في هذا المقال يقدم الأستاذ نزار جدي دليلاً مهماً للمهاجرين حول التعامل مع الضغوط الاقتصادية وتأثيرها على الصحة النفسية، مع استراتيجيات دعم نفسي عملية ومراعية للثقافة الاصلية للمهاجر، مقدمة من خبير ومتخصص في العلاج النفسي . وتأتي سلسلة هذه المقالات ضمن الخدمات النفسية والعلاجية التي يقدمها المركز البريطاني للعلاج النفسي والتنويم المغناطيسي عبر الإنترنت.
![]() |
الأستاذ نزار جدي مدير المركز البريطاني للعلاج النفسي |
🗞️صحيفة المنظار الليبية : المركز البريطاني للعلاج النفسي
✍️ بقلم : الأستاذ نزار جدي
📅 التحديث: الجمعة 18 يوليو 2025م
🔍 نظرة عامة
📱 كيف تؤثر الضغوط الاقتصادية على الصحة النفسية للمهاجرين..؟،الأستاذ نزار جدي مدير المركز البريطاني للعلاج النفسي يجيب على هذا السؤال ، ويقدم حلول عملية ودعم نفسي يساعد على التكيف من دون فقدان هوية المهاجر الأصلية .
ففي عالم تزداد فيه التحديات الاقتصادية، قد يشعر المهاجر بثقل مضاعف نتيجة التباين بين توقعاته وواقع الحياة الجديدة. وغالبًا ما تُهمل هذه الضغوط عند الحديث عن الصحة النفسية، رغم تأثيرها العميق على الشعور بالأمان والاستقرار. المركز يقدم مسارات علاجية تراعي السياق الثقافي والاجتماعي لكل فرد، ويعتمد نهجًا حساسًا يجمع بين الفهم العميق للتجربة المهاجرة وأدوات التعامل النفسي التي تحترم الخصوصية وتُعزز المرونة النفسية.
🌍 بين البحث عن الاستقرار وضغوط المعيشة: الاقتصاد والصحة النفسية للمهاجر
الهجرة دائمًا ما تكون بحثًا عن فرصة أفضل، لكن الواقع قد يكون أحيانًا أكثر تعقيدًا مما يتوقعه البعض. فبعد مرحلة الانتقال والتأقلم، تظهر تحديات اقتصادية تضغط على كاهل المهاجر، وتبدأ بالتأثير على حالته النفسية.
ارتفاع الأسعار، صعوبة إيجاد عمل، وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية، كلها عوامل تخلق ضغطًا مستمرًا يؤثر على حياة المهاجر وأسرته، ويهدد استقرارهم العاطفي والنفسي.العاطفي والنفسي.
ومع تصاعد هذه الأعباء، يشعر المهاجر وكأنه في سباق لا نهاية له، بين محاولات البقاء والاندماج، وبين الحنين إلى استقرار مفقود. وتتحول الضغوط اليومية إلى عبء نفسي قد لا يجد له متنفسًا في محيط غير مألوف ثقافيًا واجتماعيًا. لذا فإن الاعتراف بهذه التحديات ليس ضعفًا، بل خطوة نحو تعزيز الصمود وبناء أدوات نفسية تساعد على التكيف من دون فقدان الهوية. فالفهم الحقيقي لمعاناة المهاجرين يبدأ من الاعتراف بأن الاقتصاد لا يمس الجيوب فقط، بل القلوب أيضًا.
💸 القلق المالي المستمر
من أبرز التحديات التي تواجه المهاجرين هو القلق بشأن المستقبل المالي، خاصةً عندما لا يكفي الدخل المتاح لتغطية المصاريف اليومية.
