أخر الاخبار

قصة عزل خالد المشري من لجنة مساعدة اللاجئين الليبين بتونس

صفحات من كتاب 

    صحيفة المنظار الليبية ستباشر تباعاً نشر صفحة أو عدة صفحات من كتاب ما .لغرض التوثيق ولتعم الفائدة.
وهنا تعيد صحيفة المنظار الليبية نشر صفحتين (159-160)، من كتاب ثورة فبراير الحلم المسروق لمؤلفه الدكتورناجي بركات .. وتنوه الصحيفة أن الغرض من نشر هذه الصفحات التوثيق فقط لاغير.. 

اقتراح بتأسيس لجنة لمساعدة اللاجئين 

     بعد رجوعي إلى بنغازي من رحلتي إلى مدن الجبل الغربي ، رفعت تقريرا عن هذه الزيارة ومقترحا بإنشاء لجنة لمساعدة النازحين ، وكذلك مساعدة أهلنا بالجبل الغربي ، وهو مرفق مع هذه المذكرة . فلقد اقترحت أن تتكون هذه اللجنة من عدة أشخاص ويرأسها شخص له خبرة مالية ويجب أن يمنح مبلغا من المال يتم تقديره حسب الظروف ثلاثين دينارا يوميا لكل أسرة نازحة تتكون من ستة أفراد أو أكثر وعشرين دينارا بالأسبوع للأسر الصغيرة ، وأن تكون مهام اللجنة حصر أعداد الأسر والتنسيق والعمل مع الأوكشا، والهلال الأحمر التونسي بهذا الخصوص . وكذلك توفير ما يحتاجه أهل الجبل وصرف معونات سريعة لهم . لذلك قام المجلس بإرسال لجنة برئاسة صالح الغزال مع مبلغ مالي لمساعدة النازحين ، ولكنني لم أجتمع به عندما كنت هناك ، وسمعت أن القيمة قد استنفدت وتم التصرف فيها وصرفها بدون ضوابط .

خالد المشري رئيساً للجنة

    بعدها قام المكتب التنفيذي بدراسة الاقتراح . وتم تقديم مقترح آخر من بعض الأخوة القادمين من تونس ، وتم اختيار الأخ خالد المشري (هو عضو بارز بالمؤتمر الوطني وفاز في انتخابات 2012/07/07 عن مدينة الزاوية ويمثل حزب العدالة والبناء معظم أعضائه من الأخوان المسلمين) وكان نشطا أيام المؤتمر الوطني وبعده ومتشبثا بجماعات الإسلام السياسي وتكتيكهم) لرئاسة هذه اللجنة ، وصرف له مبلغ ثلاثة ملايين دولار . اختار المشري فريقه وذهب إلى تونس وبدأ يشتغل . وقد اجتمع بي أكثر من مرة حيث أنا من قدم الاقتراح ، ولكن تم اختياره من قبل الدكتور علي العيساوي .
     لقد عارضته على هذا الاختيار لأن مظهره وطريقته في الحديث لم تعجبني . لكنه قال أنه يعرفه جيدا وهو كان مدير مكتبه عندما كان وزيرا للاقتصاد بحكومة البغدادي المحمودي . تحدثت مرة أخرى مع خالد المشري وقلت له سوف أصرف لك منحة لكي تشتري ثيابا وكذلك تجهز نفسك للذهاب لتونس . قال لديه كل شيء وجاء في اليوم الثاني وقد قام بالحلاقة ولبس ملابس تليق بالمنصب وسلمناه المبلغ .

الانتقالي يستدعي المشري لشبهات إهدار المال العام

    استمر(خالد المشري) في عمله قرابة شهرين، وبعدها تم استدعاؤه من قبل المجلس الوطني الانتقالي بسبب ظهور شبهات حول طريقة توزيع المصروفات و الكمية المصروفة والمقدمة كتقرير ، حيث كان بها ، جاءني وقال لي بأنه قام بهذا العمل للوطن وأن المصاريف کثيرة وبعض الأخوة ممن كانوا معه تصرفوا في الأموال ولم يراجعوه أو يقدموا له تقارير عما صرفوه ، خاصة عندما كان يصرف لهم مبالغ ويذهبون للمدن البعيدة و المتاخمة للحدود لتوزيعها . فقلت له يجب أن ترجع إلى تونس وتجتمع بفريقك وتأتي برسائل تثبت ما ذكرته لي وإلا فسيحاسبك المجلس .
    بعد شهر تم استدعاء خالد المشري من قبل المجلس الوطني لكي يقدم تقريره وكنت أنا والدكتور علي العيساوي وعبد الحفيظ غوقه وآخرون من ضمن الحاضرين عرض ما لديه وعدد الأسر التي استفادت ومصاريف أعضاء اللجنة والتي كانت کثيرة. ثم تطرق للعجز وكان يتجاوز 150 ألف دولار ، حسب ذاكرتي ربما أقل .

عزل خالد المشري وانهماره بالبكاء؟

    ... ثم بدأ في البكاء والقول بأنه لم يسرق وأنه لا يعرف أين ذهبت هذه الأموال ، وقام بتوسل أعضاء المجلس الوطني والمكتب التنفيذي ممن حضروا ويؤكد لهم أنه ليس سارقا وأنه بشتغل من أجل هذه الثورة وأنه ابن لهذه الثورة إلخ ... ، ثم أشار للحاضرين بأنه كان يشتغل بمكتب الدكتور علي العيساوي قبل الثورة عندما كان وزیر اقتصاد ، وقد أقر الدكتور على العيساوي بهذا وشهد فيه شهادة جيدة . بالنسبة لي كما قلت لم يسبق لي أن عرفته وكنت أتعامل معه عبر الهاتف فقط وكان دائما مشغولا مع الناس ويصفه الجميع بأنه حريص . تكلم رئيس المجلس الوطني الانتقالي وقال إن هذه الأموال سنحاسب عليها جميعنا وكان من المفروض أن يكون حريصا أكثر ولا نظن أنك سرقتها أو أهدرتها ولكن يجب إقفال العهدة ، ونظرا للتسيب وفشلك في اختيارك الفريق الجيد فقد قررنا عزلك ونريدك ألا تحقد على أحد ولا تظن أن هناك أشياء شخصية . 
    وهذا (كان) قرار جميع أعضاء المجلس الوطني الانتقالي وبموافقة نائب رئيس المكتب التنفيذي وناجي بركات أصحاب فكرة هذه اللجنة ، التي ستستمر وعليك تسليم كل ما لديك إلى المستشار القانوني بالمكتب التنفيذي . هنا بدأ السيد خالد المشري يتحدث عن أسماء ، قال إنهم هم من وشوا به للمجلس وخاصة أعضاء لجنة المجلس الوطني الانتقالي بتونس . انهمر في البكاء مرة أخرى وكانت لحظات مؤثرة ومريرة وقاسية على الجميع ، قام كل من نائب رئيس المكتب التنفيذي ورئيس المجلس الوطني الانتقالي وعانقوه ولم يكف عن البكاء . بعدها طلبت منه أنا ونائب رئيس المكتب التنفيذي ببنغازي أن يعرض تقريره علينا في اجتماع لجنة الإغاثة بمقر المكتب التنفيذي ، جاء وعرض تقريره وكان مفيدا للجنة التي تكونت حديثا وغادر.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -