كيف ولماذا يتقلب المزاج ..؟
كيف ولماذا يتقلب المزاج..؟ ، هذا سؤال أجابته مهمة ، ومن خلال الإجابة عليه ، سنتعرف كيف يمكننا الحفاظ على مزاج رائق وطيب وسليم ، رغم كل الضغزطات التي تحيط بنا . أكمل قراءة هذه التدوينة وعدل مزاجك دائما، وانتبه إلى ضرورة أن يكون مزاجك (عال العال) .
كثير من الدراسات أشارت إلى أن أستمرار المزاج متدنيا ، قد يكون سبباً مباشراً للإصابة باضطرابات نفسية متعددة ، ربما أخطرها ، وأكثرها جسامة أضطراب الاكتئاب. فقد أتبتث هذه الدراسات أن هناك علاقة ارتباطية بين أستمرار الحالة المزاجية المتدنية وإصابة الفرد بالاكتئاب.
هذه التدوينة ستقدم لك ، معلومات مهمة عن المزاج وتقلباته ، وكيفية تعديل المزاج والحالة المزاجية ، وإصلاح الحالة المزاجية السيئة وتحويلها إلى حالة مزاجية مرضية وجيدة . كما ستقدم هذه التدوينة عشر أقتراحات يمكن عند العمل بها من التقليل أو التغلب على أستمرار تقلبات المزاج .
ماهو المزاج ..؟
المزاج من المفردات التي ليس لديها تعريف واحد متفق عليه ، لكنه في الغالب هو حالة من الحالات التي تحدث للنفس البشرية ، وموجودة بالفطرة ، فلا يتعلمها الإنسان ، لكن بإمكانه أن يعدلها ، أو يتحكم فيها ، كما يمكن أن تثأتر بالبيئة المحيط، أو النضج العقلي والمعرفي ،أو العمر وحتى النوع . فقد أشارت بعص الدراسات أن أمزجة الذكور تختلف عن أمزجة الإنات ، وكذلك أمزجة الأطفال تختلف عن أمزجة المراهقين أو كبار السن .
وللتوضيح أكثر فالمزاج قريب من الطبع ، هناك من طبعه أو (طبيعته) مرحه ، وهناك العكس ، وهناك صاحب المزاج الهادي ، وفي المقابل صاحب المزاج العصبي سريع الغضب..وهكذا.
والمزاج مجموعة من المشاعر والسلوكيات المترابطة والمتباينة ، لكنها تعطي في الغالب فكرة عن تنوع وتعدد الحالات المزاجية التي فيها الانسان ،بين البهجة والفرح والسعادة، وبين الاضطراب والحزن والتعاسة . أو بين المزاج الإيجابي أو المزاج السلبي ، وبين حالة المزاج الانطوائية أو الانفتاحية، وغيرها من الحالات التي تعكس حالة ومزاج الفرد أو الجماعة.
من الطبيعي أن يكون المزاج متقلباً ، لكن استمرار المزاج متدنيا وفي حالة سيئة قد يسبب في حدوث أضطرابات نفسية ، أهمها وأشدها خطورة هو أضطراب الاكتئاب بأنواعه. وهذا ماسوف نتعرض له لاحقاً.
تقلب المزاج
(من لم يحركه الربيع وأزهاره ، والعود وأوتاره ، فهو فاسد المزاج ليس له علاج.)، هذا ماقاله الفيلسوف الصوفي المسلم أبو حامد الغزالي ، في إشارة منه إلى أن غالباً مايحيط بنا ، عدد من الأشياء التي تسهم في تغيير أمزجتنا ، ومن لم يستجب لجمال الطبيعة وأزهار الربيع وتغير مزاجه للأفضل ، أو تغيره نغمات موسيقية عذبة ، مصردها أوتار عود ، فلابد (حسب رأي الغزالي ) أن يكون به مرض أو أنه فاسد المزاج ولاعلاج له.
ورغم أن تقلب المزاج امر طبيعي جدا، وموجود في كل شخص ، لكن الامر الغير طبيعي والغير صحي ، أن يستقر المزاج على حالته المتدنية ، أو أن يتحكم مزاجك بسعادتك وقراراتك المصيرية ومستقبلك .
فمن الطبيعي أن تتقلب الأمزجة ، فتفرح وتحزن وتغضب وتسامح ، وتشعر بالحماس لإنجاز عمل ما أ، أو بالفتور وعدم المبالاة تجاه نفس العمل ، وكلما جعلت هذه الحالات المزاجية المتقلبة ، في وضع يمكنك من إتخاذ القرار السليم فهذا أمر مطلوب .
لكن عندما يقودك مزاجك الى انعزال الناس او كراهيتهم وعدم الرغبة في التعامل معهم ، أو أن يقودك مزاجك السىء حتى يجعلك حبيس الحزن والشعور بعدم الرضا والتشاوم ودامت هذه الحالة المزاجية الغير مرغوب فيها فترة طويلة ، فهذا مؤشر غير صحي ، وربما إشارة لوجود مشكلة حقيقية لابد من مالنظر اليها ومعالجتها ،قبل أن تتحول الى مشكلة نفسية واضطرابات نفسية معقدة.
وفيما يلي نستعرض بعض الصفات التي يمكن أن احكم على من أتصف بها ، على أنه متقلب المزاج أو (مزاجي) ولديه مشاكل في المزاج تحتاج لتدارك وعلاج.