هذا النوع من القلق لا يقتصر فقط على الجانب المادي، بل يمتد ليشمل الخوف من الفشل في توفير حياة كريمة للأطفال، أو عدم القدرة على مواجهة الطوارئ الصحية أو الاجتماعية. ويزداد هذا الشعور وطأة حين يترافق مع عزلة ثقافية أو محدودية الدعم المحلي، فيشعر الفرد وكأنه يواجه تحديات الحياة اليومية بلا أدوات كافية. فعدم الاستقرار المالي لا يؤثر فقط على جودة الحياة، بل يشوّه نظرة الشخص إلى مستقبله، ويضعف ثقته بقدرته على الصمود والنجاح في بيئة جديدة. تتحول الطموحات التي رافقت رحلة الهجرة إلى عبء ثقيل، وتصبح المسؤولية تجاه الأسرة محفوفة بالقلق والتردد. وهنا تبرز الحاجة إلى دعم نفسي يعترف بهذه الهواجس، ويقدّم وسائل واقعية للتعامل معها، بعيدًا عن التنميط أو التجاهل.
📌 نصيحة: القلق المالي ليس ضعفًا، بل هو رد فعل طبيعي أمام ظروف خارجة عن الإرادة. التعرف عليه أول خطوة نحو التغلب عليه.
👨👩👧👦 تأثير الضغوط على العلاقات
لا تتوقف آثار الضغوط الاقتصادية عند حدود الفرد، بل تمتد لتشمل العلاقات الأسرية والعاطفية.كما أن التوتر المالي قد يؤدي إلى زيادة المشاجرات، الانعزال، أو حتى فقدان التواصل العاطفي بين الزوجين أو الأبناء. وفي بعض الثقافات، قد يكون الحديث عن هذه المشكلات صعبًا، مما يزيد من تراكم المشاعر السلبية داخل المنزل.
وحين تصبح القدرة على التعبير ضعيفة أو محدودة، تتحول البيوت إلى فضاءات مشحونة بالصمت والتوتر، فيغيب عنها الدفء الذي يخفف من وطأة الضغوط الخارجية. كما أن بعض العادات الاجتماعية قد تُلزم الأفراد بكتمان مشاعرهم حفاظًا على الصورة العائلية، مما يرسّخ مشاعر العجز والوحدة. وهنا تأتي أهمية بناء ثقافة حوارية داخل الأسرة تُراعي الحساسيات الثقافية وتتيح مساحة للتفريغ النفسي بعيدًا عن الأحكام أو التوقعات المثالية، فالفهم المتبادل هو أول خطوة نحو التعافي الجماعي.
📌 تذكر: العلاقات الصحية تحتاج إلى تواصل صادق. فلا تتردد في التحدث بصراحة عن مشاعرك مع أحبائك، حتى لو كانت الكلمات صعبة.
😔 فقدان الثقة بالنفس
عندما يشعر المهاجر بأنه لا يستطيع تحقيق "الاستقرار" الذي كان يحلم به، قد يتطور لديه شعور بالخيبة أو الفشل.
وهذا الشعور قد يكون أخطر بكثير من الوضع الاقتصادي نفسه، إذ يؤثر على الدافع الشخصي، ويُضعف الرغبة في المحاولة مرة أخرى.
ذلك لأن الحلم بالاستقرار ليس مجرد هدف اقتصادي، بل هو وعد داخلي يتصل بالكرامة والقدرة على منح الأسرة حياة آمنة. وعندما يتصدع هذا الوعد، تُصاب النفس بجرح خفي لا يُرى في المعاملات البنكية ولا يُقاس بالأرقام، بل يظهر في الانطفاء الداخلي والتراجع عن الطموح. وفي مجتمعات تُربّي الفرد على الصبر والكتمان، قد يتحول هذا الشعور إلى عزلة صامتة، تُضعف العلاقات الاجتماعية وتزيد من الإحساس بالفقد والتشتيت. لذا من المهم توفير فضاءات آمنة تسمح للمهاجر بالتعبير عن تلك المشاعر دون خوف أو خجل، وتُعيد له إيمانه بإمكانية النهوض من جديد، حتى وإن كان الطريق أطول مما توقع.
📌 معلومة مهمة: هذا الشعور مؤقت، ويعتبر جزءًا من رحلة التكيف. اعلم أن التكيف الثقافي والاقتصادي يحتاج وقتًا، وليس دليلًا على الفشل.
