشرها بتصرف على حلقات في صحيفة المنظار الليبية .
بقلم : عبد الباسط الحداد 

أحداث الخميس 24 فبراير 2011م

 تسليح الثوار وفرحتهم 


    في صباح يوم الخميس 24 فبراير 2011م ، تجمع عدد كبير من الشباب الغاضبين محتجين على من منعهم من مهاجمة مقر كتيبة حمزة، مؤكدين لمن منعوهم من الهجوم أنه لو سمحوا لهم بذلك ، لتمت السيطرة بسرعة وبشكل كامل على كتيبة ، بل وفوتوا عليهم فرصة الاستيلاء على الكلية الجوية. فرحة الشباب كانت بادية على وجوههم ، وسبب فرحتهم ما غنموا، من أسلحة وذخائر ، كان جنود الكتيبة قد تركوها خلفهم عندما غادروها ، ورغم أن معظم الأسلحة كانت عاطلة، لكن الثوار الشجعان أقاموا ورش صيانة لهذه الأسلحة بساحة مجمع المحاكم وتمكنوا من جعل عدد كبير منها صالح للأستخدام ، وأتذكر جيداً كيف كان الأستاذ عبدالرحمن الكيسة من أشد المتحمسين للهجوم على الكلية الجوية .

معركة الكلية الجوية 

       في حدود الساعة العاشرة صباح يوم الخميس، تجمع مع عدد كبير من الشباب وانطلقوا نحو منطقة الغيران، وعند وصولهم الى الكلية الجوية انهالت عليهم القوات المتمركزة في أماكن استراتيجية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وشرعوا في إطلاق سيل لاينتهي من النيران الكثيفة .

ورغم أن المعركة كانت غير متكافئة بجميع المقاييس ، فقد غنم الثوار الأبطال عدد من البنادق وكميات من الذخيرة، واستولوا على مخزن من الملابس العسكرية والأحذية والبطاطين وجلبوا هذه الغنائم لمجمع المحاكم حيث تولت اللجنة العسكرية توزيعها على الثوار وأسفرت عن سقوط العشرات بين شهداء ومصابين ، وقد بلغ عدد شهداء ذلك اليوم (21) شهيد من أبناء مصراتة. في ذلك اليوم كانت فرحة أهل مصراته كبيرة، باستسلام ضابط برتبة عميد من كتيبة حمزة، حيت خرج من الكلية بدون سلاح وسلم نفسه للثوار ، وقد تمكن ثوارنا البواسل من أسر عدد من مقاتلي الكتيبة، وجلبوهم إلى مجمع المحاكم ليبدأ معهم تحقيق من قبل اللجنة العسكرية ،كما فرحنا كثيراً بسيطرة الثوار على أجزاء من الكلية الجوية وكامل المطار المدني.


مجمع المحاكم ولجنة للتحقيق مع الثوار 


        ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس 24-2-2011 م، حملت خبر صدور القرار رقم 46 من (ما كان يعرف بأمانة مؤتمر الشعب العام)، يقضي بتشكيل لجنة تحقيق مع الثائرين ضد حكم القذافي وكان من ضمن أعضاء هذه اللجنة : المستشار خليفة الزواوي !!! ذلك اليوم لم نغادر مجمع المحاكم ذلك ، وباشر الشباب بجلب تحصينات من أكياس كبيرة (شكاير) وتعبئتها بالرمل ووضعها كمتاريس أو سواتر أمام مجمع المحاكم ، مع تركيب خيمة كبيرة أمام سياج المجمع وضعوا بها تلفزيون، ليتمكن المعتصمون والثائرون من سماع الأخبار .. وفي المساء حضر عبدالرحمن الكيسة وهو من بين أعضاء اللجنة القضائية المشاركين في معارك الكلية الجوية بمسدسه البلجيكى ، وحدثنا عن ضراوة المعارك و استماتة قوات الكتيبة في الدفاع عن مناطق الدشم المخزن بها السلاح.


المناضل عبدالفتاح ابورويص

  

       تعاظمت الفرحة ذلك الصباح، عندما حضر إلى مجمع المحاكم، رجل لم أكن أعرفه من قبل وقال لنا :
- سمعت انكم تبحثون عن سفينة لجلب الأسلحة من بنغازي، وأنا مستعد للسفر إلى بنغازي بجرافتي الخاصة بصيد الأسماك لجلب كمية من الأسلحة والذخائر من شرق البلاد , وكل ما أطلبه هو تزويدي بالوقود الخاص بالجرافة من مستودع ناصر للوقود . بعد لحظات تم الاتصال بمستودع الوقود وتأمين الكمية المطلوبة وتم تزويد الجرافة بها في تلك الليلة .. هذا البطل الثائر هو عبدالفتاح أبو رويص .. وفي اليوم التالي غادر مخاطراً بحياته وماله الى بنغازي متحدياً زوارق القوات البحرية التي كانت مرابطة قبالة الميناء التابعة للقذافي، فتحية كبيرة للمناضل عبدالفتاح ابورويص.

الجمعة الجامعة


       وسط هذه الأجواء النضالية، اقترحت على الأخوة الموجودين باللجنة القضائية، أن تتم الدعوة لصلاة الجمعة، بأحد المساجد القريبة من أحدى الساحات العامة ليتجمع الناس بها ، وكان الشيخ إبراهيم بن غشير حاضراً فقال: - إن هذه الدعوة في فقه الشريعة تعرف بالجمعة الجامعة ولها شروط وفقا للمذهب المالكي أولها أن تقام في المسجد العتيق بالبلدة وإذا أقيمت في غيره لا تكون صحيحة إلا اذا أقيمت الجمعة في المسجد العتيق ، لأنه إذا بطلت صلاة الجمعة فى المسجد العتيق بالبلدة بطلت فيما سواه من مساجد . لذلك ونيابة عن اللجنة القضائية المؤقتة لتسيير مدينة مصراته قمت مباشرة بالإعلان عن إقامة الجمعة الجامعة ، وتم إرسال الإعلان لإذاعة ليبيا الحرة من مصراته في مساء الخميس ، وتضمن الدعوة الى إقامة صلاة الجمعة الجامعة يوم 25 فبراير 2011 في مسجد الشيخ امحمد بوسط مدينة مصراته وعدم صلاة في باقي مساجد المدينة إلا مسجد منطقة زمورة باعتبار المسجد العتيق في مصراته .

يتبع الحلقة القادمة  


صحيفة المنظار الليبية
صحيفة المنظار الليبية
تعليقات