هل أنت شخص مزاجي أم لا ؟
من المعروف انه كلما كان مزاجك سعيداً ، أسعدت نفسك وأسعدت المحيطين بك ، ونجحت في تحقيق أعمالك اليومية بكفاءة وأتقان ، أما إذا كان مزاجك سيئاً ، فسترى الدنيا بعين سوداوية ، وستسبب القلق وعدم الرضا عن نفسك ، وطبيعي أن ينتقل تبعات هذا المزاج السيئ لمن هم حولك .أو قد يسبب هذا المزاج في انعزالك الناس ودوام شعورك بالوحدة والانعزال سيترتب عليه أضطرابات نفسية .
أذا كنت من أصحاب المزاج الجيد الطيب ، فمن المؤكد أنك أنسان متسامح ، تتغافل عن أخطاء الأخرين وهناتهم ، وتتعاطف معهم وتقدر ظروفهم ، والعكس صحيح تماماً إذا ماابتليت بمزاج سيء فأنك لن تفوت أو تتغاطى عن أخطاء الأخرين ولو كانت هنات بسيطة.
أذا تمتعت بمزاج جيد، بالضرورة ستحصل على طاقة ايجابية عالية ، تنجز بها كل أعمالك بسهولة ويسر ، أما أذا صاحبك المزاج السيء ، فتأكد أنك ستشعر بخمول ،وتشعر أنك تحمل طاقة سلبية ، لاقدرة لك على التخلص منها بسهولة ، وستجد صعوبة في أنجاز أي عمل ولو كان سهلاً وبسيط.
أسباب تقلب المزاج
هناك أسباب مختلفة ومتعددة لحدوث مشكلة المزاج المتقلب ، عند الشخصية متقلبة المزاج ، وتختلف هذه الاسباب من شخص لشخص أخر ، كما تختلف بحسب النوع ، فقد تجد أسباب لتقلب المزاج عند النساء لاتجدها عند الرجال . كما تختلف اسباب تقلب المزاج بحسب المراحل العمرية .
وسلوك الإنسان هو التصرف الذي يقوم به الفرد في ظروف محيطه البيئية والاجتماعية، ومايصدر عن هذا السلوك ، عبارة عن تراكمات وظروف ومواقف يمر بها ، وقد تتغير نفسية الإنسان بسبب كلمة عابرة أو موقف بسيط، ويتحول مزاجه إلى خانة غير مرضية ويشوبها القلق وعدم الراحة.
وسنحاول بأيجاز أستعراض أهم الأسباب التي تؤدي إلى تقلب المزاج وهي بشكل مختصر:
- الشعور بالجوع أو العطش
- الشعور بالإرهاق الشديد وعدم الشعور بالراحة
- الشعور بالحاجة الملحة للنوم واإسترخاء وعدم التمكن من ذلك
- التعرض لموقف عارض
عشر أقتراحات تتخلص بها من تقلبات المزاج
يمكن أقتراح النقاط العشر التالية ، كمحددات لو تم العمل بها وأتباعها ، أن نسهم بشكل كبير في التقليل من مخاطر أستمرار المزاجية وحالات تقلب المزاج وهذ النقاط العشر هي :
- أحرص على تناول الكمية الكافية من المعادن والفيتامينات في غداءك اليومي، خصوصاً فيتامين د ،وفيتامين ب ، وألطعمة المحتوية على الحديد والماغنيسيوم
- أحرص دائما على أتباع عادة الإستحمام بالماء الساخن، لاأنه يساعد على أسترخاء الجسم .
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم من شأنها أن تخفف من أعراض المزاج المتقلب
- قلل ما أمكنك من السهر ، وأحرص على النوم مبكراً ، وخد كفايتك من النوم الهادي، فلاتسهر كثيراُ ، ولاتنام ساعات طويلة فكليهما يؤديان الى تقلب المزاج.
- غير نمط حياتك بقدر ماتستطيع ن ولاتلتزم بروتين واحد في حياتك اليومية ، بل نوع نشاطاتك ، ومارس هوايات مفيدة
- داوم على أستماع القرأن الكريم والأذكار ،والأصوات الجميلة والموسيقى الهادئة، هذه كلها تبعت الراحة في النفس ، وتخلصك من تقلب المزاج
- أبتعد عن ضغوط العمل ، ولاتجهد نفسك ، وأحرص على تقسيم وقتك لتنجز عملك بأريحية وهدوء
- داوم على أطالة اللقاءات والجلوس والتحدث مع من تحب
- بالنسبة للنساء لابد من الأخد في الاعتبار لظروف ادورة الشهرية والحمل ومايصاحبها من تغييرات ، وضرورة الاستعداد لهذه التغييرات
- خصص وقتاً مهما لنفسك ، تبتعد فيه عن الضوضاء و كافة المؤثرات الخارجية ، راقب جمال الطبيعة ، أو أسترجع ذكرياتك اتلجميلة ، وداوم على هذه العادة بكل ما يمكنك .
الملخص
كثير من الدراسات أشارت إلى أن أستمرار المزاج متدنيا ، قد يكون سبباً مباشراً للإصابة باضطرابات نفسية متعددة ، ربما أخطرها ، وأكثرها جسامة أضطراب الاكتئاب. فقد أتبتث هذه الدراسات أن هناك علاقة ارتباطية بين أستمرار الحالة المزاجية المتدنية وإصابة الفرد بالاكتئاب.
والمزاج من المفردات التي ليس لديها تعريف متفق عليه ، لكن يمكن تعريفه بأنه هو حالة فطرية تحدث للنفس البشرية ، ويمكن للإنسان تعديلها ، والتخكم فيها ، كما يمكن أن تثأتر بالبيئة المحيط، أو النضج العقلي والمعرفي ،أو العمر وحتى النوع . فقد أشارت بعص الدراسات أن أمزجة الذكور تختلف عن أمزجة الإنات ، وكذلك أمزجة الأطفال تختلف عن أمزجة المراهقين أو كبار السن .
نرحب بتعليقاتكم