🛠️ حلول عملية تحترم ثقافة المهاجر وتدعمها
ليس كل الضغط الاقتصادي يعني انهيارًا نفسيًا، بل يمكن التعامل معه بخطوات عملية تساعدك على استعادة السيطرة على حياتك:إدارة الميزانية بواقعية:
- حدد أولويات الإنفاق، وتجنب الديون غير الضرورية.
- طلب المشورة المالية: العديد من الدول توفر خدمات استشارية مجانية للمهاجرين الجدد.
- ممارسة الرياضة والاسترخاء: مثل المشي، اليوغا، أو التنفس العميق لتخفيف التوتر.
- التحدث مع متخصص نفسي: لا تتردد في طلب المساعدة إذا شعرت بأن الضغوط بدأت تسيطر عليك.
📌 ملاحظة: اختر مختصين نفسيين لديهم خلفية عن ثقافتك وتجاربك، فذلك يساهم في بناء علاقة علاجية أقوى وأكثر فهمًا.
🧠 ختامًا... الصحة النفسية رأس المال الحقيقي
رحلة الهجرة ليست سهلة، لكنها أيضًا فرصة للنمو والتعلم.والصحة النفسية ليست أقل أهمية من الصحة الجسدية، بل هي أساس القدرة على مواجهة التحديات والخروج منها أقوى.
فلا تخجل من طلب المساعدة، لإن الوعي بمشكلتك أولى خطوات الحل. وكل تحدٍ تمر به هو خطوة نحو النضج والاستقرار.ولأن تجربة الهجرة تختبر الإنسان في صميم أحلامه وهويته، يصبح الاهتمام بالصحة النفسية ضرورة وجودية لا رفاهية. فبين الانفصال عن الجذور والسعي لتأسيس حياة جديدة، يحتاج المهاجر إلى فضاء آمن يسمح له بالتصالح مع ذاته والاعتراف بمواطن ضعفه دون خوف أو وصمة. وفي ثقافات تعظّم الصبر وتخجل من البوح، يكون الدعم النفسي المراعي للخصوصية الثقافية هو المفتاح لاستعادة التوازن.
إنها دعوة لأن يرى الفرد في كل عثرة فرصة لإعادة تعريف ذاته، ولأن يدرك أن الهجرة لا تُقصيه عن نفسه، بل تعيد تشكيلها إن مُنح الوقت والرعاية
📌 رسالة أخيرة: لا تتعامل مع نفسك بقسوة. أعطِ لنفسك الوقت والمساحة التي تحتاجها لتتعافي وتتقدم.
هل تحتاج لدعم نفسي متخصص في مواجهة الضغوط الاقتصادية؟؟
المركز البريطاني للعلاج النفسي والتنويم المغناطيسي عبر الإنترنت بإشراف الأستاذ نزار جدي يقدم جلسات فردية وجماعية، مع استشارات مجانية لتقييم الحالات وخطط علاج مخصصة تراعي الخصوصية الثقافية والدينية.
احجز استشارة مجانية من هنا📱 إذا كنت تبحث عن دعم نفسي يراعي ثقافتك ويقدّم لك الخصوصية والتفهم، يمكنك التواصل مع:
🌐 الموقع الألكتروني : mystichorizonsuk.com📱 واتساب: 00447599129635
📘 صفحتنا على فيسبوك
[email protected]
🔹 كلمات مفتاحية
الصحة النفسية للمهاجرين، التأثير النفسي للهجرة، دعم نفسي للمهاجرين، القلق المالي للمهاجرين، استقرار المهاجرين في الخارج، تحديات الهجرة النفسية، حلول نفسية للمهاجرين، العلاج النفسي عبر الإنترنت، العلاقات العائلية للمهاجرين، المشكلات الاقتصادية للمهاجر، ثقافة المهاجرين والدعم النفس، الهجرة والاستقرار النفسي.
نرحب بتعليقاتكم